نشر موقع
"فاستنيك كافكاز" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن احتمال رفع
الولايات المتحدة التجميد عن مليارات الدولارات من الأصول
الإيرانية وتبادل الأسرى، حسب ما تداولته وكالة "نور نيوز" الإيرانية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تبادل الأسرى ينبغي أن يتم تحت وساطة إحدى دول المنطقة. وقد أشار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في العديد من المناسبات إلى أن سياسة العقوبات التي تتبعها واشنطن تأتي بنتائج عكسية باعتبارها تعزز التقارب بين الدول المستهدفة بالعقوبات. مع ذلك، لم يشهد تاريخ العلاقات الدولية ذوبان الجليد بشكل مفاجئ خاصة بين الدول التي ظلت المواجهة قائمة بينها لعقود.
وقع تجميد أصول إيران من الدولار الأجنبي منذ سنة 1979 عقب الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، الذي كانت توجهاته تخدم مصالح واشنطن. نتيجة استيائها من أحداث الثورة الإسلامية لجأت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات بما في ذلك حظر التعاون مع طهران في مجال تطوير التكنولوجيا. وقد تسببت المواجهة في انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة المبرمة مع إيران في سنة 2015، التي توقفت محادثات فيينا بشأنها.
لماذا قررت الولايات المتحدة الإفراج عن الموارد المالية الإيرانية دون شروط مسبقة واضحة؟
أوضح الموقع أنه بالنظر لعمل واشنطن على تسليح أوكرانيا وركود الاقتصادات الغربية بسبب التوترات الجيوسياسية المصحوبة بتضخم مرتفع في القطاع الصناعي، يستبعد الخبراء نشوب صراع قاري واسع النطاق. كما أن دعم أوكرانيا في الحرب الحالية يتطلب أموالا هائلة.
والجدير بالذكر أن أسعار
النفط والغاز العالمية حطمت الأرقام القياسية بعد مناقشة أوروبا بشكل جدي تحديد سقف أسعار للنفط الروسي، هذا بالإضافة إلى انفجار خط أنابيب نورد ستريم وإعلان شركة "ساوث ستريم ترانسبورت بي في" - باعتبارها مشغل مشروع السيل التركي - إلغاء رخصة تصدير الأنابيب الأوروبية.
ذكر الموقع أن المملكة العربية السعودية أعلنت هذه الصائفة أنها لن تزيد إنتاج النفط، مستبعدة إمكانية تعويض الإمدادات الروسية، لأن مثل هذه الإجراءات ستهز السوق وتؤدي إلى انخفاض سعر المواد الخام. جميع هذه العوامل تُجبر الدول الغربية على التفاوض مع إيران، التي تمتلك احتياطيات نفطية ضخمة لا يُسمح لها بضخها في الأسواق العالمية بسبب الحظر المفروض عليها مسبقًا.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تحاول جاهدةً خفض أسعار النفط من أجل تقليص حجم مداخيل روسيا. وبالنظر إلى معارضة النخب الأوروبية فكرة قطع الاتصالات مع روسيا، بات من الصعب على واشنطن تحقيق هدفها. ومن المرجح أن تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم خطوة تهدف إلى منع التفاوض حول إمدادات الغاز، لا سيما أن القوى التي تعارض التواصل مع موسكو هي المستفيد الرئيسي من الأضرار التي لحقت بشبكة الأنابيب.
أربكت قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي انعقدت في أيلول/ سبتمبر في سمرقند، التي عقد بوتين على هامشها اجتماعات مع قادة الهند والصين، الخطط الأمريكية وبعثت برسالة إلى مجتمع الأعمال العالمي مفادها أن العزلة الدبلوماسية الروسية قد فشلت. كما أن كلا من الهند والصين تشتريان النفط الإيراني منذ عدة سنوات متجاهلةً العقوبات الأمريكية، وهما تعملان منذ شباط/ فبراير على إعادة بيع موارد الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي الختام، نوه الموقع بأن النتائج المنبثقة عن قمة سمرقند دفعت الولايات المتحدة إلى إلغاء تجميد الأصول المالية لإيران في محاولة للحصول على نفطها، ووحده الوقت كفيل بالكشف عما إذا كانت الدول الغربية سترفع الحظر أو تواصل شراء الطاقة من خلال وسطاء.