سياسة عربية

النفط الليبية تتهم الدبيبة باستعمال القوة.. وواشنطن قلقة

أعرب المبعوث الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، الخميس، عن قلق واشنطن إزاء التطورات- مؤسسة النفط

اتهمت مؤسسة النفط الليبية، الخميس، حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بمحاولة إدخال مجلس إدارة جديد بالقوة، بعد إعلان إعادة تشكيل إدارة مؤسسة النفط، وتعيين فرحات عمر بن قدارة رئيسا لها بدلا من الرئيس الحالي مصطفى صنع الله.

 

وقالت المؤسسة في بيان لها إن "قوة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية قامت بإقتحام مبنى المؤسسة الوطنية للنفط صباح اليوم الخميس، بالقوة لإدخال ما يسمى "بمجلس الإدارة الجديد" الباطل والمعين من قبل الحكومة المنتهية".

 

وأضاف البيان أن "مجموعة مسلحة اقتحمت مبنى المؤسسة بقوة السلاح والاعتداء على بعض الموظفين وإهانتهم والدخول للمقر الرئيسي لمبنى المؤسسة دون تخويل أو إذن سابق بالدخول، الأمر الذي أدى إلى تعطيل العمل وإرباك المشهد وإحلال حالة من الذعر والفوضى والتسبب في جروح لبعض الموظفين".

 


وقبل ذلك، قال صنع الله، في مقطع فيديو نشرته المؤسسة عبر "فيسبوك"، إن "الحكومة منتهية الولاية وهناك حكومة أخرى معيّنة من البرلمان"، في إشارة لحكومة فتحي باشاغا، المعينة من مجلس النواب في طبرق، منذ آذار/ مارس الماضي.


وأضاف أن مؤسسة النفط "لا تتبع الحكومة (..) هذه المؤسسة محمية بالقانون الدولي والاتفاق السياسي وهي محايدة".


وتابع بالقول إن "قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة هو والعدم سواء".

 

 

 

اقرأ أيضا:  رئيس "النفط" الليبية يرفض الإقالة ويهاجم الدبيبة والإمارات

من جانبها، اعتبرت وزارة النفط والغاز الليبية في بيان، أن "قرار تكليف مجلس إدارة جديدة للمؤسسة تم بطريقة قانونية كاملة صادر عن مجلس الوزراء ولا مجال إلا لتنفيذ القرار".


وذكرت الوزارة أن "تكليف الرئيس السابق (مصطفى صنع الله) كان غير قانوني وبصفة مؤقتة من وكيل وزارة لكنه استمر ثماني سنوات".


وأعربت الوزارة عن أسفها للأسلوب الذي ظهر به أمس مصطفى صنع الله المقال من المؤسسة.. "هذا أمر ليس بالجديد عليه في تعاملاته مع الجميع.. وكل العاملين في هذا القطاع يعانون من هذه الممارسات والتعاملات السيئة".


وكشفت أن صنع الله "مسير من سفارات بعض الدول، وأن وزير النفط والغاز نفسه اصطدم معهم عندما دافعوا عن بقائه بشكل سافر، لكنهم اليوم تخلوا عنه بسبب أزمة الطاقة وتسببه في التضليل حتى تفاقمت الأزمة".

 

 

والأربعاء، أعلنت حكومة الدبيبة تعيين المصرفي فرحات بن قدارة، رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط، خلفا لمصطفى صنع الله، الذي سارع إلى رفض قرار إقالته.


وينص القرار الذي وقعه الدبيبة في السابع من تموز/ يوليو، ونُشر الأربعاء، على تعيين ابن قدارة رئيساً لمؤسسة النفط وأربعة أشخاص آخرين أعضاء في مجلس إدارة المؤسسة.


وذكرت صفحة "حكومتنا" التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، في منشور على فيسبوك، الخميس، أن "رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، وصل إلى مبنى المؤسسة لاستلام مهامه".

 

 

 

قلق أمريكي


وفي السياق، أعرب المبعوث والسفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، الخميس، عن قلق واشنطن إزاء التطورات المحيطة بالمؤسسة الوطنية للنفط، باعتبارها عاملاً حيوياً لاستقرار ليبيا.


جاء ذلك في سلسلة تغريداتٍ لـ نورلاند نشرتها السفارة الأمريكية على حسابها في "تويتر".


وقال نورلاند: "نتابع بقلق التطورات المحيطة بالمؤسسة الوطنية للنفط، التي تعتبر حيوية لاستقرار ليبيا، وظلّت مستقلةً سياسياً وتقنياً تحت قيادة مصطفى صنع الله".


وأضاف: "يجوز الطعن في قرار استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في المحكمة ولكن دون مواجهة مسلحة".


وأشار نورلاند إلى أنه "ينبغي إعادة إنتاج النفط والغاز لمعالجة القضايا الملحّة التي تؤثر على حياة الليبيين، خاصة نقص الكهرباء".

 

 


والأربعاء، شهد محيط مبنى المؤسسة الوطنية للنفط وسط طرابلس، انتشاراً لسياراتٍ مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وفقا لوكالة الأناضول.


وقاد صنع الله، مؤسسة النفط الليبية بشكل مباشر منذ 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع حكومة الدبيبة في مارس 2021، فيما شغل ابن قدارة، منصب رئيس البنك المركزي في الأعوام 2006- 2011، في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي.


وليبيا بلد منتج للنفط الخام وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بمتوسط إنتاج يومي 1.4 مليون برميل في الظروف الطبيعية.