كشف خبير عسكري إسرائيلي، عن قيام إدارة جهاز "الموساد" الإسرائيلي بإجراء "تغييرات جريئة"، كأحد الدروس المستفادة من عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي.
وأوضح الخبير الإسرائيلي ألون بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن عملية تصفية المبحوح بدبي قبل 12 عاما، اعتبرت كـ"حدث سجل نهاية عصر في عالم التجسس، ورغم أنه لم يلق القبض على أي من العناصر المشاركين في التصفية، فإن السهولة التي حلت فيها شرطة دبي لغز العملية، كانت إشارة إلى أن ما كان لن يكون بعد اليوم، والآن، يترجم رئيس "الموساد" الجديد دادي برنيع هذا الفهم إلى تغيير تنظيمي واجب".
تشخيص دقيق
وقال: "كانت دبي، هي أول صدام أليم بين عالم استخبارات القرن الـ20 وتكنولوجيا القرن الـ21، خلية اغتيال كبيرة، كلها تصل بتغطية مع وثائق مزيفة وزينة وباروكة، تحيط بالهدف وتحقنه بسم في غرفته بالفندق، وبعد ساعات من ذلك يخرج أفراد الخلية من دبي إلى مقاصد مختلفة في العالم، لقد ثبت نجاح هذا النمط من العمل في مئات العمليات التي انتهت بالموت الخفي للهدف وتركت الشرطة المحلية دون طرف خيط".
ونوه إلى أن "دبي في 2010، كانت قد اشترت تكنولوجيات حراسة متطورة، وهناك من يقول من شركات إسرائيلية، وبعد بضعة أيام من تصفية المبحوح، عرضت الشرطة حلا شبه كامل للغز، الوثائق التي استخدمها أفراد الخلية، صورهم، تعقبات الهواتف الخلوية واستعادة الرسائل التي أرسلوها، وأظهرت شرطة دبي للعالم أن العالم السري يحتاج إلى أن يكيف نفسه مع التكنولوجيا الجديدة، ومنذئذ تطورت فقط تكنولوجيات المتابعة وقدرات التشخيص البيومترية لدرجة أنه لا يمكن لأي زينة أو باروكة أن تجعلها تخطئ في التشخيص".
ولفت بن دافيد، إلى أن بـ"الإمكان اليوم الكشف عن هوية الإنسان حتى على أساس صورة جزئية لوجهه، وتوجد تكنولوجيات أخرى تشخص حتى شكل سير الإنسان، حيث يتبين أن لكل واحد منا شكلا لسيره خاصا به وحده"، مؤكدا أن "قدرة إرسال عنصر سري تحت غطاء شخص آخر تقلصت، وتسبب ظهور كورونا بأننا بتنا جميعا مطالبين بفحوصات "PCR" في الدول التي نهبط فيها، وتحتفظ عصا الفحص بعنصر جيني تمكن من تشخيص صاحبه بشكل لا لبس فيه".
ونبه إلى أن "إشارة التحذير التي ظهرت في دبي قبل 12 عاما، أصبحت إشارة ممنوع الدخول صارخة للإسرائيليين الذي يعملون بهوية مزيفة، وفكرة العمليات الإسرائيلية التي تقضي بأن يتجول عناصرنا في العالم بجوازات سفر كندية، وبابتسامات آسرة، أخذت في التآكل، وهذا فهم تجذر في "الموساد" في العقد الذي انقضى".
لقاء مشحون
وبين الخبير، أنه "عندما تولى برنيع رئاسة الموساد السنة الماضية، فإنه جلب معه فهما استراتيجيا مرتبا بالنسبة للشكل الذي يتوجب فيه على الجهاز أن يظهر ويعمل في العقد الحالي، فقرر تأطير هذا الفهم في تغيير تنظيمي عميق، فبالتوازي مع السياقات التي قادها في قسم تسومت لتفعيل العملاء وفي قسم التكنولوجيا، قرر برنيع أن يغير أيضا وجه اسم قيساريا؛ وهو القسم العملياتي الذي يستخدم إسرائيليين".
وأشار إلى أن "قسم قيساريا هو سفينة العلم في الموساد، كما أنه هو الذي خلق فكرته، وهذا قسم عرف كيف يزرع جواسيس إسرائيليين في عواصم دول العدو، وأن ينفذ تصفيات وعمليات جريئة سواء في دول صديقة أو في دول مستهدفة، وكان مطلوبا غير قليل من الشجاعة لأجل الوقوف أمام هذا الإرث التاريخي والقول إنه لم يعد ممكنا".
اقرأ أيضا: كشف تفاصيل جديدة في ذكرى اغتيال المبحوح
وتابع: "لقد قرر برنيع عمل هذا، ومع تسلمه مهام منصبه وجه تعليماته لرئيس القسم ب بأن يبدأ بالعمل مع رجاله على تغيير وجه الوحدة العملياتية، ومع مرور الزمن تبين أن ب العنصر القديم لم يقرأ تصميم برنيع، وفي ختام لقاء مشحون بينهما أشار رئيس الموساد لرئيس قيساريا إلى حيث الباب، وبعده اعتزل نائبه "س"، وسلسلة أخرى من عناصر الوحدة، وتولى الوحدة عنصر آخر قديم، وكلف بتحدي اختراع قيساريا من جديد وجعلها ذات صلة بالعصر التكنولوجي".
وأفاد بن دافيد، إلى أن رئيس "الموساد" يريد أن "يحفظ بعضا من القدرات الجوهرية في قيساريا، فهناك مهام ليس فيها بديل عن العنصر الإسرائيلي، وهذه ينبغي حفظها وتكييفها مع العالم الجديد، وبالتوازي، فإن قسما من قدرات الوحدة سيتم استيعابه في أقسام أخرى تعمل وفق مبدأ مختلف، والتحدي الذي يواجهه رئيس قيساريا الجديد، سيكون بأخذ الوحدة التي تميزت دوما بقدرة ممتازة لخلع وارتداء الهويات وإيجاد هوية جديدة خاصة بها".
"الليكود" يحبط قرارا بإبقاء نتنياهو رئيسا مؤقتا للحزب
تحذيرات "إسرائيلية" من تنامي العلاقات مع الصين