تساءلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن إمكانية أن يصبح اليميني المتطرف إريك زمور أشبه بدونالد ترامب، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية.
فبعد إثارته الجدل لمواقفه تجاه الهجرة والإسلام، سلطت "بي بي سي" الضوء على أصول زمور اليهودية.
وتابعت: "هناك موضوع حكومة فيشي الفرنسية، التي تعاونت مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية".
وتابعت بأنه "لطالما دافع زمور عن الرواية التي تقلل من ذنب فيليب بيتان، رئيس حكومة فيشي، في عمليات ترحيل اليهود الفرنسيين إلى معسكرات الاعتقال النازية".
ويجادل زمور بأن حكومة فيشي لم تبذل جهودا تذكر بهدف وقف ترحيل اليهود غير الفرنسيين (الوافدين وقتذاك حديثاً من أوروبا الشرقية، وكان عددهم كبيرا جداً)، إلا أن الأمر كان مختلفاً فيما يتعلق باليهود الفرنسيين.
وأضافت: "فيما يتعلق باليهود الفرنسيين، يقول زمور إن حكومة فيشي كانت تشعر بأنها مسؤولة قانونياً عنهم، وحيثما أمكنها تفاوضت مع ألمانيا النازية لإبقائهم في فرنسا.
والنتيجة كانت، حسب قوله، هي أنه بينما تم ترحيل 40 في المئة من اليهود غير الفرنسيين، وكانت نهاية أغلبهم القتل، فإن نسبة من تم ترحيلهم من اليهود الفرنسيين كانت 10 في المئة فقط.
وقد تم ترحيل معظمهم في العام الأخير من الاحتلال النازي، عندما استولت ألمانيا على الشطر الجنوبي من فرنسا، بحسب "بي بي سي".
ولفتت إلى أنه نجا حوالي 75 في المئة من إجمالي اليهود في فرنسا، الذين كان يبلغ عددهم 330 ألفاً، فرنسيين وغير فرنسيين، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى التي وقعت تحت الاحتلال النازي.
فيما تم ترحيل حوالي 75 ألف يهودي من فرنسا إلى معسكرات الاعتقال، حوالي 24 ألف منهم كانوا من اليهود الفرنسيين. قُتل جميعهم، ولم ينج منهم سوى بضعة آلاف.
اقرأ أيضا: زمور الطامح للرئاسة يثير الجدل حول يهود فرنسا
ولفتت إلى أنه "منذ أن أقر الرئيس جاك شيراك عام 1995 بمسؤولية الدولة الفرنسية في المساهمة بتسريع الهولوكوست، قليلون شككوا في تواطؤ حكومة فيشي في قتل اليهود".
وأضافت أنه "من المهم التأكيد أن زمور ليس الوحيد الذي لديه هذه الآراء. قبل سبعينيات القرن الماضي، طرح العديد من المؤرخين فكرة ما يسمى (السيف والدرع) في حديثهم عن فترة الحرب العالمية الثانية في فرنسا، حيث كان الجنرال شارل ديغول بمثابة السيف، يستعد لتحرير فرنسا، وبيتان كان بمثابة الدرع الذي يحمي الناس من أسوأ فترات الاحتلال النازي، حسب رأيهم".
وتابعت "بي بي سي": "تم فضح ودحض هذه النظرية من قبل المؤرخ الأمريكي روبرت باكستون وخبير الهولوكوست الفرنسي سيرج كلارسفيلد، اللذين وجدا أن حكومة فيشي تعاونت على نطاق واسع ونشط في عمليات الترحيل".
وأضافت أن "وجهة نظرهما هي السائدة حالياً، لكن هناك معارضون أيضاً. أحدهما هو المؤرخ الفرنسي الإسرائيلي آلان ميشيل، الذي يقول إن زمور محق تماماً في تحدي الأرثوذكسية الفكرية الحديثة".
ويضيف أن "انتهاج سياسة معادية للسامية ليس مثل الرغبة في تدمير اليهود"، "وهذا هو الخطأ الأساسي لباكستون وكلارسفيلد. إنهما يعتقدان أنه إذا كنت معادياً للسامية، فأنت قاتل لليهود حتماً".
"عليك أن تفصل بين الأمرين، بالطبع كانت حكومة فيشي معادية للسامية، إلا أن ذلك لا يعني أنها أرادت إبادة اليهود".
"ليس رجل سياسة"
أحد أسباب إثارة زمور قضية فيشي هو أنه مثير للجدل من حيث المبدأ. إنه ينغمس في الجدل الفكري، ويعرف أن أكثر ما يسعده هو تبني الموقف المعارض، بحسب "بي بي سي".
يقول جان سيباستيان فيرجو، من موقع أتلانتيكو الإلكتروني: "يحب زمور أن يكون على حق، يفضل الانتصار في النقاش بدلاً من إقناع الناس بالوقوف إلى جانبه، ولهذا السبب فهو ليس رجل سياسة".
وأضاف: "لكن زمور على وشك أن يصبح سياسياً، أو هكذا جعلنا نصدق؛ لذلك ربما هناك عبرة ما في إثارته لموضوع فيشي".
بالنسبة للمعلق السياسي بيير هاسكي، الأمر بسيط، فهو يعتقد أن زمور ما هو إلا دونالد ترامب الفرنسي، بحسب "بي بي سي".
ويقول: "لقد تعلم زمور من ترامب أن يكون شخصاً مثيراً للغضب، وبالتالي احتلال مساحة كبيرة في الفضاء السياسي. يمكنه أن يقول أكثر الأشياء غرابة عن فيشي، ولا أحد يهتم إن كانت حقيقة أم خيالا، لكن هذا يمنحه فرصة تحديد محاور النقاش".
خطيبة خاشقجي تدعو جاستن بيبر لمقاطعة حفل بالسعودية
صحيفة: القحطاني يقود حملة لشيطنة منتقدي صفقة نيوكاسل
6 قتلى بينهم صحفي بتفجير غربي العاصمة الأفغانية كابول