سياسة عربية

شركة تونسية تستهجن تحقيقات معها بشأن الموقف من "دحلان"

محمد دحلان يحضر في جلسات التحقيق ويغيب في المحاضر الرسمية (جيتي)

كشف مالك ومدير شركة "إنستالينغو" التونسية المتخصصة في الإنتاج الإعلامي هيثم الكحيلي النقاب عن أن الجزء الأكبر من التحقيقات الأمنية الجارية بشأن شركته منذ عدة أيام، تتعلق بالمحتوى العربي الذي تنتجه شركته، وخاصة ذلك المتضمن لمعلومات تخص شخص المستشار الإماراتي محمد دحلان المعروف بأنه عراب مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.   


وقال الكحيلي في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "قد يخيل للوهلة الأولى أن الموضوع مرتبط بغيرة رجال الدولة التونسية على هيبة الرئيس والرئاسة، ولكن الصدمة الحقيقية تكون عندما نجد أسئلة تطرح على موظفي الشركة، صحفيين وآخرين، حول السيد محمد دحلان، وحول وجود محتوى تنتجه شركتنا لمؤسسات إعلامية عربية يتضمن تهجما على شخص المستشار الإماراتي محمد دحلان المعروف بأنه عراب مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي".


وأضاف: "طبعا لا نعرف صفة أو اسم الأشخاص الذين طرحوا هذه الأسئلة على الموظفين، لأن كل التحقيقات حدثت داخل مؤسسات الدولة ولكن خارج إطار القانون، فطيلة أكثر من أسبوع تم استدعاء واستنطاق أكثر من 60 من موظفي الشركة الحاليين والسابقين، دون تقديم أي استدعاء رسمي ودون السماح بحضور أي محامي رغم توفير الشركة لمحامين أكفاء، وطبعا لم يدون في المحاضر التي قدمت لاحقا إلا ما أريد له أن يدون".


وأشار الكحيلي إلى أن "جهات أجنبية تستغل أجهزة الدولة التونسية، خارج إطار القانون، للانتقام من مؤسسة إعلامية تونسية أنتجت محتوى مناهض لمشروع التطبيع ولصاحبه محمد دحلان". 


وقال: "الأخطر من ذلك هو أنها فعلت ما فعلت تحت غطاء الدفاع عن رئيس الجمهورية التونسية، فالمكتوب على الورق الرسمي هو تحقيقات حول محتوى "ناقد لرئيس الجمهورية".


وأضاف: "أكرر باسمي وباسم الشركة، أن أكثر من 3 أشهر من التنصت والملاحقات السرية والمداهمة والتحقيقات خارج إطار القانون، لم تفضي إلى أي شيء بتاتا، وأن كل ما هو مكتوب على الأوراق الرسمية التي سننشرها عندما يسمح القضاء بذلك، هو أسئلة عن تقرير ورد فيه اقتباس لتصريح لكبير أساتذة القانون الدستوري  في تونس، عياض بن عاشور، قال فيه أن ما أتاه قيس سعيد ليلة 25 تموز (يوليو) الماضي هو انحراف ويمكن اعتباره انقلابا على الدستور"، وفق تعبيره.


يذكر أن شركة "إنستالينغو" هي شركة تونسية رائدة في العالم العربي، تنشط منذ سنة 2014، وتشغل أكثر من 90 موظف كلهم من حاملي الشهائد العليا ومن المتميزين في أحدث الاختصاصات، وأكثر من 80% منهم من النساء، فضلا عن تحصل مئات التونسيين على فرص التدريب والحصول على خبرات حديثة داخل هذه الشركة، وذلك وسط احترام تام للمعايير المهنية والأخلاقية والمواثيق والقوانين.


وقد أصبحت إنستالينغو من بين أهم شركات ترجمة المحتوى الرقمي في المنطقة، وتترجم شهريا أكثر من مليون كلمة، فضلا عن دورها في صناعة المحتوى الرقمي بكل أنواعه، وذلك في إطار رؤيتها المستقبلية التي تسعى من خلالها إلى جعل تونس مركزا دوليا لصناعة المحتوى الرقمي وريادة الأعمال، لتكون وجهة لكل المؤسسات الإعلامية العالمية الراغبة في الانتقال من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد.


وتتعامل "إنستالينغو"، وفق بيان للشركة، مع كبريات المؤسسات الإعلامية الرائدة في العالم، في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي، وفي أوروبا، وأن كل معاملاتها في إطار القانون ولا غبار عليها.
 

 

واتهم كحيلي سلطات الأمن باختطاف شقيقته واقتيادها إلى جهة مجهولة.

 

وقال كحيلي، في تدوينة في حسابه على "فيسبوك": "قامت قوات أمن الدولة منذ قليل باختطاف أختي واقتيادها إلى جهة مجهولة، خارج إطار القانون، وفي خرق لا لبس فيه لكل القوانين".

 

واتهم كحيلي السلطات الأمنية بالعودة إلى "ممارسات جهاز أمن الدولة المنحل"، أيام نظام بن علي الذي ثار عليه التونسيون في 2011.

 

وكشف كحيلي أنه يمتلك معلومات حول الجهة التي تقف وراء ذلك، إلا أنه امتنع عن نشرها "نزولا عند طلب فريق الدفاع الذي سيعقد ندوة صحفية في الأيام القليلة القادمة"، على حد قوله.

 

وكان كحيلي اتهم سلطات الأمن في بلاده بإجباره على تصفية أعماله في تونس، بعد التجسس عليه، والتضييق على شركته والتحقيق مع عشرات الموظفين لديه.