قلل كاتب إسرائيلي من أهمية لقاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، ورئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي في القاهرة.
وقال جاكي خوجي، محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، إن بينيت سيصل إلى مصر قريبا لمقابلة السيسي، دون وجود ملفات مهمة يحملها، فضلا عن كونه قليل الخبرة، ويدرك المصريون جيدا نقاط الضعف هذه في صديقهم الجديد.
وأضاف أن "المصريين يسعون بكل قوتهم للوصول إلى حل لقضية الأسرى والمفقودين، ويبنون على فرضية مفادها أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستكون أكثر مرونة من سابقتها، وفي الوقت نفسه، يعملون على تعزيز الهدوء مع حماس في غزة، وتحقيقا لهذه الغاية، سيصل وفد مصري هنا بعد أيام، لزيارة غزة ورام الله وتل أبيب".
وأشار إلى أن "آيال خولتا، رئيس هيئة أركان الأمن القومي، قام بزيارة القاهرة للتحضير لزيارة رئيس الوزراء إليها، وستكون هذه أول رحلة له هناك، ويهدف لقاؤه مع السيسي في المقام الأول لتكوين صداقة بينهما، ويحمل الاجتماع أهمية كبيرة في تسريع التعاون الاستراتيجي بينهما.
وتابع: "وهكذا دخل بينيت في الأحذية الكبيرة، فقد تلقى سلفه بنيامين نتنياهو كثيرا من الثناء من السيسي، واستضافه عدة مرات سرا، وأعطت صداقتهما العديد من الإنجازات للجانبين، سيبقى معظمها في الظل".
وأوضح أنه "في حال حصل انسجام بين السيسي وبينيت، فإن كلا الجانبين سيستفيد أيضًا، رغم أنه لن يتم الإعلان عن أي منها، وفي الوقت ذاته، وباستثناء المصلحة الأمنية المشتركة، لا يوجد شيء تقريبا يربط بينيت والسيسي على المستوى الشخصي، حيث يمثل كل منهما نظامًا سياسيًا مختلفًا، وتشابكًا من القيود، وبالتالي احتياجات مختلفة أيضًا، ففي حين أن بينيت يسعى للاهتمام باحتياجات عشرة ملايين إسرائيلي، فإن السيسي يواجه مصير عشرة أضعاف هذا العدد".
وأكد أن "كلا منهما يسعى لتوفير الأمن الغذائي لشعبه، فضلا عن سلامتهما الشخصية، وكلاهما أبن الثقافات القديمة، لكنهما مختلفان عن بعضهما مثل السماء والأرض، فضلا عن الفروق العمرية، واختلافات التجربة، فرئيس وزراء إسرائيل لم يبلغ بعد 49 عامًا، أما السيسي فيحتفل بعيد ميلاده الـ66 بعد شهرين، ولكن في النهاية يعتمد نجاح الاجتماع على طبيعة العلاقة التي سيتم إنشاؤها بين الاثنين خلاله".
وأضاف أن "بينيت يأتي من موقع أدنى من القيادة، ليس بسبب سنه فقط، ولكن بسبب فجوات الخبرة بينه وبين السيسي، فهناك اختلافات جوهرية بين المطبخين السياسيين لديهما، مع جميع اللاعبين الآخرين في المنطقة، وتكشف مراجعة للنخبة السياسية الإسرائيلية أن الغالبية العظمى تفتقر للخبرة السياسية في الاتصال بين إسرائيل وجيرانها، صحيح أن بينيت قد يكون سياسيًا واعدا، لكنه يفتقر للاحتكاك مع القادة العرب، أو جوهر العلاقات الخارجية".
وأشار إلى أنه "في المجموعة التي تحيط به لا يوجد شخص واحد يمكن تسميته شيخا قبليا، واحد أو اثنان أو ثلاثة لديهم القدرة على تعويض الضرر، حتى أن وزير الخارجية يائير لابيد سياسي ماهر، وأثناء جلوسه في المعارضة حاول إقامة علاقات مع قادة ورجال دولة أجانب، لكن التجربة السياسية الحقيقية لا تكتسب فقط في الاجتماعات، كما أن خولتا، الشاب نسبيا، وهو ابن 45 عاما فقط، ومن خلال مناصبه في الموساد، ربما اكتسب خبرة في الاتصال بزملائه الأجانب".
وأكد أن "خولتا اللصيق ببينيت من المشكوك فيه ما إذا صارع بما فيه الكفاية في الرمال السياسية خلال مسيرته الاستخباراتية، لذلك يبقى الشخص الوحيد في المجموعة الذي لديه خبرة سياسية هو وزير الحرب بني غانتس، بسبب ماضيه رئيسا لأركان الجيش، فيما أعطت الحكومات الصديقة الغربية والعربية بالفعل مكانة مركزية لغانتس، لكن من المشكوك فيه أن يُسمع رأيهم في تل أبيب".
وأوضح أنه "مقارنة بالمطبخ السياسي في تل أبيب، فإن البلدان من حولنا يقودها حكام ذوو خبرة عالية، وبجانب السيسي سيجلس في الاجتماع المطول مع بينيت رئيس مخابراته عباس كامل، وهو ثعلب مخضرم، التوأم السياسي لسيده، والمصريون لديهم عين ثاقبة، ويلاحظون بوضوح الثغرات، ونقاط الضعف في شركائهم، ويعرفون كيف يستغلونها، وينطبق الشيء نفسه على الساحات الأخرى".
كاتبان إسرائيليان يتحدثان عن الفشل الأمني بعد عملية "جلبوع"
كاتب إسرائيلي: الأسرى الستة زادوا التحام الفلسطينيين
مسؤولون في الاحتلال يحذرون بايدن من انتقاد مصر والسعودية