نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا عن سعي دول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا لتعزيز قوتها في العاصمة الأمريكية واشنطن، والاستعانة بخدمات شركات اللوبي في الشارع المعروف بكي ستريت في العاصمة الأمريكية.
وقالت فيه إن جماعات اللوبي عرضت خدماتها على ممثل لأحمد مسعود، الذي قال إنه سيقود المقاومة ضد حركة طالبان.
وجاء في التقرير أن تدهور الوضع في أفغانستان أدى لخلط أوراق السياسة الخارجية لجوزيف بايدن في الشرق الأوسط، ودفع دول المنطقة التي التعامل مع الوضع الجيوسياسي الجديد، والبحث عن خدمة شركات كي ستريت التي كانت سعيدة بمنحها.
واستند التقرير على ملفات للتسجيل تقدمت بها الشركات للسلطات الفيدرالية، حيث زاد الطلب على الخدمات في أعقاب انتخاب جو بايدن، واستمر حتى الأشهر الأخيرة، حيث اشترت مصر خدمات شركة جديدة في شباط/ فبراير، وكذا الهند التي كانت تحضر لعودة طالبان إلى السلطة.
وفعلت حكومة الحكم الذاتي في كردستان، شمال العراق، الأمر نفسه وكذا ليبيا. وقال مسؤولون حكوميون ومنظمات إن قطر التي تستقبل قاعدة عسكرية أمريكية، واستضافت محادثات أمريكا- طالبان سجلت في ثماني شركات جديدة هذا العام.
كان هذا قبل انهيار حكومة كابول، وقد زادت سيطرة طالبان على الحكم هذا الشهر ملمحا جديدا للعلاقة بين كي ستريت- الشرق الأوسط، ما خلق حالة من القلق، ومسارعة شركات العلاقات العامة لعرض مساعدتها.
ودافع النائب الديمقراطي السابق عن فيرجينيا جيم موران، الذي مثل قطر للشركة القانونية والعلاقات العامة، نيلسون مولينز رايلي أند سكاربرا، قائلا إن الدولة الخليجية لا تحاول استثمار دورها في عمليات إجلاء اللاجئين الأفغان واستقبالها قاعدة عسكرية أمريكية، ووصف جهودها بأنها لحظة "حرجة"، وأضاف: "أعتقد أن الأمور ستكون مختلفة نوعا ما (للمنطقة) في السنوات المقبلة".
ولم يستبعد موران أن تستخدم قطر خدمات شركات اللوبي للضغط للحصول على صفقات الأسلحة.
ولكنه حذر من أن قطر "لا تريد انتهاز الفرصة لبناء منشآت صناعة أسلحة"، و"لو قام الآخرون بالتسلح"، فستكون الدوحة "ذكية في هذا"، و"أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون واعية لحقيقة أن قطر فعلت ما هو متوقع منها، وهم مستعدون لعمل أي شيء مساعد".
وتقدمت بعض شركات اللوبي لعرض خدماتها على علي نزاري، مسؤول العلاقات الخارجية في المقاومة التي يقودها أحمد مسعود والمتحدث باسمه.
اقرأ أيضا: صحيفة: ما مدى قدرة أحمد مسعود على مقاومة طالبان؟
إلا أنه تردد في الكشف عن أسماء الشركات التي عرضت عليه مستندا على اتفاق الثقة الذي وقعه. وسئل إن كانت حركته ستفكر بالاستعانة بشركات لوبي، أجاب نزاري: "ربما في المستقبل، وهناك البعض اتصلوا بي، لكننا لم نوقع في الوقت الحالي أي اتفاق مع أحد".
وقال نزاري، الذي يعمل مع مسعود منذ 6 أعوام، إنه زاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية من اتصالاته مع الكثيرين في الكونغرس، وإنه ضاعف من جهوده في الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعات أخرى هذا الأسبوع.
وعندما سئل إن زار البيت الأبيض أجاب: "لم تتم دعوة أي ممثل لجبهة المقاومة الوطنية، بمن فيهم نفسي، إلى البيت الأبيض أو وزارة الخارجية، ونأمل أن يحدث هذا في وقت قريب".
ومسعود محاصر الآن في وادي بانجشير، المنطقة الوحيدة التي لا تزال خارجة عن سيطرة طالبان.
ودعا في مقال رأي نشرته "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي الغرب لتقديم السلاح والذخيرة له.
وقال نزاري، الذي هرب من كابول يوم الثلاثاء، إنه هو الذي أرسل المقال للصحيفة.
اقرأ أيضا: طالبان تنفي طلب مساعدة من تركيا بإدارة مطار كابول
وتاليا ترجمة بقية المقال:
ودول الشرق الأوسط ليست غريبة على كي ستريت، حيث قام عدد منها باستثمارات كبيرة من أجل التأثير في عهد دونالد ترامب، على أمل المساهمة في إعادة تشكيل السياسات الخارجية المتقلبة لترامب.
وأنفق العملاء في قطر 157 مليون دولار على جماعات الضغط والعلاقات العامة في الفترة ما بين 2016 وحتى أخر ملف سجل في السلطات الفدرالية بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب. وأنفقت السعودية 114 مليون دولار في نفس الفترة، وهو ما كشفه موقع "أوبن سيكرتس" الذي يتابع حركة المال في السياسة. لكن حصة من أموال التأثير التي أنفقت في عهد ترامب لم تظهر في السجلات الرسمية فيما نظر إليه كخرق للقانون.
فقد اتهم مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانفورت بثماني تهم منها عدم التسجيل كممثل لحزب أوكراني مؤيد لروسيا، وأصدر ترامب عفوا عنه فيما بعد. واعترف المتبرع المعروف للحزب الجمهوري إليوت برويدي بالتآمر لخرق قانون تسجيل العملاء الأجانب بعدما لم فشل وأخرين بالكشف عن الملايين التي قبلوها مقابل خدمات لوبي لدول أجنبية.
كما اعتقل توم باراك، حليف ومستشار ترام بتهم عدم تسجيل كلوبي أجنبي للإمارات العربية المتحدة. ومن بين التهم التي وجهت لباراك كانت إدخاله لغة مؤيدة للإمارات في خطاب لترامب أثناء حملته في 2016. لكن سياسة ترامب المتقلبة في الشرق الأوسط لم تتوقف هنا، فقد عقد علاقات صداقة قوية مع السعودية واستخدم الفيتو ضد قرارات الكونغرس حول صفقات تسليح ومدح حصار قطر قبل تراجعه واعترف بسيادة إسرائيل على القدس والجولان وانسحب من الاتفاقية النووية مع إيران.
ويرى مارك دوفوتيز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية "لو كانت لديك إدارة واضحة في أهدافها وقوية في تنفيذها ويمكن التنبؤ بسلوكها فلست بحاجة ماسة للوبيات في واشنطن" و"عندما يكون لديك إدارة على طرف النقيض فهي جيدة للتعاملات التجارية" أي اللوبيات.
فعندما تتغير الإدارة في واشنطن تلجأ الحكومات الأجنبية والشركات العملاقة لجماعات الضغط وتضيف عددا منها نظرا لعلاقتها مع الإدارة الجديدة أو الحزب الحاكم. وتريد الحكومات هذه الحفاظ على ما حققته أثناء فترة ترامب، كما قال مستشار لحكومة أجنبية. ويعتبر المسؤولون والمؤسسات في السعودية من أنشط الدول وحضورا في جماعات اللوبي بواشنطن حيث دفعت 31 مليون دولار إلى اللوبيات المسجلة حسب قانون تسجيل العملاء الأجانب في 2020، حسب تقرير لمبادرة الشفافية والتأثير الأجنبي في أيار/مايو.
وفي نفس العام ساهمت 23 شركة تمثل السعودية بـ 1.5 مليون دولار في الحملات الانتخابية. ويحظر على هذه تلقي الدعم من أطراف خارجية لكن اللوبيات حرة بتقديم التبرعات من أموالها. ويقول بن فريمان مدير مبادرة الشفافية والتأثير الأجنبي "عندما تفكر بدول مثل السعودية والإمارات، وبخاصة أن لديهما الكثير من المنافذ على إدارة ترامب، إما من خلال عمليات التأثير القانونية وغير القانونية" و "أعتقد أنك شاهدت كلا البلدين وكذلك قطر تضيفان شركات جديدة وبعض اللوبيات للعمل نيابة عنها ولديها روابط جيدة مع بايدن".
ففي آذار/ مارس وقعت قطر عقدا مع شركة يقودها مايك ماكي، المستشار البارز لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس ومع يوليس براندون غاريت، المساعد الديمقراطي الذي عمل مديرا للسياسة لنائب الرئيس جوزيف بايدن في حملة 2012.
ويتوقع فريمان أن يزيد الطلب على شركات اللوبي بعد أحداث أفغانستان الأخيرة "أعتقد أننا سنرى من دول الشرق الأوسط خاصة القوية منها في مجال الاعتماد على اللوبيات، أعتقد أنها ستضاعف من رسالتها إلى الولايات المتحدة للولايات المتحدة حول كل شيء سيفعلونه لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف". وبحسب سفير شرق أوسطي لم يكشف عن هويته إن دول الشرق الأوسط التي تعول على الدعم الأمريكي سترى حاجة لمضاعفة جهود الضغط بعد أزمة أفغانستان.
وقال السفير إنه وهو يبحث عن طبيعة علاقات شركات الضغط مع الحزبين فسيراقب الانتخابات النصفية التي قد يتعرض فيها الديمقراطيون للخسارة بسبب الخروج الفوضوي من أفغانستان.
وقال "أنت بحاجة للتركيز على الديمقراطية نظرا لأنهم يملكون الغالبية ولكنني سأحاول الحصور على بعض الجمهوريين كجزء من الخليط، حالة تغيرت الأمور في الانتخابات النصفية وهو ما أعتقد أنه سيحدث".
وقال شخص يعمل في شركة لوبي تمثل حكومة شرق أوسطية أن زبائنهم يقدمون معلومات جديدة للمشرعين الجمهوريين الذي يطلبون معلومات جديدة أكثر مما كان يحصلون عليها، بالإضافة لتسهيل قنوات سارية وهم يعملون من أجل منع تصعيد الوضع في أفغانستان، ورغم ترحيب شركات كي ستريت بالزبائن من الشرق الأوسط، إلا أن ما لا يعرف هو قبول هذه الشركات طالبان كزبون جديد.
وفي استطلاع لشركات اللوبي في واشنطن حول قبولها لتمثيل طالبان كانت النتيجة غير مشجعة. وقال جون رفائيلي، المؤسس المشارك في كابتيال كاونسل "لا" قطعا.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
الغارديان: هذا سر انتصار طالبان بعد 20 عاما من غزو أمريكا
فورين بوليسي: 6 خطوات لإعادة مصداقية أمريكا بعد الهزيمة
MEE: خطاب بايدن فضح ازدراءه للشعب الأفغاني