رأى الكاتب البريطاني، ماثيو باريس، في مقال نشرته صحيفة "التايمز"، أن مشهد انسحاب قوات بلاده، برفقة الحليفة الكبرى، الولايات المتحدة، يعكس "حقيقة حزينة" مفادها أن "من قتلوا في أفغانستان ذهبوا سدى".
وقال الكاتب إن القوات البريطانية "أخفقت في أفغانستان"، وإنه "على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، عززنا الفشل الواضح، حيث افتقرنا إلى العقل والشجاعة للاعتراف بما يجري على مرأى من الجميع".
وأضاف باريس: "على عكس ما يقوله بعض كبار العسكريين، فإنه يمكن أن تكمن الشجاعة في الاعتراف بالفشل، وليس من الشجاعة دائما مضاعفة الأرواح المهدرة".
وأوضح الكاتب أن عبارة "نحن مدينون للذين قتلوا، هي حجة (للمضي في الطريق الخاطئ) وستجعل التراجع عن أي جانب (من جوانب الفشل) مستحيلا".
وبين أن ما يفترض أن يقوله الساسة الغربيون هو أنهم "مدينون للأحياء وليس للأموات، ولتقليل الخسائر فإن الأمر يتطلب رباطة جأش أكثر من مضاعفة هذه الخسائر".
وقال باريس إنه حين ذهب إلى أفغانستان في عام 2004، وجد "مزيجا من الأمل واليأس".
وأوضح أنه عندما حاور رجلا ينتمي إلى طالبان، وجد فيه، بعد وقت من الحديث "رجلا شجاعا وأخلاقيا مخلصا، ولكن لديه مواقف ثقافية بغيضة بالنسبة لي".
اقرأ أيضا: 4 أسئلة وأجوبة أساسية عن حركة طالبان الأفغانية
وأضاف: "عندما انضم (ذلك الشخص) لطالبان، لم يكن ذلك يعني أنه انضم إلى جماعة إرهابية، بل كان يقصد طريقة تفكير تمثل معظم رفاقه الأفغان".
وفي عام 2009، عاد الكاتب إلى أفغانستان، حيث لاحظ أن "الشرطة الأفغانية تضم مجموعة من المتحمسين واليائسين".
وأضاف أنه لم يقترح المغادرة، بل التراجع، موضحا أنه "ستكون أفضل أسلحتنا هي المشاركة (إن أمكن) مع الحكومة الجديدة، والمراقبة والاعتراض بقيادة المخابرات، وإذا لزم الأمر، الضربات الموضعية على المراكز الإرهابية".
وختم بالقول: "ستستغرق قيمنا وقتا حتى تسود في أفغانستان، ربما قرنا أو أكثر. نعم، قد تُحرم أجيال عديدة من التنوير. لكن باستثناء الاستعمار الوحشي فهذا هو السبيل الوحيد".
الغارديان: إخفاق لبريطانيا بأفغانستان وكارثة عسكرية وسياسية
هيرست: هل انتصار طالبان بداية النهاية للإمبراطورية الغربية؟
ضابط أمريكي قاتل في أفغانستان: لقد ضحينا بأرواحنا لأجل كذبة