صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات
والنشر كتاب "بلاغة المنفى: تجربة في قراءة القصيدة الدرويشية” لدكتور النقد
الأدبي محمد عبيد الله. الكتاب يحلل نقديا قصيدة “منفى: نهار الثلاثاء والجو صاف”،
من ديوان درويش "كزهر اللوز أو أبعد”.
وقال الدكتور عبيد الله بأن تجربة درويش
الشعرية ومكانتها وأهميتها ضمن التجربة الشعرية العربية الحديثة هي السبب الرئيسي
في اختيارها لها، إضافة إلى أن درويش ظل محافظًا على أصالة شعره وعلى تجدده على الرغم
من دخوله في مسار الحركة الوطنية وانشغاله بها، لكنه بالرغم من ذلك "بذل
جهدًا غير خفي لتحقيق التوازن بين الوظيفة الجمالية ومتطلبات اللحظة السياسية
والوطنية".
وعبر شعره تعبيرًا عميقًا عن مشاغل الهوية
الفلسطينية وإشكالاتها، في ظل التهديد الذي تعرضت له، وغدا أداة من أدوات المقاومة
ضد المحو وضد العدوان على وجود الإنسان وعلى لغته".
ووصف الدكتور عبيد قصيدة “منفى: نهار
الثلاثاء والجو صاف” بأنها خلاصة مهمة من خلاصات شعرية درويش، كما يجد فيها طبقات
لا تكاد تنتهي تسمح للتحليل النقدي أن يتعمق ويكشف عن عمق القصيدة وأبعادها
المركبة، تنتمي القصيدة إلى المرحلة الأخيرة من إنتاج درويش الشعري، إلى جانب
دلالتها على ما بلغه شعر التفعيلة من تطور في بدايات القرن الحادي والعشرين.
وأكد المؤلّف أن هذه
الدراسة النقدية
تتوجه بالأساس إلى جمهور متخصص، ولديه خبرة بالشعر ونقده وقضاياه، وغايتها الصريحة
تقديم اجتهاد نقدي يأمل الإضافة إلى الجهود النقدية السابقة في قراءة الشعر العربي
الحديث، وقراءة شعر
محمود درويش، الذي يمثل في رأيه منجمًا شعريا خالدًا، وما يزال
محتاجًا إلى الكثير من القراءات الفاحصة.