في ختام اللقاء
الذي ضم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وولي العهد السعودي الأمير محمد بن
سلمان وجه حمدوك الدعوة لولي العهد لزيارة السودان.
دعوة توجت أسبوعا
حافلا من اللقاءات الدبلوماسية للملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على
هامش القصف الحوثي العنيف للأراضي السعودية؛ إذ شهدت الرياض لقاءات دبلوماسية
واجتماعات كثيفة ضمت ولي العهد السعودي وعددا من مسؤولي دول الجوار والقوى الدولية
كان آخرهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دون أن تتضمن دعوات للأمير لزيارة
موسكو أو أي من عواصم الإقليم حتى اللحظة.
فالدبلوماسية
السعودية لم تقتصر على استضافة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين في
الرياض، إذ تضمنت زيارة وزير الخارجية فيصل بن فرحان إلى الدوحة؛ ونقله رسالة
شفوية من الملك سلمان بن عبد العزيز ليتبعها زيارة لافروف المقررة مسبقا ضمن جولة
خليجية ضمت أبو ظبي والدوحة والرياض؛ لتستثمر الرياض جولة لافروف بلقاء استثائي مع
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
زيارة تزامنت مع
إعلان موسكو نيتها التمسك بتفاهمات مجموعة أوبك+ كأداة لضبط إيقاع أسواق النفط؛
في حين اكتفى لافروف في الرياض بالتعليق على هجمات الحوثين ورفع واشنطن لجماعة أنصار
الله من قائمة الإرهاب بالقول "إن رفعهم من قائمة الإرهاب الأمريكية لا يعد
شيكا على بياض" داعيا الحوثين إلى عدم فهم الرسالة الأمريكية بشكل خاطئ.
رغم النشاط الدبلوماسي السعودي الكثيف إلا أن مواقف الأطراف الإقليمية والدولية وعلى رأسها روسيا من الصراع في اليمن يستند إلى قرارات الأمم المتحدة وجهود مارتن غريفت المبعوث الأممي في اليمن في موازاة جهود المبعوث الأمريكي المعين حديثا من إدارة بايدن؛
التحركات
الدبلوماسية تجاه الرياض تعكس حاجة سعودية أكثر من كونها حاجة للأطراف الخارجية
المنخرطة فيها خلال الأسبوع الفائت؛ إذ تأتي في سياق تواصل الحملات الداخلية الأمريكية
على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب قضية خاشقجي وحرب اليمن وملف حقوق الإنسان؛
وتصاعد الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية والمدن السعودية دون أن تقابل بردود
فعل مؤثرة من الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن؛
فالسعودية تبحث عن شركاء وحلفاء لتجاوز الضغوط الأمريكية والضغوط الأمنية الحوثية
التي تهدد أمن البلاد واستقرارها السياسي.
رغم النشاط
الدبلوماسي السعودي الكثيف إلا أن مواقف الأطراف الإقليمية والدولية وعلى رأسها
روسيا من الصراع في اليمن يستند إلى قرارات الأمم المتحدة وجهود مارتن غريفت
المبعوث الأممي في اليمن في موازاة جهود المبعوث الأمريكي المعين حديثا من إدارة
بايدن؛ فالموقف الروسي يضع بعين الاعتبار الرغبة الروسية برفع أسعار النفط وتحقيق
اختراق في سوق السلاح السعودي ولعب دور مؤثر في حل النزاع اليمني في الوقت ذاته
عبر الوساطة بين الأطراف المتناحرة؛ إذ لم يخف لافروف موقفه ذلك بالقول: إن وقف
واشنطن توريد السلاح لن يوقف الحرب بالضرورة في اليمن.
في ختام النشاط
الدبلوماسي السعودي تبدو دعوة رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك لولي العهد
السعودي محمد بن سلمان لزيارة الخرطوم الاستجابة الأكثر تعاطفا؛ وقربا لحاجات
السعودية؛ التي تحتاج إلى حليف يقف معها في مواجهة الحوثيين في اليمن ويقدم لها الدعم
السياسي لمواجهة الضغوط الأمريكية وحملات التحريض الداخلية على ولي العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان؛ فهل يستجيب ولي العهد لدعوة حمدوك؟ وما هي ردود الفعل الأمريكية
خصوصا الداخلية على الزيارة في حال حدوثها على الخرطوم والرياض؟ فهل تمثل الزيارة
الاختبار الأول الحقيقي لولي العهد السعودي بعد وصول بايدن إلى البيت الأبيض؛ أم أنها
البداية الفعلية لعهد سياسي جديد في السعودية؟ وهل فعلا تحتاج الرياض لأن تجعل
الخرطوم محطتها الأولى لكسر الجمود الإقليمي والدولي المحيط بالرياض؟
hazem
ayyad
@hma36