ملفات وتقارير

هذه أسباب دعوة الصدر إلى ترميم البيت الشيعي العراقي

الصدر تحدث عن قوى مدعومة من الخارج- جيتي
أثارت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، القوى الشيعية في العراق إلى ترميم "البيت الشيعي" عبر كتابة "ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي"، تساؤلات كثيرة حول توقيت ودوافع هذه الخطوة، ومدى استجابة الأحزاب والكتل الشيعية لذلك.

الصدر قال في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء، إنه "في خضم التعدي الواضح والوقح ضد (الله) ودينه ورسوله وأوليائه من قبل ثلّة صبيان لا وعي لهم ولا ورع تحاول من خلاله تشويه سمعة الثوار والإصلاح والدين والمذهب.. مدعومة من قوى الشر الخارجية ومن بعض الشخصيات في الداخل، أجد من المصلحة الملحة الإسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي".

 

 


"دعوة قيمية"

وحول أسباب دعوة الصدر وتوقيتها، قال النائب علاء الربيعي عن تحالف "سائرون" في حديث لـ"عربي21" إن "دعوة الصدر لترميم البيت الشيعي لا علاقة لها بالجانب السياسي وهذا مفهوم خطأ حصل بعد إطلاق تغريدته الأخيرة".

وأوضح الربيعي أن "الدعوة جاءت لإظهار الهوية الوطنية للشيعة، لأن جزءا كبيرا من العراقيين يعتقد أن الشيعة يتبعون إيران، لذلك فإن لملمة البيت الشيعي وإعادة ترميمه، تهدف للحفاظ على الهوية الوطنية للمكون".

وأضاف أن "بعض الكتل السياسية تتهم الشيعة بأنهم لم يقدموا شيئا خلال إدارتهم للحكم بسبب الفساد، وبذلك فإن مبادرة الصدر تهدف إلى تنقيح الصف الشيعي من الفاسدين وعدم تمكينهم، والوقوف مع الحكومة والدولة، وإيقاف الاتهامات المتبادلة، وعدم الخضوع والخنوع للإرادات الخارجية".

وعن مدى استجابة القوى الشيعية لهذه الدعوة، قال الربيعي إنها "لاقت اهتماما كبيرا من قادة معنيين بهذا الأمر، وتلقينا رسائل ارتياح كبير من شخصيات كثيرة لإعادة ترميم البيت الشيعي، أما القادة السياسيون (الشيعة) الذين أضروا بالعملية السياسية واحتياجات الشعب العراقي، فهم غير معنيين بهذه الدعوة".

ولفت الربيعي إلى أن "المكون الشيعي يعتبر عند باقي الكتل السياسية بمثابة الأخ الأكبر، لذلك يجب أن يكون قدوة ووضعه مرمم داخليا"، مؤكدا أن "مبادرة الصدر قيمية وأخلاقية، وليس لها علاقة بالانتخابات لأن التيار الصدري أعلن أنه سيدخل الانتخابات منفردا".

وبيّن النائب أن "الشيعة متهمون بأنهم لم يعمروا حتى محافظاتهم وسبب هذا يعود إلى المنظومة الشيعية، لذلك يجب تدارك هذا الإخفاق الذي حصل والمضي بإصلاحات حقيقية لهذا البيت الذي تحمل أعباء كبيرة".

"شعور بالعزلة"

وفي المقابل، رأى غيث التميمي رئيس "مشروع المواطنة العراقي" في حديث لـ"عربي21" أن "مقتدى الصدر صعد في الانتخابات الماضية على أكتاف الاحتجاجات والحراكات المدنية والعلمانية المطالبة بالتغيير والإصلاح، وكان للحزب الشيوعي وبعض التنسيقيات الدور الأكبر في ذلك، مقابل حصولهم على عدد من المقاعد والمناصب وتوفير الحماية لهم".

وأكد التميمي أن "الصدر كان يعتزم السيطرة على مظاهرات تشرين الأول/أكتوبر منذ العام الماضي، ويمارس الدور نفسه، لكن وعي شباب تشرين حال دون تمكنه من ذلك، وعزلوه مع أذرعه التي كانت تؤثر في ساحات التظاهر مثل الحزب الشيوعي وبعض الشخصيات المدنية والصحفية والتي كان لها دور في تأسيس تحالف سائرون".

وأشار إلى أن "الصدر الآن يجد نفسه معزولا من المتظاهرين وليس له القدرة على تجنيدهم والسيطرة عليهم، وأيضا خسر التحالفات الوطنية، إذ أن علاقته بالسنة والأكراد سيئة للغاية، ولم يبق عنده سوى الخندق الطائفي".

وتابع: "بما أن القوى الشيعية باتت تشعر بالعزلة التامة من جماهيرها في الوسط والجنوب، لذلك يبدو أنهم بصدد إعادة الخنادق الطائفية وإعادة تركيب العملية السياسية على أسس طائفية حتى يتاح لهم الاستمرار بالحكم، وهذا سيبرر تكفير جميع القوى التي يمكن أن تنبثق من احتجاجات تشرين بوصفها قوى وطنية".

وبحسب التميمي، فإن "القوى الشيعية ستحاول اتهام أي قوى تنبثق عن احتجاجات تشرين، بالعمالة لأمريكا وإسرائيل والإلحاد والمجون وغيرها من التوصيفات التي يطلقها الصدر منذ الآن، والتي هي بالأساس كانت تطلقها القوى الولائية بوصف متظاهري تشرين بالعملاء والجواسيس والجوكرية".

"تخلي الداعمين"

التميمي أعرب عن اعتقاده بأن "الصدر يعيش اضطرابا وخوفا كبيرين مما سيؤول إليه مصيره، لأنه بدأ يخسر شارعه من جمهوره الصدري فضلا عن غيره، ويعيش أزمة كبيرة بسبب أن الدول العربية التي كان يتواصل معها ويحصل على دعم منها مثل: (السعودية، الإمارات، والكويت) سحبت يدها وما عادت تتعامل معه لأنها فقدت ثقتها به، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين يبدو أنهما أيضا قطعاه وفقدا الثقة بالتواصل معه، كل ذلك جعله يذهب إلى أقصى اليسار الطائفي".

وحذر التميمي من أن "سلوك الصدر سيكون غير محسوب وخطيرا خلال المرحلة المقبلة وصولا إلى الانتخابات، وربما يمارس انتهاكات مستفيدا من ضعف وتردد مصطفى الكاظمي، إضافة إلى التواطؤ الواضح بين الأخير مع تيار الصدر".

ولم يستبعد رئيس "مشروع المواطنة العراقي" أن "يكون هناك تفاهم بين مقتدى الصدر ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي والاجتماع في تكتل واحد وإن لم يكن هذا تكتلا انتخابيا لكنه سياسي، فلا أستبعد أيضا أن تكون القوى الشيعية المتطرفة مجتمعة في عنوان مشترك قادم".