صحافة دولية

FP: البنتاغون تكشف عن تمويل إماراتي لعمليات فاغنر بليبيا

عناصر من شركة فاغنر الروسية التي تصنف كمرتزقة- بزنس إنسايدر

كشفت وزارة الدفاع الأمريكية، عن التعاون بين دولة الإمارات وشركة "فاغنر" الروسية التي تقدم خدمات أمنية ومقاتلين.

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن المفتش العام لعمليات مكافحة الإرهاب في البنتاغون كشف في تقرير عن هذا التعاون، بشكل قد يعقد علاقات الولايات المتحدة مع هذه الدولة الخليجية.

وقالت المجلة إن الخبراء ظلوا يشكون في استخدام الإمارات لشركة التعهدات الأمنية الخاصة للتعتيم على دورها في النزاع، إلا أن تقرير وزارة الدفاع هو أول تقييم رسمي عن ترتيب الإمارات مع الشركة الروسية.

وكان المسؤولون العسكريون صريحين في تقييمهم للدور المزعزع للاستقرار لشركة فاغنر، وسط مخاوف من محاولة الكرملين استخدام النزاع من أجل بناء حضور عسكري له على الحدود الجنوبية لأوروبا.

وفي تموز/ يوليو، اتهمت القيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا "فاغنر" بوضع ألغام حول العاصمة الليبية طرابلس، وتعريض حياة المدنيين للخطر  إلا أن الكشف عن دور واحدة من أهم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وهي الإمارات، سيعقد حسابات واشنطن، ويأتي في وقت يقوم فيه الكونغرس بحملة لمنع الصفقة التي اقترحتها إدارة دونالد ترامب، وتقضي ببيع أبو ظبي مقاتلات أف-35 وغيرها من الأسلحة المتقدمة.

وعقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة بهذا الشأن ليلة الإثنين. ونقلت المجلة عن باتريك ويهري، الزميل ببرنامج الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي: "يبدو الآن أن هناك وجودا دائما لروسيا على أطراف الناتو، وتساعد به حليفة للولايات المتحدة".

وقالت الصحيفة: "قدمت تسع دول مساعدات لأطراف النزاع في ليبيا وحوالي 10 آلاف مرتزق ومقاتل أجنبي. ودعمت تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. أما الإمارات، فقد دعمت الجنرال المتمرد، خليفة حفتر، الذي يسيطر على مناطق في الشرق".

وفي الوقت الذي تحظر فيه روسيا شركات التعهدات الأمنية، إلا أن شبكة الشركات المعروفة بشكل عام باسم فاغنر لعبت دورا رئيسيا في جهود روسيا العسكرية في أوكرانيا وليبيا والسودان.

ومنح اعتماد الكرملين على هذه الشركات في عملياتها الخارجية مظهرا للإنكار، لكن الشركة متقاطعة وبشكل عميق مع البنى العسكرية والأمنية الروسية. ووصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "تابعة لوزارة الدفاع الروسية".

 

ويمول الشركة حليف بوتين يفغيني بريغوجين مع أنها حصلت على عقود عسكرية في سوريا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى بشكل طمس الخطوط بين ما يتعلق بالسياسة الخارجية وما له علاقة بدوافع الربح. 

وبحسب كيمبرلي مارتن، المحاضرة بالعلوم السياسية بكلية بارنرد: "الانطباع العام الذي تشكل لدي ولوقت طويل هو أن فاغنر تمول نفسها من عقود أجنبية". وفي الوقت التي تعتبر فيه الإمارات من أهم داعمي حفتر ضمن جهودها لملاحقة الإسلاميين بالمنطقة، إلا أن دور الدولة الخليجية لم يحظ بتدقيق مثل الدور الروسي في ليبيا.

والسبب كما يرى الخبراء مرتبط بجهود اللوبي القوية التي تقوم بها الإمارات في واشنطن ودور الإمارات في أهداف أخرى للسياسة الخارجية، مثل استراتيجية أقصى ضغط التي تمارسها واشنطن ضد إيران، واتفاقية التطبيع مع إسرائيل التي نظر إليها على أنها نجاح نادر للسياسة الخارجية لدونالد ترامب.

وقال عماد الدين بادي، الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلنطي: "لا تثير الكثير من الانتباه؛ لأنك عندما تذكرها للمسؤولين الأمريكيين يقولون لك: حسنا لدينا أسهم أخرى مع الإمارات العربية المتحدة".


وتعتبر روسيا والإمارات حليفين قويين في الخليج، وفي الوقت الذي شك فيه الخبراء من تعاون البلدين في ليبيا، إلا أن اعتماد الإمارات على المرتزقة الروس أسهم في إخفاء تعاونهما المشترك.

وقالت آنا بورشجيكوفسكيا، الزميلة في معهد واشنطن، "إنه الإنكار، وهو أفضل من التورط المباشر".

 

وجاءت كلمات المفتش العام الحذرة كالآتي: "إن تقييم وكالة الإستخبارات الدفاعية هو أن الإمارات العربية المتحدة قد تمول بعض أعمال المجموعة"، ما يشير إلى الحساسيات السياسية.

 

فقد ترددت إدارة ترامب في انتقاد حلفائها في الخليج، بمن فيهم الإمارات، رغم انتهاكات حقوق الإنسان في نزاع اليمن، وذهب ترامب للقول إن الولايات المتحدة لا مصلحة لها في ليبيا.

وقال دوغلاس وايز، الذي عمل نائبا لمدير وكالة الاستخبارات الدفاعية في الفترة ما بين 2014- 2016: "أتخيل أن لدى وكالة الإستخبارات الدفاعية معلومات جيدة عن دعم الإمارات لفاغنر". و"ترك وكالة الإستخبارات الدفاعية التعامل مع هذا الأمر هو أقل رسمية، وأقل إحراجا لتوبيخ الإمارات على سلوكها بدلا من مذكرة دبلوماسية أو بيان صحافي من وزارة الدفاع أو البيت الأبيض، ويجعل الإمارات تعرف أننا نعرف".

وقالت المجلة إن الخبراء الذين يتابعون النزاع في ليبيا أثناء 2020 لاحظوا أشكالا تؤشر لعلاقات قوية بين الإمارات وروسيا.

 

وفي كانون الثاني/ يناير، عندما وافق البرلمان التركي على السماح للجنود الأتراك المشاركة بدعم حكومة الوفاق الوطني كانت هناك زيادة نسبية في طائرات نقل السلاح الإماراتية التي عبرت غرب مصر إلى شرق ليبيا. ومثل روسيا تدعم الإمارات خليفة حفتر الذي كان مرة متعاملا مع المخابرات الأمريكية، وعاش في أحياء واشنطن.

ومع زيادة الوجود العسكري الروسي بدأت الإمارات بتخفيف وجودها العسكري الذي تزامن مع زيادة الجهود التركية لدعم حكومة طرابلس. وقامت الإمارات بسحب معداتها من قاعدة الخادم قرب بنغازي وسلمتها للروس.

إلا أن نقطة التحول للجيش الأمريكي هو نشر الجيل الرابع من المقاتلات الروسية في أيار/ مايو، التي أدارها مرتزقة فاغنر، والتي كانت محاولة لوقف تقدم القوات الحكومية للسيطرة على الهلال النفطي.

وثقال جلال الحرشاوي، الزميل البارز في المبادرة الدولية ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود ومقرها باريس  و"تلك اللحظة أثارت قلق الكثيرين في وزارة الدفاع، لكن ما تم عمله هو تصريحات القيادة المركزية الأمريكية لأفريقيا وفضح روسيا علنا"، و"لكن الوجه الآخر هو أن الأمريكيين كانوا يعلمون جيدا أن مهمة فاغنر في ليبيا ممولة بشكل محتمل من أبو ظبي".

وقالت المجلة إن عملية الإكتشاف جاءت أثناء الحملة الانتخابية الأمريكية، وفتح رحيل ترامب الفرصة للحديث علنا. وقال الحرشاوي: "التلميح له في أيار/ مايو كان أصعب من الآن".

وأشار تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة إلى أن الإمارات انتهكت بشكل مستمر حظر المؤسسة الدولية لتصدير السلاح إلى ليبيا. وقال ويهري: "نعرف بوجود تنسيق ميداني بين الإمارات وفاغنر، لكن النتيجة هي اتهام للتعاون الإماراتي".