مقابلات

أسير محرر: هكذا جرى اختيار أسرى صفقة "وفاء الأحرار" (شاهد)

الأسير المحرر تيسر سليمان أحد المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار ومبعد إلى تركيا- عربي21

تعيد "عربي21" فتح ملف صفقة "وفاء الأحرار" التي جرت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وذلك بالتزامن مع الذكرى التاسعة لتنفيذها.

 

وكشف الأسير الفلسطيني المحرر، تيسير سليمان في الجزء الثاني من مقابلته مع "عربي21" تفاصيل ومعلومات جديدة حول ما جرى بين يدي الصفقة، خاصة ما يتعلق بآلية ومعايير اختيار أسماء المفرج عنهم، وطرق التواصل بين الأسرى وقيادة المقاومة في الخارج ، وذلك بهدف متابعة تفاصيل المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين حركة حماس والاحتلال عبر الوسيط المصري.


ولفت سليمان وهو عضو سابق بالهيئة القيادية للأسرى، ومبعد إلى تركيا، إلى أن المعيار الأبرز كان للأسرى القدامى ممن سجنوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، مشددا في سياق آخر أن التواصل مع الخارج جرى بعدة طرق كان أبرزها استخدام الهواتف المحمولة التي كانت تهرب داخل السجون.

 


وفي سياق متصل، كشف سليمان أن مجالس وهيئات قيادة الأسرى في سجون الاحتلال بدأ تشكيلها منذ عام 2003 من كافة الفصائل، من بينها هيئة القيادة العليا التي شكلتها حماس، حيث يجري انتخابها دوريا من قبل الأسرى.


وبين سليمان أن مهام قيادة الأسرى هدفها توحيد اللوائح داخل السجون، وتمثل حلقة التواصل بين الداخل والخارج مثلما حدث في صفقة وفاء الأحرار حيث أدارت "الهيئة" المفاوضات وصولا للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الصفقة.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة لصفقة "وفاء الأحرار"

وذكر سليمان أن بدايات تشكيل الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بدأت بالتزامن مع احتلال الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة عام 1967، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى تشكيل ما يسمى "مصلحة إدارة السجون" التي تعنى بمتابعة شؤون الأسرى.


وأشار إلى أن عدد السجون وصلت إلى 24 سجنا ومركز توقيف إسرائيلي يتوزع فيها بين 6 إلى 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم نحو مئة أسيرة، وأكثر من 200 أسير دون سن الثامنة عشر.

 


وشدد سليمان على أن الأسرى في سجون الاحتلال كانوا دائما على ثقة أن المقاومة تعمل ليل نهار لاطلاق سراحهم، وأنهم في يوما ما سيكونون خارج قضبان السجون.


ولفت إلى أن الأسرى كانت تصلهم أخبار محاولات أسر جنود الاحتلال بهدف تنفيذ صفقات تبادل، حيث بلغت هذه المحاولات نحو 24 عملية فعلية فضلا عن عشرات المحاولات الأخرى، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في استخدام كل الوسائل الممكنة لإخراج الأسرى من السجون.

 


يشار إلى أن سليمان قال في الجزء الأول من مقابلته مع "عربي21" إن الصفقة توقفت "تماما" قبل ساعات قليلة من بدء التنفيذ، وذلك في أعقاب عزل عدد من الأسرى الذين كانوا ضمن قوائم المفرج عنهم، ومن بينهم القيادي في حركة حماس، يحيي السنوار وآخرون.

ولفت سليمان إلى أن مصلحة سجون الاحتلال عمدت إلى تجميع الأسرى في سجن النقب (جنوب) عشية بدء التنفيذ، ووضعت كل الأسرى ضمن قوائم الإفراج في مكان واحد، ثم بادرت إلى استدعاء الأسرى للتشخيص والتأكد من هوياتهم، حيث بدأت بالأسير السنوار.

وشدد على أن السنوار ورفاقه غابوا لساعات ولم يعودوا للقسم، ما جعل الأسرى في حالة ترقب واستنفار، خشية من التعرض للخديعة.


اقرأ أيضا: حماس تنفي لـ"عربي21" مباحثات "هدنة طويلة" مع الاحتلال

وأضاف سليمان: "كان مجلس شورى قيادة الأسرى موجودا في نفس القسم، وردا على الخطوة الإسرائيلية قررنا وقف الصفقة بشكل كامل، وذلك لخشيتنا من تبديل بعض الأسماء في اللحظات الأخيرة كما حدث في صفقات سابقة".

 

وقال سليمان، إن قيادة الأسرى علمت أن السنوار وضع في العزل الانفرادي، حيث أبلغته مصلحة السجون أنه لن يخرج ضمن الصفقة، ثم هددت كل الأسرى بالقتل حال عودتهم لممارسة عملهم المقاوم، الأمر الذي دفع قيادة الأسرى لوقف تنفيذ الصفقة، وطلبوا حضور الوسيط المصري للسجن.


وفي معلومة تنشر لأول مرة، أكد سليمان حضور 4 من ضباط المخابرات المصرية إلى سجن النقب، لحل الأزمة، حيث استمعوا لتفاصيل ما جرى، خاصة ما يتعلق بتهديد الأسرى بالاغتيال، مشددا على أنه عقب تدخل هؤلاء الضباط توقف تهديد الاحتلال، ومن ثم استؤنف تنفيذ الصفقة وبدأ خروج الأسرى للتشخيص الفني فقط دون تلقي أي تهديد.

من جهة أخرى كشف سليمان أن مصلحة إدارة السجون قامت بالتشويش على الاتصالات في سجون الاحتلال بالتزامن مع يوم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي لتنفيذ الصفقة، وتحديدا يوم الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وذلك بهدف عزل الأسرى عن العالم الخارجي، لكن الأسرى تمكنوا من التغلب على التشويس وقاموا بالتواصل مع القيادة في الخارج والتأكد من وجود اتفاق نهائي.


وأسدلت المقاومة الفلسطينية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011م، الستار عن الصفقة التي تمت بعد مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال برعاية مصرية، أطلقت خلالها 1027 أسيرا بينهم 450 من ذوي الأحكام العالية "المؤبدات".

ويتطلع الشعب الفلسطيني لصفقة تبادل ثانية، تخرج ما تبقى من قدامى الأسرى، وذلك في أعقاب تمكن المقاومة من أسر عدد من جنود الاحتلال خلال الحرب على غزة عام 2014.