سياسة عربية

انتقاد لبناني لاشتباكات بيروت ودعوات لضبط "السلاح المنفلت"

بهاء الحريري قال إن الاشتباكات ناجمة عن السلاح المتفلت- جيتي

توالت ردود الفعل اللبنانية المنتقدة لاشتباكات بيروت مساء الاثنين، والتي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين، مع تصاعد الدعوات بضرورة العمل على "ضبط السلاح المنفلت".

 

ووقع الاشتباك المسلح في منطقة الطريق الجديدة بالعاصمة اللبنانية بيروت مساء الاثنين امتدادا لاشتباك وقع السبت، بين شبان من عشيرة آل قنبربي وآخرين من عشيرة آل شاشمية.

 

وفي حين أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن من  الاشتباك وقع بين أنصار سعد الحريري من جهة، وأخيه بهاء من جهة أخرى، نفى ناشطون محسوبون على تيار المستقبل ذلك.

 

وتناول لقاء جرى الثلاثاء بين مفتي لبنان عبد اللطيف دريان ووزير الداخلية بحكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، الأوضاع الأمنية والاشتباكات الفردية في الطريق الجديدة.

 

وأكد الوزير فهمي في تصريح بعد اللقاء "أن ظاهرة الشغب المسلح التي تحصل بين الحين والآخر هي أمر مرفوض وتقوم القوى الأمنية بمعالجته فورا ضمن الإمكانات المتاحة..".

 

اقرأ أيضا: قتيل باشتباكات في بيروت.. ما علاقة سعد وبهاء الحريري؟

وشدد الوزير فهمي على أن "الناس ضاقت ذرعا من وقوع الضحايا والجرحى من المدنيين الأبرياء في الأحياء الداخلية لبيروت وخارجها ثمنا لخصومة الأفراد الذين يستترون خلف السلاح"، مؤكدا أن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تعمل على "توقيف المتسببين بهذه الممارسات، ومنع أشكال العنف الذي يؤدي إلى الخراب والقتل وزعزعة الأمن".

 

من جهته أعرب المفتي دريان، عن أسفه لما حصل من "اقتتال الإخوة في الطريق الجديدة"، داعيا اللبنانيين إلى "الوعي والحكمة وعدم الانجرار وراء الفتن..".

 

وقال: "كفانا اقتتالا بين بعضنا البعض.. لأن الوطن لا يمكن أن يبقى بالتفلت الأمني والسلاح المتفلت المنتشر في المناطق كافة".

 

وعلق أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطين) العميد مصطفى حمدان على الأحداث، معتبرا ما حدث من "ترويع للناس في شوارع الطريق الجديدة وفي منازلهم جريمة موصوفة".

 

ودعا حمدان الأجهزة الأمنية إلى "اعتقال الفاعلين والمسببين"، و"الكشف عن من يدفع المال لهذه المجموعات المنظمة ومن أقام المتاريس النفسية والحقد بين الناس وخاصة شبابنا".

وفي بيان لها الثلاثاء، هاجمت النائبة في البرلمان اللبناني رولا الطبش "السلاح المتفلت وغياب الإرادة الحقيقية في ضبط الأوضاع" في لبنان.

 

وأضافت أن "ظاهرة السلاح المتفلت، هي ردة فعل متوقعة على مشاهدات مماثلة في مناطق أخرى، خارج بيروت، يحظى فيها السلاح بحماية ما، لاعتبارات شرعية، وتبريرات فائض القوة".

أما صحيفة "البناء" فقالت إن الاشتباكات بمنطقة الطريق الجديدة "أعادت صورا من مشاهد الحرب الأهلية (1975- 1990)".

 

ونوهت الصحيفة إلى أن الجهات الأمنية بقيت متوقفة أمام معلومات تقول إن "الاشتباكات وقعت بين متحزبين للشقيقين سعد وبهاء الحريري..".

 

ومن جانبه، أصدر بهاء الحريري بيانا، قال فيه إن هذه الجريمة ناتجة عن السلاح المتفلت، وأضاف: "لطالما طالبنا بنزع السلاح الموجود خارج الشرعية اللبنانية، ولطالما كان مشروعنا والمنتديات المدعومة من قبلنا بعيدة كل البعد عن العنف والسلاح اللذين لا نؤمن بهما".

وأضاف: "نحن ندعو إلى التهدئة، ونحث المعنيين على القيام بالتحقيقات السريعة الشفافة، لينال كل من شارك في هذه الجريمة عقابه".

 

ولم يصدر تعقيب رسمي من طرف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على الاشتباكات حتى الآن.

ويشهد لبنان تفلتا للسلاح غير الشرعي بأيدي المواطنين، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا.

والشهر الماضي، شهدت منطقة خلدة (جنوب بيروت) اشتباكات بين سكان المنطقة وجماعة "حزب الله" اللبناني، أدّت إلى سقوط قتيلين ومجموعة من الجرحى.