بورتريه

اللبناني "كورونا" رئيسا للدومينيكان على وقع "كوفيد19"

ابي نادر

يقدم نفسه كـ"منقذ" لجمهورية الدومينيكان من "الفساد" الممسك بقوة في الحكم منذ سنوات.

أصوله من قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان، ورغم ذلك فهو لا يعرف اللغة العربية إلا عبر كلمات قليلة مثل "أهلا وسهلا" والتي يكررها باستمرار مرحبا بضيوفه.

وتشاء الصدف أن يحمل اسم عائلة والدته "كورونا"، وكان ممن أصابهم فيروس "كورونا" المستجد في حزيران/ يونيو الماضي، هو وزوجته اللبنانية الأصل واثنتين من بناتهما الثلاث، فخرجوا متعافين بعد العلاج.

يحتفل لويس رودولفو أبي نادر كورونا (أو أبي ناضر كما يكتبها البعض) المولود عام 1967، بمرور 52 عاما على ولادته في عاصمة الدومينيكان، سانتو دومينغو، وهو يحمل اسم "كورونا" نسبة لعائلة والدته متبعا تقاليد بعض دول أمريكا اللاتينية، حيث يضع عائلة الأب بعد الاسم الأول، فيما الأخير يكون من نصيب عائلة الأم.

ولما نصحه بعض مستشاريه بإلغاء "كورونا" من اسمه بلائحة الترشيح، كي لا يربط الناخبون بينه وبين "كوفيد-19"، فيحجمون عن انتخابه، غضب منهم وأصر على اسمه الكامل.

رغم أن جده هاجر من بلدة بسكنتا في جبل لبنان عام 1898 إلى الدومينيكان، التي تتقاسم جزيرة إسبانولا مع دولة هاييتي في بحر الكاريبي بأمريكا الوسطى إلا أن الحفيد يحمل الجنسية اللبنانية وسار على خطى والده خوسيه أبي نادر الذي سعى من قبله للترشح في الانتخابات الرئاسية للدومينيكان.

 

اقرأ أيضا: قاضية محجبة تكسر القالب النمطي (بورتريه)

وسبق أن خاض لويس أبي نادر الانتخابات الرئاسية عامي 2012 و2016 ولم ينجح فيهما، فيما كان ترشحه الأخير عن حزب أسسه عام 2014 باسم "الحزب الثوري العصري" وهو حزب (يسار الوسط) ولا علاقة له بالثورية بمفهومها التقني.

رجل أعمال تخرج في الاقتصاد من معهد "سانتو دومينغو للتكنولوجيا". ودرس دراسات عليا في إدارة المشاريع في كلية "هولت الدولية للأعمال" في "كامبريدج " ماساتشوستس. كما أنه درس تمويل الشركات والهندسة المالية في جامعة "هارفارد" والإدارة المتقدمة في كلية "دارتموث في نيو هامبشر".

يرأس مجموعة أسستها عائلته الناشطة بمشاريع سياحية متنوعة، كما أسست مصانع إسمنت، وفي كلمة ألقاها حين شارك عام 2017 في "مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية" ببيروت ذكر أن قلبه "ينبض عند ذكر اسم لبنان" وأن في الدومينيكان من 80 إلى 100 ألف لبناني، وأن والده الراحل كان وزيرا، أسس جامعة يديرها شقيقه، معربا في نهاية كلمته عن "فخره" بأصله اللبناني.

ووجه أبي نادر كلمة إلى مناصريه وأبناء وطنه قائلا إن انتصاره "نصر لكل الشعب"، وشدد على أن رئيس الجمهورية ليس لفئة واحدة أو حزب واحد، ووضع نفسه في خدمة بلاده.

ووفقا للنتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات المركزية فإن أبي نادر، حل أولا بفارق شاسع عن منافسه الرئيسي، غونزالو كاستيلو مرشح "حزب التحرير" (يسار الوسط) وهو الحزب الحاكم في البلاد بشكل مطلق منذ 16 عاما، وحل في المرتبة الثالثة الرئيس السابق ليونيل فرنانديز.

وبالطبع لن يكون أبي نادر أول لبناني يصل لمنصب رئيس الجمهورية في أمريكا اللاتينية إذ سبقه في جمهورية الإكوادور عبدالله بوكرم (1996) وجميل معوض (1998)، وفي جمهورية كولومبيا خوسيه سيزار طربيه (1991). وعلى مستوى الدومينيكان سيكون ثاني رئيس بعد جاكوبو عازار (1982) عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية الذي انتحر، فخلفه عازار لمدة 42 يوما.

ويشكل الاقتصاد، الذي تضرر من الوباء بعد سبع سنوات من النمو، التحدي الرئيسي للحكومة الجديدة. وعانت السياحة من إغلاق الحدود وانكمش الناتج المحلي الإجمالي، وحذر البنك الدولي من خطر الفقر لدى فئة من السكان.

رئيس يحمل اسم "كورونا" يأمل في النجاح بتجاوز فيروس "كورونا " المستجد، الذي يواصل انتشاره في البلاد رغم فرض العزل في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 11 مليون نسمة، فيما استؤنفت الرحلات الجوية تزامنا مع إعادة فتح الحدود.

ودفع الوباء السلطات إلى تأجيل الانتخابات التي حملت صناديقها لبنانيا مهاجرا، يرى أن شجرة الأرز "ممتدة في شرايينه"، رئيسا للبلاد التي نهشها الفساد حتى العظم.