نشرت صحيفة
"الفاينانشال تايمز" تقريرا حول تبني ترامب لرئيس الوزراء الهندي
ناريندرا مودي قائلة إن تحالف الهند المتعمق مع واشنطن أثار قلق بكين وزاد من حدة
التوترات الحدودية بين الصين والهند.
وانتشرت صورة
على موقع المدونات "ويبو" أظهرت الجنود الصينيين وهم يربطون أيدي وأقدام
الجنود الهنود المستلقين على ظهورهم، كما يبدو على أحدهم فقدان الوعي.
وعلى الصعيد الآخر،
انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لمناوشات صينية هندية على ضفاف بحيرة
بانكوك في إقليم لدخ، حيث شاركت دوريات الحدود هناك في مشاجرتين على الأقل خلال
الشهر الماضي.
ووصفت الصحيفة
الصور بأنها بعيدة كل البعد عن النوايا الحسنة والصداقة التي تحدث عنها كل من
الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي مودي أمام الكاميرات في قمة غير
رسمية عقدت في تشرين الأول/أكتوبر.
وقد ربطت
الصحيفة اشتعال التوترات المتصاعدة بين الجارتين النوويتين بجائحة كورونا، وعداء
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين، وكذا احتضانه أيضا للاستراتيجية الهندية
ومودي.
وتخوض القوات
الهندية والصينية الآن مواجهات متوترة في مواقع متعددة على طول حدودها المتنازع
عليها بطول 3488 كيلومترا على هضبة التبت. وقد فشلت جولات متعددة من المحادثات –
بما فيها محادثات الأسبوع الماضي- في حل الخلافات.
اقرأ أيضا: الهند: سندافع عن "كبريائنا" أمام الصين ورفضنا وساطة ترامب
ويأتي هذا
التصعيد في وقت يزداد فيه الحزم الصيني، حيث تفرض بكين سيادتها على كل من هونغ
كونغ وبحر الصين الجنوبي، وقال محللون إن المواجهة في لدخ عكست إحساس بكين
المتزايد بالمظلومية تجاه الهند ورغبتها بتعزيز تبعية نيودلهي.
وقالت أشلي
تيليس الخبيرة بالشأن الاستراتيجي الآسيوي في مركز كارنيغي للسلام العالمي في
واشنطن بهذا الخصوص: "يعتقدون أن الهند مغرورة، ويريدون إسقاطها بدرجة أو
اثنتين، في إشارة إلى الصينيين".
وقد فرضت
نيودلهي مؤخرا قيودا صارمة على الاستثمار الصيني في البلاد، وهي تتقرب إلى دول
تعتبرها بكين معادية. وقد لاقت دعوة ترامب الهند لحضور مؤتمر جي-7 تعليقات لاذعة
من صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية القومية الشعبية.
وقال لي زونغي
الخبير في جنوب آسيا في معهد شانغهاي للدراسات الدولية للصحيفة إن "الهند قد
نشطت في العديد من الخطط الأمريكية التي تستهدف الصين". و"إذا انضمت
الهند للدائرة الصغيرة التي تنظر إليها الصين كعدو متخيل، فسوف تتدهور العلاقات
الصينية الهندية".
وقد أدت أزمة
الحدود إلى الكثير من القلق في نيودلهي. ووفقا لمحللين أمنيين هنود، فإن إلغاء
الهند لتدريباتها العسكرية في لدخ بسبب فيروس كورونا منح قوات جيش التحرير الشعبي
الصيني فرصة مثالية للاستيلاء على العديد من المواقع.
وقال براهما
تشيلاني، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز نيودلهي للدراسات السياسية:
"الصينيون فرضوا أمرا واقعا على الهند، فهم متجذرون بعمق ويجلسون بشكل جميل
في مواقع رائعة تطل على الطريق السريع، الذي أصبح الآن في نطاق المدفعية لجيش
التحرير الشعبي".
ولم توضح
الصين طبيعة الصراع، لكن بكين سمحت الأسبوع الماضي للصور العنيفة من جبال الهملايا
بالانتشار على شبكات التواصل الاجتماعي التي تخضع لرقابة شديدة في البلاد. وقد
شوهدت المنشورات التي تحمل عنوان الصراع الصيني الهندي عشرات ملايين المرات.
وقد نفت
نيودلهي المتخوفة من رد الفعل العنيف المحلي أن تكون القوات الصينية قد تخطت
الأراضي التي تطالب بها الهند. لكن مسؤولا حكوميا قال لـ "فايننشال
تايمز" إن القوات الصينية "أقرب إلى جانبنا من خط السيطرة الفعلية مما
كانت عليه الأمور قبل شهرين".
وتستعد
نيودلهي لمواجهة طويلة وقال المسؤول: "هناك تغيير في الوضع الراهن (...)
الصينيون غيروا موقفهم وعليهم العودة." لكن محللين على الصعيد الآخر يشككون
في احتمالات قيام نيودلهي بطرد القوات الصينية دون تقديم تنازلات كبيرة.
وتعمل الهند
بشكل حثيث لتحديث الطرق والبنية التحتية العسكرية على جانبها من الحدود، والتي
كانت تقليديا أقل تطورا بكثير مما بنته الصين على أراضيها.
وقال الجنرال
المتقاعد ناراسيمهان المدير العام لمركز الدراسات الصينية المعاصرة في الهند وعضو
المجلس الاستشاري للأمن القومي الهندي بهذا الخصوص: "لقد كان لديهم ميزة
المحرك الأول، لقد ذهبوا وبنوا البنية التحتية والآن نحن نبنيها، يشعرون بعدم
الارتياح".
لكن معظم
المحللين يعتقدون أن السبب الرئيسي لبكين للتأثير في المواقف الهندية يرجع لتحالف
نيودلهي العميق مع واشنطن.
"التايمز": إيران تنشر حاملة طائرات مقلدة لرفع معنوياتها
WP: موجة الغضب تسلط الضوء على النفاق الأمريكي
WP: صدام حدودي بين أكبر شعبين .. ماذا يمكن أن يحدث ؟