تتجه الأنظار إلى سوق النفط لمتابعة موعد انتهاء عقود النفط الأمريكي تسليم حزيران/ يونيو المقرر انتهاؤها غدا الثلاثاء، وسط تساؤلات عن تكرار ما حدث في الساعات الأخيرة من تداولات عقود أيار/مايو، وهبوط أسعار النفط إلى السالب للمرة الأولى في التاريخ.
والشهر الماضي، انهارت أسعار الخام الأمريكي، عقود أيار/مايو، إلى أكثر من 306% وجرى تداولها عند 37.63 دولارا تحت الصفر، فهل يتكرر نفس السيناريو في عقود حزيران/ يونيو خلال الساعات القادمة؟
الخبير والاستشاري النفطي، عبد السميع بهبهاني، استبعد في حديث خاص مع "عربي21" أن تلقى عقود حزيران/ يونيو نفس المصير الذي شهدته عقود أيار/مايو.
وأرجع بهبهاني ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية أبرزها وأهمها ترحيل كميات كبيرة من عقود حزيران/ يونيو إلى عقود تموز/يوليو ما أعطى أريحية للسوق وقلل من عمليات المضاربة السلبية.
وأضاف: "كما أن عودة النشاط الصيني إلى ما كان عليه قبل الأزمة، وارتفاع الطلب على النفط في الصين مجددا إلى مستويات 13 مليون برميل في اليوم، بالإضافة إلى التخفيضات التاريخية للإنتاج سواء في ما يتعلق باتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج أو بالتخفيضات الأخرى سواء القهرية كما في العراق وليبيا أو الطوعية كما في السعودية والإمارات والكويت وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ساهم في إشاعة روح التفاؤل بالسوق وشجع الكثير من المستثمرين على الشراء".
ومنذ بداية الشهر الجاري، بدأ تنفيذ اتفاق تاريخي لخفض مستويات إنتاج النفط من جانب الدول الأعضاء في أوبك وحلفاء من خارج المنظمة بقيادة روسيا.
وأوضح بهبهاني، أن تراجع الفارق بين سعر النفط الأمريكي "تكساس" وسعر برنت إلى دولارين فقط مقابل فارق بنحو 8 دولارات قبل شهر من الآن يؤشر إلى توفير مساحات أكبر للتخزين تحسبا لتورط الشركات في بيع ما لديها من نفط وتكرار سيناريو الهبوط التاريخي مجددا.
وكان من أبرز أسباب انهيار أسعار الخام الأمريكي، الشهر الماضي، امتلاء مساحات التخزين، وارتفاع كلفة التأمين والنقل، ما دفع المستثمرين والشركات إلى التخلص مما لديهم من عقود استحقاق أيار/مايو.
وخلال تعاملات الإثنين، قفزت عقود الخام الأمريكي بنسبة 10 بالمئة إلى 32.37 دولارا للبرميل وصعدت عقود برنت نحو 7% إلى 34.68 دولارا للبرميل.
اقرأ أيضا: أسعار النفط ترتفع مع تخفيضات الإنتاج.. والأسهم الأوروبية تتعافى
وقال الخبير والاستشاري النفطي، إن هذه القفزة في أسعار النفط خلال تعاملات الإثنين على الأرجح ستكون مؤقتة، متوقعا أن تنخفض الأسعار مرة أخرى ثم ستعود تدريجيا إلى الارتفاع مع بداية فصل الشتاء نظرا لزيادة استهلاك الوقود في تلك الفترة.
وأشار إلى أن وجود فائض في معروض النفط بالأسواق حاليا يقدر بنحو 5 ملايين برميل، لافتا إلى أن هذا الفائض قد ينخفض في حزيران/يونيو إلى مليون برميل وقد يصل مع تزايد معدلات الخفض الطوعي إلى الصفر.
وقالت وكالة "بلومبيرغ"، إن قرابة 117 ناقلة كبيرة للنفط تبحر الآن متجهة نحو الصين لتفريغ حمولتها في الموانئ الصينية بين منتصف أيار/مايو ومنتصف آب/ أغسطس المقبل.
وأوضحت الوكالة أن كل ناقلة من هذه الناقلات قادرة على شحن مليوني برميل من النفط، ما يعني أن الصين ستستقبل ما لا يقل عن 230 مليون برميل من الخام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
ومن المحتمل أن تكون الصين قد اشترت العديد من شحنات النفط خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، الذي شهد هبوطا تاريخيا في أسعار النفط.
وقال مايكل مكارثي من سي.إم.سي ماركتس بسيدني، بحسب رويترز: "في ظل السحب المفاجئ الذي شهدناه من المخزونات في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، يبدو مستبعدا أن تتجدد مخاوف طاقة التخزين"، وهو ما يشير إلى عدم تكرار الهبوط التاريخي لأقل من الصفر الذي حدث الشهر الماضي عشية انتهاء العمل بعقود أيار/ مايو.
وزاد من حجم تخفيض الإنتاج العالمي، تقليص شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط والغاز العاملة لأقل مستوى على الإطلاق للأسبوع الثاني على التوالي. وهو ما ساهم جزئيا في تهدئة المخاوف من نفاد طاقة التخزين في نقطة تسليم عقد الخام الأمريكي في كاشينح بأوكلاهوما.
وأصدرت السعودية إعلانا مفاجئا، الاثنين الماضي، بأنها ستعمق طواعية تخفيضات إنتاج النفط من حزيران/يونيو بمقدار مليون برميل يوميا، قائلة إنها تريد التعجيل باستنزاف تخمة في المعروض العالمي وإعادة التوازن إلى سوق النفط.
اقرأ أيضا: السعودية تدعو لخفض المزيد من إنتاج النفط لإعادة توازن السوق
وانضمت كل من الإمارات والكويت إلى السعودية وتعهدتا بتخفيضات جديدة في إنتاجها في حزيران/يونيو بحجم إجمالي 180 ألف برميل يوميا.
ودعت الحكومة السعودية، الأربعاء، دول أوبك وروسيا وغيرها من الدول المنتجة التي تشكل المجموعة المعروفة باسم أوبك+ إلى الالتزام بنسب الخفض المحددة لإنتاج النفط "وتقديم المزيد من الخفض في الإنتاج، للإسهام في إعادة التوازن المنشود للأسواق".
وقالت الحكومة السعودية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، الأربعاء، إن المملكة قدمت مبادرة بتخفيض إنتاجها في شهر حزيران/يونيو المقبل، بكمية إضافية طوعية تبلغ مليون برميل يوميا.
وأوضح البيان أن المملكة تسعى بالتوافق مع العملاء لخفض إنتاجها في شهر أيار/ مايو، عن المستوى المستهدف.
وقررت أوبك وحلفاؤها، الذين يشكلون ما يعرف بمجموعة "أوبك+" في نيسان/أبريل، خفض إنتاج الخام بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا لشهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، وهو خفض قياسي، ردا على الهبوط بنسبة 30 في المئة في الطلب العالمي على الوقود الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: أسعار النفط بالسالب لأول مرة في التاريخ.. ماذا يعني ذلك؟
أسعار النفط تواصل الارتفاع للجلسة الرابعة.. والدولار يتراجع
توجه لـ"أوبك+" بعدم مواصلة تقليص الإنتاج بعد يونيو
النفط يهبط 4.4 بالمئة رغم إعلان 3 دول خليجية خفضا للإنتاج