نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا قالت فيه إن انتشار فيروس كورونا عمق من حالة الإحباط لدى الشباب في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي كتبه أندرو إنغلاند، وترجمته "عربي21"، إن الوباء أوقف الاحتجاجات في العراق والجزائر ولبنان، لكنه قد يؤدي مستقبلا إلى موجة جديدة من الإحتجاجات بعد انتهائه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفيروس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نجح حيث فشلت حكومات الجزائر والعراق ولبنان، فقد أوقف أشهرا من التظاهرات المضادة للحكومة.
وقالت إن تداعيات الفيروس قد تشكل فقط استراحة محارب، وإن التوقعات تشير إلى أنه سيتبعه ضغوطات اجتماعية واقتصادية، وهي نفسها التي أشعلت في الماضي الغضب الشعبي ضد حكومات المنطقة التي تفتقد المصداقية في عيون الكثيرين.
وأشار التقرير إلى أنه وعلى خلاف الدول الثرية، التي تستطيع توفير مساعدات على قاعدة واسعة لمواطنيها، فإن دول الشرق الأوسط ذات النسب العالية من الشباب، ومعدلات البطالة المستشرية، ليس لديها ذات المصادر المالية الكافية لتوفير حزم دعم التجارة وحماية الوظائف .
ويعمل ملايين الشباب في منطقة الشرق الأوسط بقطاعات العمل الحر، ويعتمدون على ما يحصلون عليه من راتب يومي لدعم عائلاتهم.
وقال التقرير إن الفترة التي سبقت كورونا، أظهر فيها المحتجون اصرارا على المواصلة ولم يقبلوا الوعود الفارغة من النخبة المصرة على حماية مصالحها.
تقول لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس "، إن الفيروس كشف عن هشاشة أنظمة شبكات التأمين الإجتماعية في عموم المنطقة، وان ما فعله أنه أخر ما كان حتمي الوقوع فقط .
وأشار التقرير إلى وعود عديد الحكومات لتقديم مساعدات للأسر والطبقة الفقيرة، لكنه ذكر بذات الوقت بما سماه "فجوة الثقة بين الحاكم والمحكوم في معظم أنحاء المنطقة".
أقرأ أيضا : عودة التظاهر بلبنان رغم "كورونا" وحظر التجوال
وتعتبر الشفافية لعنة للأنظمة التي تعاني من الفساد والمحسوبية، وهي بمثابة بلاء يؤثر على الأداء الإقتصادي و الثقة بقدرتها على التعامل مع أزمة فيروس كورونا.
ولفت التقرير إلى أن البنك الدولي نشر هذا الشهر بيانات دلت على تراجع في بيانات الشفافية التي أدت لخسارة من 7 -14 بالمئة، من دخل كل شخص في المنطقة وذلك بالفترة ما بين 2015- 2018.
وقالت الصحيفة إن النزعات الديكتاتورية كانت واضحة طوال أزمة كوفيد-19، فقد طردت السلطات المصرية صحافية بريطانية نشرت تقريرا ذكرت فيه أن أعداد المصابين بالمرض قد تكون أعلى مما تعلن عنها الحكومة.
كما علقت حكومة العراق وإن بشكل مؤقت، تصريح عمل وكالة أنباء رويترز، لنشرها تقريرا تحدث عن نفس المزاعم.
كذلك اعتقل أربعة صحافيين على الأقل في منطقة الحكم الذاتي بكردستان، حسب أرقام منظمة مراسلون بلا حدود، وفي السعودية قتل معارض سعودي لخطط الحكومة ترحيل السكان لغايات تنفيذ خطة نيوم والتي ستكلف نحو 500 مليار دولار، والتي وضعها ولي العهد محمد بن سلمان .
وفي الجزائر ايضا يضيف التقرير، اتهم ناشطون السلطات باستغلال الأزمة لقمع المعارضين بمن فيهم معارض سياسي وصحافي.
وكشف الفيروس عن المصاعب الاقتصادية للعديد من البلدان العربية، ففي العراق وأمام أزمة الوباء وانهيار أسعار النفط، حذر مسؤول عراقي من أن الحكومة قد لا تتمكن من دفع رواتب نصف العاملين في القطاع العام الشهر المقبل.
كما تحدث عن حال الجزائر التي تعاني من ذات الإشكالات التي يعاني منها العراق، من تفاقم أزمة كورونا وكذا تدني أسعار النفط، والذي دفع بالحكومة إلى خفض النفقات بنسبة 30 بالمئة .
وفي مناطق أخرى مثل مصر الأردن وتونس والمغرب، فقد عانت بسبب تراجع السياحة التي تعتبر مصدرا مهما للعملة الصعبة والوظائف.
وختمت الصحيفة بالقول إن الامتحان الأصعب سيأتي بعد انحسار الوباء، حيث سيتم التعرف على الأثر الحقيقي الذي تركه الفيروس على الإقتصاد العالمي والعربي، خاصة على اقتصاديات الدول الضعيفة، في ظل توقعات بسياسة تقشف واسعة ستؤثر على المواطنين خاصة في الدول التي تعاني من معدلات بطالة عالية.
نيويورك تايمز: التقاليد تعرقل جهود العراق لمكافحة كورونا
إندبندنت: الحجر البيتي التام خط الدفاع الأول بلبنان
فوكس نيوز: أزمة كورونا فشلت في وقف دعم إيران لحلفائها