تحاول أكثر من 80 مجموعة حول
العالم التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا، الأمر الذي يتيح تدريب أجهزة مناعة البشر لمقاومة العدوى، فلا
يمرضون.
واستعرض تقرير لـ"بي بي سي" جزءا من مساعي إنتاج اللقاح حول
العالم، منها تجارب تجاوزت خطوة تلقيح الحيوانات المعتادة، وأخرى تتعاون بها
شركتان من عمالقة تصنيع الأدوية "سانوفي" و"جي أس كاي"، إضافة
لتجربة بأستراليا تجري على حيوان النمس، كما أن باحثين بجامعة أكسفورد يسابقون الزمن لتجهيز أول لقاح في أيلول/سبتمبر المقبل.
متى نحصل على اللقاح؟
في العادة، يتطلب تطوير أي لقاح، سنوات، وأحيانا عقودا من الزمن، لكن الباحثين يسعون لإتمام هذه المهمة في بضعة أشهر فقط.
يعتقد معظم الخبراء أن اللقاح قد يصبح متوفرا في
منتصف عام 2021، أي بعد ما يقارب 12 أو 18 شهرا من أول انتشار للفيروس المستجد، ولو حدث سيكون إنجازا علميا بطوليا.
حتى الآن، يصاب البشر بأربعة أنواع مختلفة من الفيروسات
التاجية (كورونا). التي تتسبب بأعراض نزلات البرد المعتادة، وليس لدينا لقاح
مضاد لأي منها.
وفي ظل إعلان تطوير لقاح، يفترض بالتجارب أن تظهر
أن اللقاح آمن، فلن يكون مفيدا إن تسبب بمشاكل أكثر من الوباء نفسه.
اقرأ أيضا: قرار أممي يمنع احتكار لقاحات علاج كورونا المستقبلية
يتوجب على التجارب السريرية أن تظهر أن اللقاح
قادر على تحفيز استجابة الجهاز المناعي، ليصبح قادرا على حماية الجسم من المرض.
كما يجب التوصّل إلى طريقة لإنتاج اللقاح على نطاق
واسع، لتوفير مليارات الجرعات اللازمة.
يجب على الوكالات والإدارات الناظمة للأدوية أن توافق
على اللقاح قبل السماح باستخدامه.
وفي النهاية، سيكون هناك تحد لوجيستي كبير لتلقيح
معظم سكان الأرض.
والإقفال التام قد يجعل كل هذه العملية تسير ببطء. إن قلت أعداد الناس الذين يلتقطون العدوى، سيتطلب الأمر وقتا أطول لمعرفة إن كان
اللقاح سينفع فعلا.
فكرة تلقيح الناس، ثمّ نقل العدوى إليهم بشكل متعمّد
(ما يعرف بدارسة التحدّي)، قد تعطينا إجابة أسرع، لكنّها أخطر من أن تجرب في وقت لا
علاج فيه معروف للمرض حتى الآن.
ما هو عدد الأشخاص الواجب تلقيحهم؟
يعتقد أن نسبة 60 إلى 70 بالمئة من الناس، يجب أن
يكتسبوا المناعة اللازمة ضدّ الفيروس، لوقف انتشاره بسهولة (أو ما يعرف بمناعة القطيع).
هذا يبلغ مليارات البشر حول العالم، إن ثبتت فعالية اللقاح.
كيف يصنع اللقاح؟
تهدف اللقاحات إلى تعريف جهاز المناعة بشكل آمن،
على الفيروسات أو البكتيريا، أو حتى أجزاء صغيرة منها. تتعرّف دفاعاتنا المناعيّة عليها
كأجسام غريبة دخيلة، وتتعلم كيف تحاربها.
إذا تعرّض الجسم للفيروس الحقيقي، سيكون عندها على
معرفة بما يجب فعله.
الطريقة الأساسية المعتمدة في التلقيح منذ عقود،
تقوم على استخدام الفيروس الأصلي.
اللقاح الثلاثي (الحصبة، النكاف، والحصبة الألمانية)،
مصنوع باستخدام فيروسات ضعيفة، لا تستطيع التسبّب بالعدوى.
لقاح الإنفلونزا الموسمية، يستخدم سلالات الإنفلونزا
الرئيسية المنتشرة، ويعطّلها بالكامل.
العمل على لقاح جديد للكورونا، يستخدم طريقة جديدة،
وغير مختبرة بكثرة، وتسمّى لقاحات "توصيل وتشغيل". لأننا نعرف الخريطة الوراثية
للفيروس المستجدّ، Sars-CoV-2، لدينا القدرة على تصنيعه.
وضع الباحثون في جامعة أكسفورد أجزاء صغيرة من خريطته
الجينية في فيروس غير مؤذ يصيب قردة الشمبانزي. يأملون أن يكون اللقاح الذي طوّروه،
فيروسا آمنا، يشبه كورونا بما يكفي لخلق ردة الفعل المناعية المرجوة.
اقرأ أيضا: هل يقي لقاح "السل" من الإصابة بفيروس كورونا؟
تلجأ مجموعات بحثية أخرى لإنتاج أجزاء من الشيفرة
الوراثية الخام، وبمجرّد حقنها في الجسم، يفترض أن تنتج بروتينات فيروسية بمقدور جهاز
مناعتنا تعلّم محاربتها.
هل اللقاح يفيد كافة الفئات العمرية؟
من المؤكد أن اللقاح سيكون أقل نجاحا مع كبار السن،
لأن جهاز المناعة لا يستجيب خلال الشيخوخة للقاحات كما يجب. نرى ذلك في اللقاحات الموسمية
لمكافحة الانفلونزا مثلا.
يمكن تخطّي هذه المشكلة عبر إعطائهم جرعات صغيرة
من اللقاح، إلى جانب مادة كيمائية مساعدة، تعزّز جهاز المناعة.
من يستطيع الحصول على اللقاح؟
إذا نجح العلماء بتطوير اللقاح، عندها سيكون إنتاجه
محدودا، على الأقّل في المراحل الأولى، ما يعني ضرورة تحديد الأولويات.
العاملون في القطاع الصحي الذين يحتكّون بمرضى كوفيد-19 يجب أن يكونوا على رأس القائمة. ولأن المرض يفتك بشكل رئيسي بكبار السن، يجب
أن تعطى الأولوية لهم، إن ثبتت نجاعة اللقاح في هذه الفئة العمرية.
ولكن، قد يكون من الأفضل تلقيح من يعيشون مع كبار
السن، أو يعتنون بهم.
إليك الآلية التي يكتسب بها جسدك مناعة ضد فيروس كورونا
بيل غيتس: نحتاج إلى "تنازلات" لتعجيل إنتاج لقاح كورونا
مدير جامعة سعودية يعلن عن إنتاج لقاح لـ"كورونا 2012" (فيديو)