توصل العلماء والعاملون على تطوير لقاح
لفيروس كورونا المستجد إلى قرابة 41 لقاحا محتملا في مراحل مختلفة من تطور هذه
السلالة من الفيروسات التاجية، وتجري الولايات المتحدة حاليا تجارب على البشر.
وبحسب ما نشرت "هاف بوست"
فإن الخبراء يقولون إن أمامنا 12 – 18 شهرا على الأقل قبل أن يكون هنالك لقاح
معتمد ومتداول.
ونقل الموقع عن الأمريكي، جينيفر هالر
(43 عاما) وهي أحد المتطوعين للاختبار قولها إنها "فرصة رائعة" من أجل
أن تقدم شيئا في ظل هذه الأوضاع.
ويضيف الموقع بأنه من الناحية
التاريخية، فإن متوسط زمن الحصول على لقاح كان 10 – 15 عاما، ونقل عن خبير الأمراض
المعدية في جامعة برمنجهام، روبين ماي، بأنه إذا تمكنا من تقليص هذا الوقت إلى 12
– 18 شهرا، فإن ذلك لن يكون مريحا جدا في هذه الظروف، ولكنه مع ذلك سيمثل تسارعا كبيرا في الوتيرة.
وتابع: "من الواضح أن التجارب
الحالية جارية، وهنالك جهد استثنائي يبذل، ولكن حتى لو حصلنا على إجابات واضحة في
الأسابيع المقبلة، فهنالك مشكلة كبير في التصنيع والتوسع في العلاج".
وحول ما يحدث في أجسامنا، قال
البروفيسور إنه إذا أخذنا نزلات البرد كمثال؛ يدخل الفيروس إلى الجسم، فيتعرف
الجسم عليه على أنه غريب ويصدر استجابة، وجزء من هذه الاستجابة تكون في الخلايا البائية
والتائية، والتي تتعرف على جزء من البروتين في الفيروس، وتصدر استجابة مناعية ضده،
وبعد زوال المرض، تبقى هذه الخلايا على شكل خلايا ذاكرة لمعظم حياتك.
اقرأ أيضا: اختبار علاج جديد على مصابين بـ"كورونا" خلال أيام
وإذا ما واجهت هذه الخلايا الفيروس
نفسه مرة أخرى في المستقبل، فيسكون رد الفعل أسرع، وأكثر عدوانية، ولهذا السبب لا
نصاب بنفس النوع من نزلات البرد لأن الجهاز المناعي تعرف عليه وبنى دفاعاته.
تقليديا، كان يتم صنع اللقاح من فيروس
ضعيف أو ميت، لكن في الآونة الأخيرة هنالك تركيز على استخدام جزيء أو اثنين من سطح
الفيروس، بدلا من حقن المريض بالفيروس كاملا.
وميزة هذه الطريقة هو أنها يفترض أن لا تسبب أمراضا لمن يحقنوا باللقاح ولا أن يواجهوا أعراضا جانبية سيئة لأنهم يتعرضون فقط لجزء صغير من الفيروس، ولكنه يبقى كافيا لجعل جسمك قادرا على تمييز الفيروس مستقبلا.
أحد الأساليب المستخدمة حاليا مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) هي تحديد البروتينات على سطح الفيروس نفسه، ومعرفة إذا كانت هذه البروتينات يمكن إعادة تصنيعها. وستكون الفكرة هي حقن الناس بهذه البروتينات، وسيطلق هؤلاء الناس ردا مناعيا ضد هذه البروتينات، ومن ثم سيعمل هذا الرد المناعي كلقاح.
اللقاح الموجود حاليا في التجارب
البشرية بأمريكا، لا يتم تصنعيه من الفيروس الفعلي، بل من شيفرة جينية منسوخة
ومصنعة في المختبر، وهو أكثر أمانا من وضع الفيروس الفعلي في أجسامنا.
ويتابع البروفيسور ماي: "يشبه
الأمر أن تعلم شخصا كيف يصنع الكعك الخاص به، بدلا من أن تعطيه كعكة ربما تكون
تركت طويلا على الرف".
ويتابع الموقع بأن أكبر التحديات
الحالية هو التأكد من أن اللقاح سيكون سليما، وتنقل عن عالم الفيروسات في جامعة
لافال في كندا، جاري كوبينجر، قوله إنه "يمكننا الحصول على لقاح في ثلاثة
أسابيع، لكننا لا يمكن أن نضمن سلامته، لا أحد يريد التسرع بهذا الشأن".
وعودة إلى البروفيسور ماي، فإن هنالك
خطرا صغيرا أيضا يريد العلماء تجنبه عند تجربة البروتين، وهو أن الجسم قد يتفاعل
مع البروتين، ثم يتفاعل مع نفسه، عندها يبدأ جهاز مناعتنا بمهاجمة نفسه، وهنالك
بالطبع طريق لتقليل المخاطر، لكننا لن نعرف قبل أن نبدأ في اختباره.
في وقت سابق، أوضح مسؤول أمريكي رفض كشف هويته لوكالة أسوشيتد برس، أن التجارب ستجرى على 45 شخصا جميعهم متطوعون من فئة الشباب، والهدف من هذه التجربة هو التأكد من عدم وجود أي آثار جانبية للقاح.
ولفت المسؤول الأمريكي، إلى أن التجربة ستتم بالتعاون بين الحكومة الأمريكية، وشركتي NIH و Moderna Inc للتكنولوجيا الحيوية.
وأشار إلى أن المعاهد الوطنية للصحة، هي من ستمول التجربة التي ستجري في منشأة أبحاث في واشنطن.
ولكن توافر هذا اللقاح قد يستغرق عاما إلى 18 شهرا بعد أن يجتاز مراحل تجربة أخرى لإثبات فعاليته وسلامته على صحة البشر.
واللقاح يدعى "ام ار ان ايه-1273" وطورته المعاهد القومية الأمريكية للصحة وعلماء ومتعاونون في شركة موديرنا للتكنولوجيا الحيوية التي مقرها كامبردج في ولاية ماساشوستس.
وصرحت المعاهد القومية للصحة الأمريكية أن التجربة "ستجري على 45 متطوعا بالغا في صحة جيدة تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما خلال ستة أسابيع على الأقل" و"المشارك الأول في التجربة تلقى اللقاح التجريبي اليوم".
وساهم في تمويل الأبحاث "تحالف ابتكارات الاستعداد للأوبئة" الذي مقره أوسلو.
علماء صينيون: اكتشاف سلالتين من "كورونا" إحداهما أشد فتكا
ليست كلها ضارة.. تعرف على فيروسات ساعدت الإنسانية
مفاهيم مغلوطة حول فيروس كورونا.. تعرف إلى الصحيح