ملفات وتقارير

نظام السيسي يتجاهل ذكرى "25 يناير".. وإعلامه يهاجمها

تحل ذكرى ثورة "25 يناير" بعد 4 أيام وسط ترقب لحدوث احتجاجات- جيتي

انحصر اهتمام السلطات المصرية بذكرى ثورة "25 يناير" في مسارين متباينين، الأول تجاهلها رسميا، والثاني شن الهجوم عليها إعلاميا.

وقال مصدر إعلامي لـ"عربي21": "هناك تعليمات بعدم إعداد أي تقارير مصورة عن ذكرى الثورة، أو تناولها في الأخبار، بأي شكل من الأشكال".

 

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "إدارة بعض القنوات أفردت مساحات للبرامج لانتقاد ثورة 25 يناير، وانتقاد الدعوة للنزول فيها عبر بعض الإعلاميين الذين عرف عنهم مهاجمة الثورة باستمرار".

 

وأكد أن "التعليمات الصادرة حتى الآن تتعلق بتجاهل الحدث، واستمرار خطط البرامج كما هي، وتجنب أي حديث أو تغطية حتى في حال نزول أي أعداد في ذلك اليوم".

وأعلن وزير القوى العاملة في الحكومة المصرية، أن يوم 25 كانون ثاني/ يناير 2020 (عيد الشرطة) إجازة بأجر كامل للعاملين في القطاع الخاص المخاطبين بأحكام قانون العمل 12 لسنة 2003.

ولم تعلن الحكومة المصرية عن أي فعاليات تتعلق بذكرى الثورة التي حدثت في العام 2011، على خلاف ما ترصده من فعاليات في ذكرى مظاهرات في ذكرى الانقلاب العسكري بتاريخ 30 حزيران/ يونيو 2013.

غابت الثورة وحضرت الشرطة

 

وفي هذا الصدد انتقد نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، تجاهل السلطات المصرية، لذكرى الثورة، والاحتفاء بعيد الشرطة، ووضع شعارها الرسمي على شاشات جميع القنوات.

 

 

 

 


وتحل السبت المقبل، الذكرى التاسعة لثورة "25 يناير" المصرية، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد احتجاجات عارمة تركزت، استمرت 18 يوما، تخللها أعمال عنف واشتباكات انتهت بنجاح الثورة وإسقاط رأس النظام.

وقبل أيام، دعا الممثل والمقاول المصري، محمد علي، إلى مظاهرات في ذكرى الثورة، وطالب رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بفتح ميدان التحرير وكافة الميادين للمصريين للاحتفال بذكرى الثورة التاسعة.

ووصف الإعلامي المؤيد للنظام، والمناهض لثورة 25 يناير، أحمد موسى، الثورة بأنها مصيبة ولا يمكن اعتبارها ثورة.

 


بدورها قالت الإعلامية المصرية، أماني الخياط، التي تم حظرها عن الظهور لسنوات قبل أن تعود وتهاجم الثورة، إنها ستكشف مخططات "الإخوان" و "محمد علي".

 

 


وأرجع الإعلامي المصري الموالي للنظام، نشأت الديهي، ما تواجهه مصر من تحديات إلى فوضى ثورة 25 يناير.

وفي مفارقة، حمّل السيسي، ثورة يناير مسؤولية بناء سد “النهضة” الإثيوبي على نهر النيل، وقال في كلمة إلى مواطنيه خلال أحد المؤتمرات في أيلول/ سبتمبر 2019، "سأقول لكم عن غلطة واحدة أو ثمن واحد دفعناه وسندفعه، 2011 (في إشارة إلى الثورة) لم يكن أبدًا تبنى سدود على نهر النيل إلا بها".

 

اقرأ أيضاما سر اختيار جمال حمدان شخصية العام بمعرض الكتاب في القاهرة؟

كابوس اكتمال الثورة


قال أحمد عبدالعزيز، المستشار الإعلامي للرئيس الراحل، محمد مرسي، إن "ذكرى 25 يناير تشكل كابوسا لسلطة الانقلاب في مصر؛ لأنها تبعث برسالة في يناير من كل عام إلى السيسي مفادها أن هناك ثورة لم تكتمل، بل وتم الانقلاب على مخرجاتها في 3 يوليو 2013، وأن أيا من أهدافها لم يتحقق، فلا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية".

وأضاف لـ"عربي21": "ازدادات الأوضاع سوءًا عما كانت عليه في 2011. وبالتالي كان على سلطة الانقلاب العمل بكل وسيلة ممكنة على محو هذه الذكرى من وجدان المصريين، ولكنها لم تفلح في ذلك".

وتابع: "فحاولت إنتاج 25 يناير في صورة (غلطة) من الشباب في ذلك الوقت، وتولى وائل غنيم تسويق هذه الفكرة، باعتباره أحد الداعين إلى الخروج يوم 25 يناير 2011، بيد أن هذه الفكرة جوبهت باستنكار واسع، من قِبَل الشباب بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية".

تصحيح انتكاسة 25 يناير


اعتبر الكاتب الصحفي، سيد أمين، أن ثورة 25 يناير "انتكاسة لمخطط الجيش في 2011، الذي أراد أن يطيح بمبارك، فجاءت الثورة بالإخوان للسلطة، لذلك ينظرون لها على أنها نكسة وذكرى سوداء لخطة فاشلة".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "سارع الجيش إلى وضع خطة جديدة صارمة لتصحيح خطأ 25 يناير الذي نتج عنه ثورة شعبية، فدبروا احتجاجات 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم أول رئيس مدني منتخب، لذلك فهي تمثل لهم عودة الروح والثأر من الفشل والعار الذي ارتكبوه في يناير".

وأكد أن "النظام ومن خلال مؤسساته وإعلامه ينظرون لذكرى ثورة 25 يناير، كبقعة سوداء تكشف فشلهم في التخطيط وأن 30 يونيو هي فخر إنتاج مراكزهم البحثية والتخطيطية لذلك فهم يحاصرون يناير ويهاجمونها ويتجاهلونها".

الناشطة السياسية، غادة نجيب، قالت: "من أول الأمر والسيسي ضد ثورة يناير، وهذا كان واضحا في تنكيله بكل من شارك فى الثورة، وتشويه الثورة وشخصياتها ورموزها، ومحوها من على الأرض، وهو ليس بجديد".

وبشأن موقف الحكومة المتجاهل، أكدت في حديثها لـ"عربي21": "الحكومة جزء من النظام ولعبة "يويو" فى يد السيسي، مجرد واجهة سياسية مثل برلمانه، واجهة تشريعية؛ لذلك ليس من المنتظر منهم أي موقف مختلف، فهي لا تزال ترعبهم رغم كل تلك الأعداد في السجون".

 

اقرأ أيضا: مستشرقة إسرائيلية: لهذا يحسّن السيسي علاقاته مع يهود العالم