نشرت مجلة "فوشيا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الطرق السليمة التي تساعدنا على تفسير فكرة الموت للأطفال دون أن نؤثر سلبا على نفسيتهم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جويل تورينو، أشهر مختصة في العالم في مجال القراءة والطفولة، أكدت أن الكتب تعتبر أفضل طريقة لمعالجة أكثر القضايا تعقيدًا في الحياة. لذلك، ينبغي أن نعي الدور الفعّال الذي تلعبه القراءة في حل المشاكل.
وأضافت المجلة أن بعض الحوادث والأمور المستجدة يصعب علينا أن نخبر بها الأطفال على الأقل ليس بالطريقة القاسية التي يتعامل بها الكبار. ولكن الأطفال أنفسهم يستطيعون اكتشاف كل شيء بذكاء خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار مسألة السن.
وأوردت المجلة أن توصيات وكلام الخبيرة الفرنسية في قضايا الطفولة، جويل تورينو، تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للآباء الذين يجدون صعوبة في الحديث مع الأطفال عن مسألة الموت.
في هذا الإطار، تعتبر القصص الطفولية أفضل وسيلة لمعالجة القضايا الحيوية التي تعترضنا في الحياة.
وعموما، ترشد هذه القصص الطفل إلى الطريقة التي يتجاوز بها القضايا الخفية اجتماعيا التي لا يتحدث عنها أحد.
اقرا أيضا : بفضل فيديو شاهدته.. طفلة في السابعة تنقذ والدتها من الموت
وأشارت المجلة إلى أن الكاتبة الكولومبية، ليليانا آرياس، التي تحصلت على جائزة أفضل قصة في أمريكا الجنوبية من قبل دار النشر "أورانيتو"، تتفق مع جويل توريتو حول أهمية الكتاب في تجاوز بعض المشاكل الحياتية.
وفي هذا الإطار، كتبت آرياس العديد من القصص حول موضوع الموت والأطفال. ومن بينها القصة التي تروي حكاية جدة فارقت الحياة فضلا عن حفيدتها التي أتت إلى الحياة، من خلال تصويرها في شخصيات قوية على غرار اليسروع الذي تحول إلى فراشة والزهرة التي تذبل والأنهار التي تنتهي في البحر، حيث تعد هذه الصور بمثابة استعارات قوية يفهمها الأطفال ببساطة.
ونقلت المجلة عن تورينو قولها إن "القصص الخيالية" أو القصص التي تصور العالم بشكل مثالي ليست كافية لتدريب الأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن القصص التي تسهل على الأطفال التعبير عن مشاعرهم أو مواجهة مخاوفهم، تعد من بين السبل الأخرى لتعزيز نمو شخصيتهم.
وأوردت المجلة أن الخبيرة الفرنسية، تورينو، أكدت أن "القراءة بالنسبة للطفل يمكن أن تكون واحدة من أكثر التجارب المحببة إلى قلبه التي سيتذكرها في فترة شبابه وحياته بعد البلوغ، على الرغم من أن مطالعة الطفل أصبحت من الصور التي نراها في الأفلام المثالية".
وتابعت تورينو قائلة: "بعيدا عن النص في حد ذاته، تعدّ الروابط العاطفية وفهم العالم الذي يستفيد منه الطفل قادرة على جعل الناس حريصين على المعرفة ويكتسبون مهارة في التعامل مع الكلمة والخيال في القصص".
ختاما، أفادت المجلة بأن الدراسات العلمية من مختبر الإدراك الديناميكي في جامعة واشنطن، التي نشرتها مجلة "العلوم النفسية"، أكدت أن "القراء يحاكون عقليا كل موقف جديد في القصة، كما أن مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها غالبًا ما تكون مماثلة لتلك التي يتم تنشيطها عندما يقوم الناس بأداء أو تخيل أو مراقبة أنشطة مماثلة في العالم الحقيقي". باختصار، تربط القراءة الإنسان بالعالم الواقعي.
هل تعرف من أي أنواع الآباء أنت؟.. اكتشف بنفسك