تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عن الطرق الجديدة التي تلجأ إليها الحكومة الصينية لمعاملة المسلمين الإيغور، التي تضيف بعدا مثيرا للاشمئزاز للقمع.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن رئيس إقليم تشنجيانغ في شمال غرب الصين، شورهات زاكر، قال في المؤتمر الجديد الذي عقد في بكين، إن "المتدربين" في أرخبيل المعتقلات السيئة السمعة لإعادة تعليمهم قد "تخرجوا" و"بمساعدة من الحكومة فقد تم توفير وظيفة مستقرة لهم، وتحسن مستوى حياتهم".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الصين في الحقيقة قد حشدت أكثر من مليون من إثنية الإيغور وغيرهم من المسلمين الأتراك في معسكرات اعتقال داخل منطقة تشنجيانغ من أجل محو لغتهم ودينهم وثقافتهم، فما هو هذا التخرج؟".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "هناك الكثيرين الذين تم إرسالهم على ما يبدو إلى المصانع، وهم لا يتمتعون بحرية أكثر مما لو كانوا في المعتقلات، وفي بعض الأحيان فإن هذه المصانع موجودة داخل معسكرات الاعتقال، أو ملصقة فيها".
وتجد الصحيفة أنه "إذا ثبتت صحة هذا الأمر، فإن خلق سلسلة من العمالة الإيغورية يضيف بعدا مثيرا للاشمئزاز لأكبر كارثة انتهاكات حقوق الإنسان، ويجب أن تكون مصدرا للتحقيق الدولي وقراءة تداعيات ما يجري".
وتقول الافتتاحية إن الزميل في الدراسات الصينية في المؤسسة التذكارية لضحايا الشيوعية أدريان زينز، الذي نشر دراسة رائدة حول معسكرات الاعتقال في تشنجيانغ، جمع أدلة تشير إلى وجود عمالة قسرية، وكتب مقالا في مجلة "بوليتكال ريسك"، يقول فيه: "منذ النصف الثاني من عام 2018 أفرج عن عدد قليل ومحدود من المعتقلين، ونقلوا إلى نوع جديد من العمالة القسرية".
وتنقل الصحيفة عن زينز، قوله إن العمالة الإجبارية هي جزء من "خطة كبيرة لاختراق كل زاوية في المجتمع الإثني وبطريقة غير مسبوقة"، فيتم نقل السكان كلهم إلى مناخ يتم التحكم فيه، من التثقيف السياسي، والتحكم الاجتماعي، والاعتقال خارج القانون، والرقابة الهائلة من أجل تحطيم التقاليد والحياة الدينية والعائلية، وهو ما يصل إلى حد "الإبادة الثقافية المستهدفة".
وتفيد الافتتاحية بأن زينز أقام نتيجته في جزء منها على وثائق الحكومة الصينية، التي تؤشر إلى وجود المصانع والورش التي يعمل فيها المعتقلون من معسكرات الاعتقال، ففي منطقة جيني الصناعية أقيم مصنع للملابس لتوفير عمل لـ500 من المعتقلين من معسكر اعتقال جيني، و"تقدم الحكومة قوات الشرطة والمدربين الخاصين، حيث تتم إدارته بطريقة شبه عسكرية".
وتتساءل الصحيفة عن حاجة المصنع للشرطة، إلا لمنع العاملين فيه من الهرب، مشيرة إلى أن زينز وجد في مقاطعة ياركند بيانات أعدتها الحكومة المحلية، وتكشف عن الوضع العملي للآلاف من السكان الإيغور، حيث لاحظ أن 148 شخصا منهم صنفوا حالات خاصة، وأنهم كانوا في معسكرات الاعتقال، فيما لم يتجاوز معدل الرواتب 175 دولارا في الشهر، وهو الحد الأدنى من الرواتب في المنطقة.
وتذكر الافتتاحية أن زينز أشار، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، إلى مفارقة وضع المعتقلين في ورشات السخرة، خاصة أن الكثيرين منهم كانوا من المتعلمين والباحثين العلميين، مشيرة إلى أن أبحاث زينز تعد مهمة لكنها جزئية، فهناك حاجة للبحث عن أدلة جديدة تكشف عن أشكال العمالة الإجبارية.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن "الصين ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/ فبراير 2022، فهل يجب عقد مناسبة دولية بهذا المستوى في بلد يدير معسكرات اعتقال وعمالة قسرية؟ وطرح هذا السؤال ليس مبكرا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
صندي تايمز: هكذا ضحت زعيمة بورما بالروهينغا للدفاع عن الجيش
واشنطن بوست: في عام 2019 تغيير مدروس وليست ثورات
مهدي حسن لزكربيرغ: لماذا جعلت من فيسبوك آلة قتل للمسلمين؟