شهد لبنان فعاليات متنوعة إحياء لذكرى يوم الأرض الثالثة والأربعين، وسط إضراب شامل شهدته المخيمات الفلسطينية.
وعشية الذكرى، نظم المؤتمر الشعبي الفلسطيني، فعالية حاشدة بمشاركة ثلاثة آلاف لاجىء حيث شددت الكلمات على "التمسك بالوحدة ودعم مسيرات العودة، والمطالبة بالتحرك العاجل للمجتمع الدولي لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته"، كما نظم منتدى الفكر والأدب واتحاد الشباب الفلسطيني احتفالا في مدنية صور تحت عنوان "يوم الأرض، فلسطين لنا".
وفي بيروت نُظمت وقفات عدة رمزية في مخيمات اللجوء الفلسطيني، بينما شهد الشمال اللبناني وقفة وفعالية حاشدة ومسير في الميناء البحري.
أما في مخيمي نهر البارد والبداوي، نظمت سلسلة فعاليات ونشاطات، وفي جنوب لبنان خرجت مسيرة رمزية إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، بدعوة من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، كما تمّ زرع مئات الأشجار تخليدا لشهداء مسيرات العودة التي يشهدها قطاع غزة المحاصر.
ونظمت المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة، وجمعية كشافة، ومرشدات الإسراء، والرابطة الإسلامية وقفات عدة في الموانىء البحرية تحت عنوان "لأرضنا عائدون"، وشهدت منطقة الأوزاعي في ضاحية بيروت الجنوبية ومرفأ صيدا وقفات رمزية شارك فيها المئات.
اقرأ أيضا: مدن فرنسية تشهد مظاهرات دعما للفلسطينيين بيوم الأرض
وفي ميناء صور البحري، رفعت المراكب الأعلام الفلسطينية، في رسالة تذكيرية بضرورة عدم التفريط بالحق الفلسطيني باستعادة وطنه، وشدّدت المواقف في وقفة، على عدم سقوط قضية العودة بالتقادم.
وأعرب القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فؤاد عثمان، عن دعم الشعب الفلسطيني في لبنان لأبناء غزة الذين "يسطرون ملاحم البطولة في مسيرات العودة إلى جانب التضامن مع انتفاضة شعبنا في المناطق المحتلة عام 48"، لافتا في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنّ إحياء "المناسبة جاء على مستوى التوقعات، حيث رفعت الشعارات الوطنية المؤكدة على أحقيّة قضية الأسرى في سجون الاحتلال".
ورأى عثمان أن الفعاليات جاءت تجديدا لإرادة "الفلسطينيين اللاجئين وتمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم مهما طال الزمن، مع رفض أيّ حلول قائمة على مقترح الوطن البديل"، وتمنى لو كانت الفعاليات في الشتات على مستوى "هبة شعبية حاشدة رفضا لأي مخططات تحاك سرّا أو علانية لضرب قضيتنا"، مشيرا إلى أنّ "الضغط السياسي، والظروف الأمنية حالت دون تحقيق المأمول".
وانتقد، الموقف الرسمي اللبناني حيال حقوق اللاجئين، قائلا: "يستخدمون فزاعة التوطين لحجب أبسط الحقوق المدنية عن الفلسطيني، سواء على صعيد العمل أو الحقوق المختلفة، ومنها حق التملك"، واصفا بعض المواقف السياسية "بالعنصرية، بينما تدعم الحكومة اللبنانية بالخفاء صفقة القرن من خلال التهجير أولا والتخفيف من أعداد اللاجئين، ومن ثم توطين من تبقى منهم على الأراضي اللبنانية".
ودعا عثمان إلى "إعطاء الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الذين يعيشون أسوأ الظروف الحياتية منذ زمن النكبة"، مردفا: "رغم ذلك يرفض الفلسطينيون أي محاولات تصفية لوجودهم".
اقرأ أيضا: مظاهرة أمام سفارة "إسرائيل" بلندن تضامنا مع مليونية الأرض
ورأى عضو اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، أبو حسام زعيتر، أنّ "إحياء يوم الأرض يحمل دلالة عميقة في نفوس اللاجئين، رغم الألم والمعاناة المستمرة والمخاطرة الكبيرة المحدقة بهم"، مبينا في تصريحات لـ"عربي21" أنّ اللاجىء في الشتات قال كلمته في هذه المناسبة من خلال مشاركته في عشرات الفعاليات الممتدة على الأراضي اللبنانية، وتعبيرا عن موقفه الرافض لأي حلول تأتي على حساب الثوابت الوطنية".
وحذّر زعيتر من محاولات فرض صفقة القرن بالقوة على الشعب الفلسطيني، مبينا "أن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، يتصدى بشجاعة إلى محاولات طمس قضيته، حيث تبذل الدماء في الأرض المحتلة، في الوقت الذي يصمد فيه الفلسطينيون في لبنان تحديدا إزاء التضييقات وسياسة القهر والحرمان التي يكابدونها".
وأشار إلى أنّ المسيرات والفعاليات تدلّل على "المنطق الوطني الجامع الرافض للحصول على الالتفات على الحقوق، تحت أي ظرف مهما بلغت قسوة المشهد على شعبنا المترامي الأطراف".
وكشف زعيتر عن نجاح الإضراب العام في المخيمات الفلسطينية في التعبير عن رسالة الصمود، كما نوّه إلى "أهمية الفعاليات التي نظمت في المخيمات كافة، ومنها التي دعت إليها مؤسسات وهيئات"، معتبرا أن "مسيرات العودة مثال يقتدي به أهالي المخيمات في لبنان لتعزيز صمودهم".
تفاعل بالتواصل بيوم الأرض: سنعود ونجدد العهد للقدس والأقصى
موسكو و واشنطن تتزاحمان في لبنان لهذه الأسباب
سابقة في لبنان.. توقيف فلسطينيين بسبب بنائهم منزلا