قبيل ساعات من بدء توجه المواطنين الأتراك إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي البلديات، لاقت الحملات الانتخابية جدلا واسعا في الشارع التركي، بسبب طبيعتها، والنقاش حولها.
ورصدت "عربي21" في هذا التقرير الحملات الانتخابية وما شهدته من مشاهد شد وجذب لاقت جدلا واسعا، تمحور أغلبها حول قضايا الهوية الساخنة في تركيا منذ وصول العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي المحافظ لحكم البلاد.
وطغى الحديث عن الهوية التركية على حساب الجدل والنقاش حول الخطط والبرامج التنموية والاقتصادية التي ينتظرها المواطن التركي بعد الانتخابات المحلية.
مصير آيا صوفيا
ومن أبرز تلك القضايا، إثارة المطالبات بتحويل "آيا صوفيا"، إلى مسجد، وذلك عقب الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة له بمدينة إسطنبول، الثلاثاء الماضي: "نخطط بعد الانتخابات (المحلية) لإعادة "آيا صوفيا" إلى أصله وتسميته مسجدا".
وتعليقا على حديثه سابقًا على إحدى القنوات التلفزيونية بخصوص جعل الدخول إلى آيا صوفيا مجانيا، أضاف الرئيس التركي: "قالوا هل سيكون الدخول إلى آيا صوفيا مأجورًا مستقبلا؟ وأجبتهم لا، ولكن يمكن أن نجعل دخوله مجانًا".
اقرأ أيضا: أردوغان: هكذا سنتعامل مع ملف سوريا بعد الانتخابات
وأردف: "نخطط بعد الانتخابات لإعادته إلى أصله، وليس جعله مجانيا فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفًا، وسيسمى مسجدًا".
وأشار أردوغان في تصريحات هل على قناة "تي آر تي"، إلى أن مسألة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد هو "مطلب يتطلع إليه شعبنا، والعالم الإسلامي، أي مطلب للجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجدًا".
وكان الرئيس أردوغان، علق في تصريحات سابقة ردا على تلك الدعوات التي طالبت بإعادة فتج آيا صوفيا كمسجد، أنها لا تدرك أبعاد اللعبة السياسية، مضيفا: "بإمكاننا أن نفعل ذلك، لكن إن فعلنا هذا.. فعلينا تحمل الثمن الباهظ، يوجد لدينا آلاف المساجد، من يطالبونني بفتح آيا صوفيا.. لا يعرفون هذا العالم".
ويرى مراقبون، أن تصريحات أردوغان الأخيرة بشأن مصير آيا صوفيا، تأتي في إطار الحملات الانتخابية.
دعم الارهاب
واتهم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عددا من المرشحين في قائمة المعارضة، بارتباطهم بمنظمة العمال الكردستاني، وتنظيم "غولن".
وقال في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، أن هناك داخل القائمة الانتخابية لتحالف المعارضة، 378 شخصا منهم 145 متهمين بالعمل مع تنظيم "بي كا كا" و45 منهم متهم بالعمل مع تنظيم غولن و4 منهم على علاقة بتنظيم الدولة.
فيما رد عليه أحد المعارضين "ألبير تاش"، من حزب الشعب الجمهوري، والمرشح عن بلدية باي أوغلو، قائلا: "سيد سليمان، اتهمتني بالتحدث في أكاديمية قنديل، إما أن تثبت أقوالك وأستقيل من ترشحي، أو تقوم بالاعتذار، وتستقيل من منصبك كوزير للداخلية".
اقرأ أيضا: أردوغان يجدد الحديث عن متحف "آيا صوفيا".. ماذا يخطط؟
ليرد عليه الوزير سليمان، بنشر صورة قديمة له، متسائلا: "ماذا نسمي من تحدث في أكاديمية قنديل، وخلفه صورة 50 إرهابيا، وصورة كبيرة لعبد الله أوجلان ومحسوم كوركماز، هل نسميه وغدا؟".
جيد أنك موجود يا يوسف
وتصدر هاشتاغ "iyikivars?nYusuf" الترند الأعلى في تركيا، بعد ظهور مقطع فيديو نشرته إحدى المنتسبات لحزب الجيد التركي، تضمن فيه محادثة دارت بينها وبين أحد شباب حزب العدالة والتنمية والطالب في الثانوية، أثناء مشاركته في الحملة الانتخابية لحزبه، وصورته دون معرفته، وحاولت استفزازه، إلا أنه فوت الفرصة عليها، ليجلب تعاطف ملايين آلاف الأتراك.
وفي الحوار بينها وبين يوسف الذي أراد أن يعطيها هدية من نرشح حزب العدالة والتنمية في تلك المنطقة، سألته، "هل تعرف نشيد" تنضمز (عبارة عن شعارات عنصرية تعلي من العرق التركي دون الأعراق الأخرى كان يرددها تلاميذ المدارس، وألغيت قبل 8 سنوات)، طالبة منه ترديدها، إلا أن الطالب أجابها: "أعتقد أني دخلت تحقيقا".
وثم سألته، إن كان معه معكرونة، ليجيبها: لا نوزعها.
وتعود قصة المعكرونة، إلى ما قبل 3 سنوات، عندما فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات، حيث قامت بتوزيع أكياس المعكرونة على المواطنين، لتستغلها المعارضة في حملة مضادة.
وعلق الرئيس التركي، على مقطع الفيديو الذي انتشر، قائلا: "هذه هي أخلاق شباب العدالة والتنمية، وهذه هي أخلاق حزب ميرال أكشنار (الجيد)"، فيما استقبل الشاب، وقال له جيد أنك موجود.
الحجاب مجددا للواجهة
وألقت الشرطة في مدينة أضنة، على إمراة تعرضت لسيدتين محجبتين، وحاولت نزع حجابهما، فيما اعتقلت الشرطة مواطنا تركيا آخر، نشر فيه على حسابه في تويتر، يهاجم الحجاب والمحجبات، متسائلا: "هل نحن في طهران أم إسطنبول؟"، ووجه كاميرته باتجاه إحدى العاملات المحجبات في مطار أتاتورك.
ومن المقرر أن يتوجّه نحو 57 مليون ناخب صباح الأحد، من أجل التصويت في 194 ألف و390 صندوق انتخابي، موزعين على جميع أنحاء الولايات التركية الـ 81.
ويتنافس في الانتخابات 12 حزبا، هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
وتنتهي الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية المذكورة قبل يوم من الانتخابات، أي في 30 مارس/ آذار 2019.
حملة مبكرة للانتخابات الرئاسية الموريتانية والمعارضة تحذر
هكذا تضامن النيوزيلنديون مع الجالية المسلمة في بلادهم
أتراك يطالبون بفتح "آيا صوفيا" للصلاة بعد مذبحة نيوزيلندا