تعرضت
العديد من المحلات التجارية للنهب والحرق في جادة الشانزيليزيه بباريس في السبت الثامن
عشر لتظاهرات "السترات الصفراء" احتجاجا على سياسة الرئيس ايمانويل ماكرون
الاجتماعية.
واثر
اندلاع حريق في بنك اضطرت فرق الإطفاء لإخلاء بناية تقع قرب الجادة الباريسية الشهيرة.
وقال الإطفائيون "تم إنقاذ شخصين من ألسنة اللهب هما سيدة ورضيعها اللذين كانا
عالقين في الطابق الثاني من البناية". وخلف الحريق 11 جريحا إصاباتهم طفيفة بينهم
شرطيان، بحسب المصدر ذاته.
وأعلن
فيليب إدوار رئيس الوزراء الفرنسي خلال زيارة قام بها إلى الشانزليزيه، "دعمه
التام" لقوات الأمن، معتبرا أعمال العنف التي تخللت يوم الاحتجاج "غير مقبولة".
وأضاف "أن الذين يبررون أو يشجعون" أعمال العنف هذه يعتبرون "متواطئين"
فيها.
وتعرضت
للحرق الخيمة المقامة أمام مطعم "لوفوكيتس" الشهير في جادة الشانزليزيه بعد
أن كان تعرض للنهب قبل الظهر، كما تم إشعال حرائق أمام محلات أخرى (لونغشون وفووت لوكر)
ومطعم ليون دو بروكسل وسط هتافات تدعو إلى "الثورة".
وقال
متظاهر مقنع لفرانس برس: "هم يعتقدون أن بإمكانهم ترويضنا، لكننا عصيون على الترويض.
الستر الصفراء لن تتخلى عن شيء، عليهم أن يفهموا ذلك".
وبعد
اكتفائها بالمراقبة من بعيد تدخلت قوات الأمن مستخدمة الغاز المسيل للدموع ما أحدث
ضبابا كثيفا في أسفل الجادة، وذلك في محاولة لتفريق المحتجين.
وتعرضت
محلات عدة ماركات شهيرة في الجادة (زارا ، لاكوست ، سيليو..) للنهب.
وقال
وزير الداخلية كريستوف كاستنير "بعضهم جاء فقط بهدف التكسير"، مشيرا إلى
تسلل نحو 1500 ناشط من "العنيفين جدا" بين نحو عشرة آلاف متظاهر في باريس.
وبحسب
السلطات بلغ عدد المحتجين عند الساعة 13,00 ت غ في كامل فرنسا 14500 محتج.
وتم
توقيف نحو مئة شخص، بحسب بيان صادر في الساعة 15,00 ت غ عن مديرية الشرطة بباريس واحتفظ
بـ 45 رهن الاحتجاز، بحسب نيابة باريس.
النقاش
الكبير "مهزلة"
وتعبيرا
عن الرغبة في إظهار أن تصميمهم لم يتزحزح بعد أربعة أشهر من انطلاق حركة الاحتجاج في
17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 كان العديد من وجوه هذه الحركة التي تقول إنها ليست سياسية
وتنظم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعدوا بـ"زيادة التعبئة" في وقت تراجعت
فيه أعداد المحتجين في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب
أرقام رسمية يشكك في صحتها المحتجون، كان عدد المتظاهرين في فرنسا السبت الماضي
28600، أي عشر مرات أقل من عددهم عند انطلاق حركة الاحتجاج.
وبعد
توجيه "مهلة" للحكومة دعا القائمون على الاحتجاج أنصارهم إلى التجمع في باريس.
ويأتي
هذا اليوم الجديد من التظاهرات بعد نقاشات نظمت في كل أنحاء فرنسا بمبادرة من السلطات
شارك فيها نحو نصف مليون فرنسي. وبدا وكأن الحكومة تمكنت بذلك من استيعاب مشاعر الغضب
وتقديم مقترحات، لكن دون أن تتمكن من إقناع قسم لا بأس به من ناشطي الستر الصفراء.
وقال
فرنسوا برنار أحد المحتجين بباريس: "النقاش الكبير مهزلة".
وتم
نشر خمسة آلاف عنصر وست آليات مدرعة للدرك في العاصمة حيث نظمت تظاهرات أخرى خصوصا
"مسيرة القرن" من أجل المناخ التي ضمت 45 ألف متظاهر، بحسب إحصاء لائتلاف
وسائل إعلام.
ونظمت
تظاهرات أخرى للستر الصفراء في ليون (وسط شرق) ومونبولييه (جنوب). وفي بوردو (جنوب
غرب) تم تخريب فرع لمصرف وسجلت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن عصر السبت.
وعلى
شبكات التواصل الاجتماعي تم تحديد هدف موحد "محاصرة الاليزيه" مقر إقامة
الرئيس ايمانويل ماكرون الذي توجه لتمضية إجازة نهاية الأسبوع في جبال البيرينيه لممارسة
رياضة التزلج.
اقرأ أيضا: "السترات الصفراء" بفرنسا تواصل الاحتجاجات للأسبوع الـ17
مؤتمر أمريكي يناقش انتهاكات الرياض وأبوظبي في اليمن
أول تعليق أمريكي رسمي على احتجاجات الجزائر.. ماذا جاء فيه؟
بماذا علقت الخارجية الفرنسية على ترشح بوتفليقة ؟