هاجم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تحديد مواعيد نهائية للانتخابات في ليبيا، واصفا إياه بأنها "ليست تحركا بناءً"، ما أثار تساؤلات حول أهداف موسكو من هذا الهجوم، وما إذا كانت تحاول عرقلة خطة الأمم المتحدة لإجراء انتخابات في ليبيا هذا العام بمباركة الدول الكبرى.
وقال لافروف خلال لقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط: "سلطنا الضوء مرارا على السمة غير البناءة في تحديد مواعيد نهائية في ليبيا بخصوص العملية الانتخابية، كون الأطراف السياسية يجب أن تتفق أولا على حل سياسي لإنهاء الصراع، وكذلك الاتفاق على قواعد إجراء هذه الانتخابات"، وفق تصوره.
اقرأ أيضا: لافروف يكشف موقف روسيا من الانتخابات الليبية
وجاءت تصريحات المسؤول الروسي في وقت يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة حشد الجهود من أجل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال العام الجاري يسبقها استفتاء على الدستور وعقد مؤتمر وطني جامع.
أطماع روسية؟
لكن رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، الذي زار موسكو مؤخرا، قال إن "روسيا ليس لها أي أطماع في ليبيا، وأنها تؤيد ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا طبقا للدستور وللقانون، وهو ما يتناقض مع تصريحات الوزير الروسي.
وطرح هجوم لافروف من جهة ودفاع صالح عن موسكو من جهة، تساؤلات حول "موقف روسيا غير الواضح من الأزمة الليبية؟ ولماذا اعترضت على إجراء الانتخابات؟ وهل تحاول تحريض موالون لها في الداخل على رفض العملية الانتخابية برمتها؟".
تدخلات ومصالح وتشويش
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد، أن "التدخل في الشأن الليبي أصبح أمرا مألوفا وأصبحت كل الدول المنغمسة هناك تجيز لنفسها السعي لتوجية الدفة لمصلحتها، وقد تمكنت هذه الدول من زرع بيادق لها تخوض المعارك نيابة عنها، سواء: فرنسا، إيطاليا، روسيا، مصر، الإمارات، السعودية"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: سلامة لمجلس الأمن: الجمود السياسي في ليبيا مرتبط بالمصالح
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الانتخابات شأن ليبي، وما يقوم به غسان سلامة في هذا الشأن وغيره هو أقرب للتشويش من التوضيح وتتناقض رؤيته يوما بعد يوم وهو ما يتيح لمثل هذه التدخلات السافرة من مختلف الدول"، بحسب كلامه.
وتابع: "بدلا من أن يعمد الفرقاء على توفير شروط نجاح الانتخابات، فإنهم يضيفون إلى الاختلافات القائمة سواء بصورة مباشرة أو عن طريق بيادقهم، وما تحتاجه الانتخابات من أمن للناخب والمرشح والصندوق والنتيجة غير متوفر، وثمة أطراف تسعى لعرقلة التطور الدستوري وبالتالي عرقلة الانتخابات"، وفق قوله.
"لا تناقضات"
لكن الناشط والمدون الليبي، فرج فركاش، رأى أنه "لا يوجد تناقض بين ما قاله لافروف وما يقوله ويردده سلامة، فتصريحات الأول واضحة وهي الاتفاق أولا على قواعد اللعبة، أي تتفق الأطراف على التشريعات اللازمة لإجراء أي استفتاء أو إطار دستوري أو انتخابات سواء كانت برلمانية ورئاسية وقبول النتائج مسبقا".
وأضاف لـ"عربي21": "الموقف هذا لا يتعارض مع ما يصرح به المبعوث الأممي، كون التواريخ المصطنعة دون هذه القواعد لن يكون لها تأثير، أما بخصوص روسيا فهي حاليا تقف فيما يبدو على مسافة واحدة من كل الأطراف كونها تتواصل مع الجميع وبإمكانها أن تكون أكثر فعالية خاصة مع قرب انتهاء الأزمة السورية"، بحسب رأيه.
"البحث عن حليف قوي"
وقال عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، إن "محاولة عرقلة جهود الأمم المتحدة في ليبيا من موسكو هي في الأساس محاولة لقطع الطريق على الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تلعب دورا بارزا عن طريق نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني ويلياميز".
وأوضح لـ"عربي21" أن "الأمر الذي يزعج موسكو حاليا هو عدم وجود حليف سياسي ليبي قوي لها يمكن أن تعتمد عليه في حالة الذهاب للانتخابات، لذا تحاول القيادة السياسية الروسية إطالة أمد الانتخابات حتى تجد هذا الحليف التي يمكنها الاعتماد عليه في تحقيق مصالحها".
وزير جزائري: تدخلات أجنبية تعطل مسار تسوية الأزمة الليبية
الصومال: المبعوث الأممي "شخص غير مرغوب فيه"