صحافة إسرائيلية

هآرتس: قرارات ابن سلمان ستؤدي لحكم استبدادي جديد بالمنطقة

ابن سلمان يتولى حاليا مناصب ولي العهد ونائب رئيس الحكومة ورئيس المجلس الاقتصادي ووزير الدفاع- جيتي

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الخميس، إن خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من شأنها أن تؤدي في حال نجاحها إلى ظهور حكم استبدادي جديد في المنطقة.


وأضافت الصحيفة في مقال لكاتبها شلومو أفينري، أن "هذا الحكم الاستبدادي الجديد قد يتطور إلى مواجهة عسكرية مع إيران، تُهز فيها السعودية، ونحن نأمل أن لا يتطور إلى حرب شاملة في المنطقة تصل إلى إسرائيل".


وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن ابن سلمان حظي بتأييد إيجابي بعيد المدى في العالم، بعد إعلانه عن نيته تمكين النساء من قيادة السيارات وتقليص صلاحيات الشرطة الدينية السعودية، والتي إحدى مهماتها متابعة تطبيق ارتداء الملابس الشرعية في المجال العام وبالتحديد الخاصة بالنساء.


وأكد أنها كانت خطوة إيجابيةـ إلى جانب نيته قيادة السعودية لتطبيق تفسير أقل تعصبا وأكثر تسامحا للإسلام، لافتا إلى عزم ابن سلمان على تغيير العلاقة تجاه المسيحيين واليهود، إضافة للتعاون مع إسرائيل مهما كان محدودا وسريا.

 

اقرأ أيضا: هل دفعت السعودية ثمن البقاء الأمريكي في سوريا؟


واستدرك أفينري قائلا: "لكن خطوة اعتقال ولي العهد السعودي لمئات من النخبة السعودية، بمن فيهم عشرات الأمراء ورجال الأعمال البارزين، تمت دون أي صلة بالقانون وحقوق المواطن"، مرجعا ذلك إلى أن "السعودية لا تمتلك جهاز قوانين منظما، والاعتقالات لا تخضع لأي جهاز قضائي".


وأوضح أن "التفسير العملي لهذه الخطوات هو التركيز على القوة الاقتصادية الكبيرة في أيدي ولي العهد نفسه، وتحويله فعليا إلى الحاكم الوحيد والاستبدادي، الأمر الذي لم يكن موجودا في أي وقت سابق في المملكة السعودية"، منوها إلى أن "ابن سلمان يشغل حاليا مناصب ولي العهد ونائب رئيس الحكومة ورئيس المجلس الاقتصادي ووزير الدفاع".


وشدد على أن "الصرامة التي يعمل بها ولي العهد بالشؤون الداخلية، تميز أيضا خطواته في الشؤون الخارجية"، مشيرا إلى أن خطابه وسياسته تجاه إيران، حظيت بتأييد دول سنية مثل مصر والأردن، إلى جانب تعاطف إدارة ترامب وحكومة نتنياهو.


وتساءل الكاتب الإسرائيلي: "لكن هل هذه الأمور تساعد في استقرار المنطقة؟"، مبينا أن التدخل الكثيف للسعودية في اليمن هو برهان على الفشل الذريع، معللا ذلك بأنه "أدى لقتل الآلاف وإحداث كارثة إنسانية تسببت في تجويع ملايين الناس".

 

اقرأ أيضا: هذا أبرز ما ورد في مقابلة "ذا أتلانتك" مع محمد بن سلمان


وذكر أن الحصار الذي فرضته السعودية على قطر لم ينجح، بل ارتد كالسهم المرتد، إلى جانب "المحاولة الوحشية لتنحية رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، وانتهت بمهزلة مدوية".


وتابع أفينري قائلا: "يصعب معرفة أين تتجه أنظار السعودية تحت حكم محمد بن سلمان، ومن المحظور الاكتفاء بالتصفيق على خطوات مثل منح رخصة القيادة للنساء أو موقف مريح أكثر تجاه إسرائيل"، مؤكدا أنه "في حال نجاحه في خطواته، فهي ستؤدي إلى صعود ديكتاتورية استبدادية جديدة في العالم العربي، التي ربما تكون أقل تطرفا من الناحية الدينية، لكنها تشبه أكثر الأنظمة في مصر وسوريا".