نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن المشاعر التي تكنها
الحيوانات الأليفة لأفراد الأسرة التي تعتني بها. وفي هذا الصدد، لم يتخل بعض الأزواج عن رعاية حيواناتهم الأليفة بشكل مشترك، على الرغم من طلاقهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن جيرالدين عادة ما تحمل في حقائبها علب الأنشوجة وقطع جبن وما يقارب عن 20 كلغ من الكروكيت، وذلك لتقدمها لقطها بعد عودتها إلى بانكوك. وقد تركت هذه السيدة في بانكوك حياتها القديمة وهرها الأبيض "ماكس".
ونقلت الصحيفة على لسان جيرالدين، التي تقيم حاليا في فرنسا، "لقد وجدت هذا القط في حالة يرثى لها في أحد مجاري مدينة بانكوك في سنة 2012، قبل أن أصحبه إلى المنزل وأقرر أنا وزوجي رعايته والاحتفاظ به".
وأضافت جيرالدين، أن "ماكس يتمتع بمكانه الخاص وألعابه، كما أن له عادات فريدة. لقد كان شديد الارتباط بزوجي، حيث كان ينام على قدميه، وينتظر عودته كل ليلة. لقد تسبب له انفصالنا في ألم كبير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في سنة 2014، انفصل الزوجان عن بعضهما البعض، ولكنهما اتفقا على اتباع استراتيجية خاصة لرعاية القط. وفي هذا الإطار، يبقى القط ماكس في تايلاند، مقابل تمتع جيرالدين بحق زيارته. وفي كل سنة، تقطع هذه المطلقة مسافة عشرة آلاف كلم حتى ترى قطها الأليف، في حين لا تزال تمتلك نسخة من مفاتيح شقتها السابقة.
من جهتها، أفادت جيرالدين، قائلة: "لقد تعمدت اختيار تاريخ عطلتي تزامنا مع موعد تلقيح القطط. لقد كنت أتكفل بهذه المهمة قبل
الطلاق، حيث كنت آخذه إلى الطبيب البيطري. ولم يتغير هذا الأمر بعد انفصالي عن زوجي. عندما يتعرض ماكس إلى وعكة صحية، يرسل لي طليقي مباشرة صورة له تكشف حالته، لأقدم له جملة من النصائح فيما يتعلق بكيفية رعايته".
وأشارت الصحيفة إلى أنه، حسب المادة 515-14 من القانون المدني الفرنسي، تعتبر الحيوانات "كائنات حية حساسة". فضلا عن ذلك، يحمي القانون المدني الفرنسي هذه المخلوقات، حيث تندرج ضمن الممتلكات الخاصة لمربيها. وفي حال طلاق الزوجين، تتوفر عدة سبل يمكن الالتزام بها لرعاية الحيوان الأليف، وذلك بما يتلاءم مع الحالة المدنية للزوجين في فرنسا.
وأوردت الصحيفة وجهة نظر المحامية الفرنسية المختصة في قانون الأسرة، ميشال بور، التي صرحت: "لقد تعرضت لحالة مماثلة في عملي. فقد استعانت بي سيدة تريد أن تتكفل برعاية قطها، ولكنها تتمنى في الوقت ذاته أن يساعدها طليقها على تسديد النفقات. وقد أخبرتها أن حظوظها ضئيلة، ومن غير المرجح أن يستجيب القاضي لطلبها".
وذكرت الصحيفة أنه بعد انفصال ستيف وزوجته بالتراضي، توصل كلاهما إلى حل بشأن تقاسم أثاث الشقة. وتجنبا لفقدان كليهما لمتعة الاهتمام بكلبتهما الأليفة "غوتشي"، قرر ستيف وزوجته السابقة رعايتها بالتناوب. وحين تتعرض غوتشي لوعكة صحية، يصحبها كلاهما إلى الطبيب البيطري.
وأشار ستيف إلى أنه "في البداية، لم أكن أجد صعوبة في رعاية غوتشي بمشاركة زوجتي السابقة، نظرا لأن شقتي لا تبعد كثيرا عن محل سكنى طليقتي. ولكن الأمر تغير وبت ألاقي مشقة منذ انتقالها للعيش مع شريكها الجديد".
وتطرقت الصحيفة إلى وضعية كريستوف الذي يمر بالتجربة ذاتها. وقد ذكر كريستوف أنه "غالبا، أتكفل برعاية حيواني الأليف مرة كل شهرين. كما أتنقل شخصيا، في معظم الأوقات، لزيارته في شقة طليقتي". وأضاف كريستوف قائلا: "لم يتقبل بعض الأشخاص بعد فكرة رعاية حيوان أليف بالتناوب بين طليقين، ولكنهم لا يدركون أن قطنا يعد بمثابة طفل بالنسبة لنا… أردد دائما العبارة ذاتها: إنه من الصعب أن نكره مخلوقا أحببناه حتى وإن كان حيوانا".
وذكرت الصحيفة أن الطبيب البيطري الفرنسي، إيمانويل تيتوكس، اعتبر امتلاك حيوان وأخذه إلى المنزل بمثابة التزام وقعه شخص ما مع نفسه لرعاية هذا الكائن لسنوات عديدة. ودعا تيتوكس المتزوجين الذي يرغبون في تبني حيوان أليف أن يفكروا مليا بشأن ضرورة تحملهم للمسؤولية تجاه هذا الحيوان في حال انفصلوا يوما ما.
وأوردت الصحيفة على لسان الطبيب البيطري الفرنسي أن بيئة وطباع الحيوانات الأليفة تختلف من حيوان إلى آخر. وللتوضيح أكثر، تختلف بيئة القط عن الوسط الذي يتأقلم الكلب على العيش فيه.