سياسة عربية

هل تتخوف إسرائيل من رد المقاومة الفلسطينية في غزة؟

أثار بيان للجيش الإسرائيلي بشأن التصعيد ضد غزة جدلا في إسرائيل- أ ف ب

بعد مرور يوم على جريمة تفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي لنفق عسكري يتبع لسرايا القدس على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تركت هذه العملية ردود فعل واسعة بين المستوى الأمني من جهة والمستوى السياسي في إسرائيل من جهة أخرى.

بيان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي بثته إذاعة الجيش في ساعة متأخرة من مساء أمس بأنه "لم يكن في خطة الجيش اغتيال قيادات من الجهاد الإسلامي في تفجير النفق على حدود قطاع غزة"، أثار غضب المستوى السياسي الإسرائيلي.

ردود فعل غاضبة


بدوره هاجم زعيم حزب البيت اليهودي وزير المعارف الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بيان الجيش قائلا: "ممنوع الاعتذار عن النجاح في اغتيال مخربين، الحديث يدور عن مخربين كانوا يحفرون نفقا داخل حدود دولة إسرائيل، والهدف منه قتل نساء وأطفال إسرائيليين، وجهتنا ليست للتصعيد".

أما عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، أورن حزان، فكتب ساخرا على صفحته في "تويتر": "لم تقصدوا تصفية المخربين الكبار، إذن ابنوا لهم نفقا للقتل على حسابنا كتعويض، إن كان هذا غير محزن، فهو مضحك".

في حين هاجم مستشار الأمن القومي الأسبق عاموس يدلين هو الآخر بيان الجيش ووصفه ببيان (الاعتذار)، قائلا إن "تصفية قادة المخربين عملية لا يجب الاعتذار عليها".

الخوف

 
ويتضح من خلال تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه "يسعى للتخفيف من حجم الجريمة كون الاستهداف أسفر عن استشهاد 9 مجاهدين من كتائب القسام وسرايا القدس من بينهم قائد لواء الوسطى في الجهاد الإسلامي، وهو ما يتطلب ردا من الفصائل الفلسطينية للحفاظ على قواعد الاشتباك في الحدود الجنوبية لإسرائيل، وهو ما يتحفظ عليه الجيش نظرا للظروف السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة". وفق ما أشار إليه مدير شبكة الهدهد للشؤون الإسرائيلية، محمود مرداوي.

وأوضح مرداوي في حديث لـ"عربي21" أن "هذا الجدل بين المستوى السياسي والأمني في إسرائيل لم يكن الأول من نوعه، ولكن الحسابات السياسية والأمنية في هذا الهجوم الوحشي فرض تحديا أمام قادة الجيش بضرورة امتصاص غضب الفصائل الفلسطينية وإظهار أن ما جرى جاء في سياق الدفاع عن النفس، كون الفصائل الفلسطينية لن تسمح بمرور هذه الجريمة دون أن تقوم برد موازٍ لحجم الشخصيات المستهدفة".

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن الجيش يحاول تهدئة التوتر في الجبهة الجنوبية، حيث نقلت الصحيفة عن الناطق بلسان الجيش نفيه وجود نية مبيتة لتصفية قيادات عسكرية داخل النفق وأن الجيش لم يستخدم مواد كيميائية في تفجير النفق.

وقال الناطق العسكري: "إسرائيل لم تستخدم مواد كيميائية أو وسائل غير مشروعة في تفجير النفق، غالبية القتلى قضوا خلال محاولة إنقاذ حفار النفق الذين علقوا داخله، وتوفوا جراء استنشاقهم لدخان وغبار المتفجرات داخل النفق، كما لم يضخ الجيش مواد إلى النفق، ولم يكن هنالك نية مبيتة للمس بقادة من حماس والجهاد".

أهداف سياسية وأمنية


أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، وليد المدلل، فقال إن "الجيش الإسرائيلي كان يعلم بوجود النفق العسكري المستهدف منذ بضعة أيام، ويعلم جيدا أن من يتحصن به قيادات عسكرية من الصف الأول، لكنه رفض تحمل المسؤولية الكاملة بتدمير النفق نظرا لتعقيد الحسابات الأمنية لهذه الخطوة فقرر أن يضع الكرة في ملعب المستوى السياسي الذي لن يفوت هذه الفرصة للخروج من الضغوط التي يعيشها".

وأضاف أستاذ العلوم السياسية في حديث لـ"عربي21" أن "هدف المستوى السياسي في إسرائيل من إصراره على تنفيذ هذا الهجوم هو فرض قواعد جديدة للاشتباك مع الفصائل الفلسطينية بعد تطورات ملف المصالحة، وإظهار إسرائيل كلاعب مؤثر في المشهد السياسي الفلسطيني لا يمكن تجاهله".

أما على المستوى الأمني فيرى المدلل أن تفجير النفق يعد إنجازا يحسب لقيادة الجيش على عدة أصعدة، "فمن الناحية الاستخباراتية، استطاع الجيش الكشف عن النفق وتابع مساره إلى أن دخل الحدود، ومن ثم نفذ التدمير، ومن الناحية التكنولوجية فإنه لأول مرة استطاعت التكنولوجيا الكشف عن نفق وبشكل دقيق جدا، ومن الناحية الميدانية العملية على الأرض استطاع الجيش تدمير النفق في عمق الأرض".