نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على
انتهاكات حقوق الإنسان في
البحرين، حيث تلاحق السلطات البحرينية العديد من الناشطين الحقوقيين، على غرار نبيل رجب وسيد أحمد الوداعي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن منظمة العفو الدولية أفادت في تقريرها الأخير بأن المناخ الديمقراطي والحقوقي في البحرين سيئ للغاية. وتحدث هذا التقرير عن مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، الذي تعرض للاعتقال في شهر حزيران/ يونيو سنة 2016؛ على خلفية دفاعه عن الإنسانية. وخلال شهر تموز/ يوليو الفارط، عوقب هذا الناشط الحقوقي بسنتين سجنا؛ بتهمة نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة.
وأكدت الصحيفة أن 169 معارضا بحرينيا تعرضوا للاعتقال خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2016 و2017، وذلك وفق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية. بالإضافة إلى ذلك، عرضت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرا، تطرقت فيه إلى اعتقال ثلاثة أفراد من عائلة مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، سيد أحمد الوداعي، وذلك على خلفية تعاونه مع منظمات حقوقية أممية، وعلاوة على مشاركته في جلسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في شهر آذار/ مارس الماضي.
وأضافت الصحيفة أن المملكة البحرينية، المعروفة بانتهاك حقوق الإنسان، شنت رفقة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر حصارا على
قطر، التي تصنف ضمن محور الشر؛ بسبب تحالفها مع "الشيطان الكبير" إيران. ووفق هذه الدول المذكورة آنفا، تمول الإمارة القطرية الإرهاب وتدعم حركة الإخوان المسلمين، فضلا عن أنها تحاول تسميم عقول العرب عبر قناة الجزيرة الفضائية.
وأكدت الصحيفة أن دول
الحصار عمدت خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي إلى عزل قطر مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السعودية. وعلى الرغم من ذلك، صمدت قطر بفضل صادراتها من الغاز المسال، كما تمكنت من الحفاظ على علاقاتها الممتازة مع تركيا وإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم دول العالم لم تصدق الرواية السعودية، التي بالغت في اتهاماتها تجاه الإمارة القطرية من جهة، وتغطية عيوبها من جهة أخرى، فلا شك أن هناك تشابها كبيرا بين المنهج السعودي الوهابي مع أفكار تنظيم الدولة، كما أن الحكومة السعودية تدعم الإرهاب. علاوة على ذلك، بنى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ديكتاتوريته بأموال سعودية، فضلا عن أن الإمارات العربية المتحدة تمارس السياسات القمعية ذاتها.
وبينت الصحيفة أن العداء البحريني القطري له جذور تاريخية، حيث احتل آل خليفة الجزيرة البحرينية انطلاقا من مدينة الزبارة القطرية، قبل أن يتم طردهم من قبل البريطانيين خلال القرن التاسع عشر. وسنة 1957، تمكن آل ثاني من إعادة احتلال مدينة الزبارة بمساعدة البريطانيين. ومنذ ذلك الوقت، يتصارع آل خليفة وآل ثاني على جزر حوار.
وذكرت الصحيفة أن الخلاف البحريني القطري بلغ ذروته سنة 1996، حين اتهمت الدوحة المنامة بالتآمر على الأمير حمد بن خليفة آل ثاني. وفي 2001، عادت المياه إلى مجاريها بين البحرين وقطر، وتمت تسوية النزاع الإقليمي. أما في سنة 2006، فاتفقت الإمارتان على تنفيذ مشروع "جسر المحبة" الذي يربط بينهما، ويمتد على مسافة حوالي 40 كلم. وبذلك، عاد الخلاف حول جزر حوار إلى الواجهة.
وبينت الصحيفة أن المنامة تتهم الدوحة بالتورط في الاحتجاجات الدامية التي شهدتها البحرين سنة 2011 في إطار الربيع العربي. والجدير بالذكر أن الحركات الاحتجاجية في المنامة صدمت الحكام القطريين في العمق. وفي هذا الصدد، أورد الداعية القطري، يوسف القرضاوي، أن ثورة الشعب البحريني تحمل خلفيات دينية.
كما أوضحت الصحيفة أن البحرين أطلقت سيلا من الاتهامات تجاه قطر بشكل يفوق بقية دولة الحصار، حيث اتهمتها بالتصعيد العسكري، وتأجيج نيران الخلاف الديني، إلى جانب تمويل الإرهاب، وانتهاك المعايير الدولية، ما جعل إمكانية تسوية هذه الأزمة أمرا صعبا، لا سيما أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى التصعيد.
وارتأت الصحيفة أن الأزمة في طريقها للانفراج؛ إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عن استعداد بلاده لربط علاقات صداقة مع مختلف دول الجوار. كما أطلقت السعودية سراح سبعة صيادين إيرانيين اعتقلهم حرس السواحل خلال السنة الماضية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن ظريف ونظيره السعودي، عادل الجبير، تصافحا خلال جلسة منظمة التعاون الإسلامي الأخيرة، ناهيك عن أن إيران عدلت من موقفهما حيال الحرب السورية.
الصحيفة: نويه تسوريشر تسايتونغ
الكاتب: أولريش شميد
الرابط:
https://www.nzz.ch/international/hochspannung-am-golf-bahrain-saudiarabiens-bissiger-pudel-ld.1314819