قالت صحيفة التايمز البريطانية إن ولي العهد السعودي الجديد،
محمد بن سلمان، يواجه اختبارا صعبا لكسب رضا القادة الغربيين الذين أظهروا إعجابهم بطموحه وعزمه على إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية.
وأكدت الصحيفة، في تقرير لها ترجمته
"عربي21"، أن مطالبات المنظمات الحقوقية بإلغاء
أحكام الإعدام بحق 14 مواطنا شيعيا نظموا مظاهرات في المملكة، بعد انطلاق ثورات الربيع العربي، تضع ولي العهد السعودي في مواجهة حقيقية أمام القادة الغربيين بشأن موقفه من إحداث إصلاحات في ملف
حقوق الإنسان.
ولفتت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي الجديد، الذي أطاح منذ شهر بابن عمه محمد بن نايف من منصب ولي العهد ليكون الوريث الرسمي للعرش السعودي، هو الآن المسؤول الأول بالمملكة بعد أن سافر الملك سلمان يوم الاثنين إلى المغرب في عطلة تستمر أربعة أسابيع.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن عائلات المتظاهرين الصادرة ضدهم أحكام بالإعدام، أن المحكمة العليا أيدت إدانة المحكومين والأحكام الصادرة ضدهم، مؤكدة أن مصير حياة هؤلاء المحكومين مرتبط بتصديق ملك
السعودية أو من ينوب عنه على تنفيذ تلك الأحكام.
وأشارت "التايمز" إلى إعجاب قادة غربيين بما يظهره ولي العهد السعودي الطموح من عزم على إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية، لكن في الوقت نفسه يظل موقفه من اتخاذ خطوات إصلاحية في ملف حقوق الإنسان وعلى رأسها إلغاء عقوبة الإعدام محل شك.
ودعت مديرة منظمة ريبريف لحقوق الإنسان، مايا فوا، وفقا للصحيفة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، إلى التدخل وإخبار ولي العهد السعودي الجديد بصوت عال وواضح أن هذا خط أحمر وغير مقبول.
وتقول المملكة العربية السعودية إن المتظاهرين كانوا مدعومين بإيران وشملت مظاهراتهم عناصر مسلحين. وشملت التهم الموجهة ضد 14 رجلا أعمال الشغب والسرقة والسطو المسلح والخروج المسلح ضد الحاكم.
وقال حقوقيون، بحسب "التايمز"، إن عمر أحد المتهمين وقت القبض عليها كان 17 عاما، وكان في طريقه إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته في جامعة ويسترن ميتشيغان عندما ألقي القبض عليه في المطار، بينما يعاني متهم آخر من العمى والصمم الجزئيين نتيجة تعرضه لحادث وهو في عمر الشباب.
وذكرت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية، في الآونة الأخيرة، نفذت أكبر عملية إعدام جماعي، مشيرة إلى أنه بعد وصول الملك سلمان للحكم، وعندما كان محمد بن سلمان، نائبا لولي العهد، تم إعدام 47 رجلا في يوم واحد من العام الماضي، رميا بالرصاص أو قطعا للرأس، مشيرة إلى أن هذه الإعدامات الجماعية تتنافى مع الحديث عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود بلاده لدفة التجديد.