خرج مئات الأشخاص في
مسيرة بمدينة هامبورغ شمالي ألمانيا دعما لمدينة
القدس المحتلة، واحتجاجا على الحصار المفروض على قطاع
غزة بدعوة من التجمع
الفلسطيني والجالية.
وابتدأت الفعالية بمشاركة المؤسسات الفلسطينية والعربية والألمانية، وبحضور برلماني سابق شارك في أسطول الحرية، باعتصام الساعة الواحدة أمام المحطة الرئيسة في هامبورغ، قبل أن ينطلق المشاركون في مسيرة جابت شوارع المدينة لعدة ساعات مرورا بأهم الأسواق فيها.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وشعارات بالألمانية تدعو لإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى، وتؤكد بأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وبأن حق العودة حق مقدس.
وقال رئيس التجمع الفلسطيني في ألمانيا فادي الطايف: "إن هذه الفعالية تأتي في الذكرى الخمسين للنكسة واحتلال مدينة القدس، ومع دخول الحصار على غزة عامه الثاني عشر".
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21": "رسالتنا لشعبنا في الداخل بأننا شعب واحد، شركاء في الوطن، وفي المصير والألم، فلا يمكن أن ننسى معاناة شعبنا هناك حتى لو كنا هنا بألمانيا، لذلك نشاركهم بما نستطيع بوسائل الاحتجاج السلمي لإيصال صوتهم، وتوصيل رسالتهم".
رسالة
كما لفت الطايف إلى أن هذه الفعالية عبارة عن رسالة موجهة للشعب الألماني الذي يعد جزءا منه، لتعزيز الوعي لديه حول القضية الفلسطينية، كونه يجهل أساس الصراع، ولكون المواطن هنا له دور هام في التأثير على حكومته.
وطالب بإنهاء الاحتلال عن كل الأراضي الفلسطينية، لاسيما مدينة القدس، لأنه "يخالف كل الشرائع السماوية والأرضية"، داعيا المجتمع الدولي والحكومة الألمانية إلى العمل على إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وكشف نائب رئيس التجمع الفلسطيني في ألمانيا أن هناك من البرلمانيين الألمان من عترفون لهم بالحق الفلسطيني، وبالظلم الإسرائيلي، ولكنهم لا يستطيعون أن يجاهروا به، لأن ذلك يعني إنهاء مستقبلهم السياسي.
وأكد الطايف بأن الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة "حصار ظالم وغير قانوني، وغير إنساني، ومخالف لكل الأعراف"، مناشدا العالم بأن يقف وقفة حق مع الشعب الفلسطيني في غزة لكسر الحصار.
رسالة سياسية
من جانبه قال الناشط الفلسطيني والباحث في مجال الإعلام بجامعة هامبورغ، وسام عامر: "إن رسالتنا ليست إنسانية فقط، بل سياسية تهدف لتوعية الألمان بالقضية الفلسطينية، وللفت انتباههم بأن فلسطين وعاصمتها القدس محتلة منذ خمسين عاما، وبأن غزة لا تزال ترزح تحت الحصار".
وأكد عامر في حديث لـ"
عربي21" أن القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وأنه سيأتي اليوم الذي ستتحرر فيه المدينة من الاحتلال الإسرائيلي.
وحول مصير المدينة قال عامر: "إن متطلبات الواقع تفرض علينا الرضوخ لحلول واقعية ترضي الطرفين بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن يكون المسجد الأقصى تحت سيطرتنا كفلسطينيين، مع عدم التنازل عن فلسطين التاريخية".
ودعا الناشط الفلسطيني أهالي مدينة القدس لمواصلة صمودهم ضد الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحقهم، والتي تهدف لتهويد المدينة المقدسة، موضحا بأنهم خط الدفاع الأول عن الفلسطينيين في الداخل والخارج، كونهم يدافعون عن العاصمة الفلسطينية الأبدية.
مشاركة ألمانية
وحول الحصار على قطاع غزة يقول عامر: "إن المعاناة لا تزال مستمرة، والحصار لا يزال متواصلا، مما يتطلب جهدا غير عاديا لكسره، لاسيما مع الواقع الدولي، والإقليمي الذي هو في غير صالحنا".
وقد حظيت الفعالية بمشاركة ألمانية لافتة، إذ حضرت مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب المؤسسات العربية والفلسطينية كما يلفت عامر، موضحا أن المشاركة لاسيما الألمانية للتظاهرة كانت مميزة كونها فعالية عادية، وليست لحدث كبير كما كان حال التضامن أثناء الحرب على قطاع غزة، إذ تجد الناس يخرجون لوحدهم، وتكون التظاهرات حاشدة.