مقالات مختارة

المرشح "الطربوش"!!

1300x600
الشيخ أحمد الصباحي -المتوفى عام 2009 عن 99 عاما- ورئيس حزب" الأمة"، خاض انتخابات الرئاسية عام 2005، ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

الصباحي أثناء حملته الانتخابية، قال: سأعطي صوتي لمبارك!!.

ولاستكمال هذا المشهد الكاريكاتوري، قال إن من بين بنود مشروعه الانتخابي حمل المصريين على ارتداء الطربوش الأحمر!!

عبثية هذا المشهد، اختزلت عبثية انتخابات عام 2005 برمتها، ومع استخدم مبارك العنف مع المرشح الجاد -آنذاك- أيمن نور.. ليس خوفا على المنصب، من نور الطموح والمتحمس.. وإنما لدلالة فحواها ورمزيتها.

فالنظام لن يقبل إلا بالمرشح "الطربوش" -كما جسده آنذاك- قارئ الكف الراحل الشيخ أحمد الصباحى.. لا يقبل بالندية، ويشتهي الإجماع (99,999%).. متفوقا على النبوة والألوهية، التي يختلف عليها الناس.

في حواره مع "القدس العربي"، يوم 5/5/2017، قال رئيس حزب "مصر القوية": "إذا ترشحت ضد السيسي، سيطلقون علي الرصاص!!"

ربما تكون مبالغة من "أبو الفتوح"، لكنها تعكس ما استقر في الخيال العام من حكمة أمريكية تقول: من يحمل المسدس هو الأكثر حجة.. وفوهات البنادق مصوبة على الرؤوس.. فمن يستطيع أن يرفع رأسه؟.

الوفد.. أكبر الرؤوس الحزبية، ونظيره الليبرالي "المصريون الأحرار"، أعلنا رسميا، تأييدهما للسيسي رئيسا للجمهورية، لفترة ثانية!!.. وذلك قبل عام من إجراء الانتخابات!.

مصر منذ عام 1952، وهي خالية من الأحزاب، والموجود منها حاليا، هو جزء من أدوات دولة "المرشح الواحد".. والرهان عليها خرافة، فهي حاضنة لمرشح الدولة، أو مصدر للمرشح "الطربوش"، وفي الحالتين، لا تتجاوز دور "الميكب" لستر قبح الدولة القمعية.

أعرف أن الوقت قد يكون مبكرا نسبيا للتوقعات، ولكن في ظل الظروف الحالية، من الصعب أن نتوقع ظهور مرشح مدني يلفت انتباه الرأي العام، وينتزع صدارة الإعجاب والرهان عليه في كسر شوكة ديماجوجية الخطاب السلطوي والتعبوي الحالي.

أمامنا عام على الانتخابات، ويبدو المجتمع السياسي المصري، القلق على مستقبل الدولة من المسارات الارتجالية للسلطة.. سيبقى مثل فريق كرة القدم، الذي يراهن -لقلة حيلته- على أخطاء الفريق المنافس، ليسجل منها أهدافا في مرماه.

ما يقرب من 12 شهرا، باقية على الانتخابات.. وكما نرى الأخطاء لا تكاد تتوقف، وسيظل الرهان على خطأ كبير.. في وزن "الكبيرة السياسية" التي لا توبة لها.. وتجربة الأعوام الثلاثة الماضية، كمقدمة، تشير إلى أن هذه الكبيرة باتت أقرب إلى النظام من شراك نعله.

المصريون المصرية