أعلنت "
حركة غلابة"، وهي إحدى الحركات التي دعت لمظاهرات 11/11، المعروفة إعلاميا بـ"ثورة غلابة"، عن مبادرة جديدة لمحاولة إنهاء الأزمة
المصرية.
وقالت في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، إنها تطلق مبادرة يمكن أن تكون "حلا يجمع كل المصريين مرة أخرى على قلب رجل واحد، وتُفشل محاولات العسكر لبث الفرقة ونشر الانقسام والكراهية بين طوائف الشعب".
وجاءت تلك المبادرة في بيان رسمي على صفحة "حركة غلابة" في "فيسبوك"، نشرته مساء الخميس، في إطار طرح رؤيتها لما سيكون عليه الحال في مصر إن سقط نظام السيسي، الذي وصفته بـ"الفاسد".
وتضمنت المبادرة "تكوين
مجلس انتقالي من سبع شخصيات ممثلة لكل طوائف الشعب، منهم جماعة الإخوان المسلمين، وعنهم الدكتور محمد مرسي رئيسا شرفيا للمجلس الانتقالي أو من يفوضه هو، على أن يعلن بصفته إلغاء جميع الاتفاقيات والقوانين السابقة التي أصدرها وأبرمها السيسي وانتقال سلطة رئيس الجمهورية إلى المجلس الانتقالي الذي سيكون هو عضوا فيه".
واقترحت المبادرة وجود "ممثل لليبراليين وآخر لليساريين، على أن يتم اختيار شخصية توافقية من بينهم، وممثل آخر للسلفيين وعنهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل (وهو معتقل حاليا) أو من يفوضه هو".
وأضافت أن يكون هناك "ممثل للمسيحيين من خلال اختيار شخصية مسيحية معروف عنها الوطنية وعدم رضوخها لنظام السيسي أو لسياسة الكنيسة التواضرسية".
واقترحت المبادرة أيضا أن يكون هناك ممثل لمن وصفتهم بـ"شرفاء الجيش"، وهو "شخصية عسكرية ليست من ضمن مجلس السيسي العسكري المكون من مجموعة من المجرمين، وممثل للغلابة، سيتم اختياره وترشيحه من حركة غلابة".
وأشارت المبادرة إلى أنه لا يحق لأعضاء المجلس الانتقالي الترشح للرئاسة بأول دورة انتخابات رئاسية بعد نهاية مدة إدارتهم لشؤون البلاد، مؤكدة أن مهمة المجلس الانتقالي هي إدارة شؤون البلاد لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، ويكون لها سلطة رئيس الجمهورية.
وشدّدت "حركة غلابة" على أن المجلس الانتقالي سيقوم بتشكيل حكومة تسيير الأعمال التوافقية، وأن تكون قرارات المجلس بالأغلبية البسيطة.
من جهته، قال المنسق العام والمتحدث الرسمي لـ"حركة غلابة"، ياسر العمدة، إن المبادرة تمثل مخرجا للأزمة المصرية؛ إذ إن هناك جبهة تتمسك بعودة الشرعية بشكل كامل، وأخرى لا تريد عودة الشرعية بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فهذه الرؤية هي الحل الوسط بين الفريقين.
وقال في تصريح لـ"
عربي21" إن هذه المبادرة كانت موجودة وجاهزة مع "حركة غلابة" قبل
مظاهرات 11/11، إلا أنهم لم يعلنوا عنها في حينه، حتى لا تؤثر سلبا على الحراك الثوري بشكل ما أو بآخر.
وأضاف "العمدة": "هذا طرح خاص بالحركة، وهو مقدم للجميع، وسنتواصل مع الفصائل المختلفة كافة بشأنه، ونأمل أن يتوافق الجميع عليه، وننتظر منهم التفاعل مع هذا الطرح، سواء بالإيجاب أو السلب"، مشددا على أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا ثوريا "حاشدا"، وبشكل أكبر مما كان عليه في السابق.
ويقوم المجلس الانتقالي -وفقا للمبادرة- بتكوين جمعية تأسيسية تتكون من 100 شخصية من الرموز وقادة الفكر والشخصيات السياسية المتوافق عليها وغير الداعمة لنظام السيسي، أو التي تبرأت منه قبل إسقاطه، على أن تكون مهمة الجمعية التأسيسية إصدار الإعلانات الدستورية المؤقتة حتى صياغة دستور توافقي جديد والاستفتاء عليه.
ودعت الحركة إلى تشكيل "هيئة حماية الثورة، وهي هيئة مكونة من ممثلين لكل الفصائل الثورية، التي شاركت في الثورة بالفعل، ومهمتها هي حماية مكتسبات الثورة ومتابعة تحقيق أهدافها"، لافتة إلى أنها هيئة مستمرة لها صلاحيات تمكنها من القيام بدورها.
وأكدت على استمرار "
ثورة الغلابة"، كما أعلنت منذ انطلاق دعوتها وحتى إسقاط "النظام الفاسد"، ومحاسبة "رموز إجرامه"، مجددة الدعوة لكل فصائل الشعب المصري للتضامن معها لتحقيق ذلك.
واستطردت قائلة: "كنا قد تواصلنا مع كل الفصائل، وطلبنا منهم النزول في 11/11، وطلبنا منهم الاتفاق على رؤية وبديل لما بعد إسقاط هذا النظام، وللأسف لم ينزل من تلك الفصائل إلا الإخوان، ولم تتفق تلك الفصائل حتى الآن على رؤية واحدة لما يمكن أن يكون بديلا في حالة إسقاط نظام السيسي العسكري".
وتابعت: "لتعلم الفصائل السياسية أن الشعب المصري على فوهة بركان لا يحتاج منكم إلا لإشعال فتيل الثورة، والتي بعدها سيرى العالم كله عشرات الملايين من المصريين الرافضين لطغيان عصابة العسكر".
ووجهت رسالة إلى كل الفصائل السياسية والثورية، قائلة: "يجب أن تكونوا في مقدمة الصفوف، وألا توقفكم تهديدات العصابة الحاكمة، ولنعلم جميعا أن مصر الآن تحتاج إلى رجال لا يهابون في الحق قمعا ولا تهديدا".
وأعلنت "حركة غلابة" منذ أيام أن المرحلة الثالثة من "ثورة الغلابة" ستبدأ يوم 1 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ولن تنتهي إلا بإسقاط "عصابة النظام الفاسد"، مشيرة إلى أنها ستتركز على تجميع كل القوى الثورية من محافظات مصر في القاهرة والإسكندرية، على أن يكون دور كل الفصائل هو إشعال فتيل الثورة بين جموع المصريين في كل المناطق الحيوية في كلتا المدينتين.
وتابعت: "حركة غلابة قامت وتقوم بتكوين عدد كبير من مجموعاتها التي ستعتمد عليها مباشرة في إشعال فتيل الثورة، وستجد عصابة الانقلاب طوفانا من الناس يتدفقون عليهم من كل حدب وصوب، ولن يتم الإعلان عن الأماكن والأوقات الحقيقية إلا في حينها، ونعمل الآن على التنسيق الدائم والسري والمستمر في هذا الإطار".
واختتمت بالقول: "ليعلم الجميع أننا سنكمل الطريق حتى آخر رجل فينا، ومهما كانت الصعوبات. وأننا قد قبلنا التحدي منذ البداية مع هذه العصابة، ولن نتراجع حتى لو كان الثمن أرواحنا".