قال مصدر أمني عراقي، إن أحد الجسور الاستراتيجية داخل مدينة
الموصل تعرض لقصف من قبل مقاتلات
التحالف الدولي، ما أسفر عن أضرار جسيمة، وبذلك يكون الجسر الثالث خرج عن الخدمة في المدينة.
ويأتي هذا القصف بعد تعطل "الجسر الخامس" بشكل جزئي عند قصفه مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وتعطل "جسر الحرية" بشكل كلي عقب استهداف طيران التحالف الدولي له، منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال الرائد في القوات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع، إسماعيل زاهد، نقلا عن مصادره داخل المدينة، إن "طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي وجهت ضربتين، في ساعات الصباح الأولى من نهار اليوم الاثنين، بهدف قطع إمدادات التنظيم عن الجانب الأيسر (الشرقي)، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه وخروجه عن الخدمة".
وأضاف أن "القصف استهدف الجسر عند بدايته من الجانب الأيمن (الغربي)، وأسفر عن تدمير الجانب الأول بنحو كامل، وخروجه عن الخدمة نهائيا، والطرف الثاني فقط يتسع لمرور دراجة نارية، فضلا عن إلحاق أضرار بدعائم الجسر على نهر دجلة".
ويربط جانب الموصل الأيمن بالأيسر (غرب نهر دجلة بشرقه) خمسة جسور، وفي حال إخراجها عن الخدمة سيتوقف التنقل بين الجانبين بشكل نهائي، ولا تستطيع القوات الأمنية العبور من الجانب الأيسر نحو مركز المدينة أو العكس سوى بطريقة إقامة الجسور العائمة، وهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت ويتسبب بتأخر عمليات استعادة المدينة.
إلى ذلك قالت مصادر في مليشيات
الحشد الشعبي إنها أوشكت على قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى مدينة الموصل حيث يقتربون من الطريق السريع الذي يربط بين أراض في العراق وسوريا هي المعقل الرئيسي للتنظيم التي أعلنها على تلك الأراضي قبل عامين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي استولى المقاتلون الشيعة على قاعدة تلعفر الجوية غربي الموصل في إطار حملتهم لقطع طريق الإمداد عن التنظيم.
وتوجد القاعدة الجوية جنوب تلعفر وهي بلدة يقطنها غالبية تركمانية ولا تريد تركيا أن تسقط في قبضة قوات الحشد الشيعي الموالية لإيران.
وقال المتحدث باسم كتائب حزب الله وهي واحدة من الفصائل الرئيسية في التحالف المشارك في هجوم الموصل يوم الجمعة إن مقاتلي الحشد الشعبي يخططون لمحاصرة البلدة الآن.
وقطع الطريق الغربي إلى تلعفر سيؤدي لحصار الموصل بالكامل نظرا لأن المدينة محاصرة من الشمال والجنوب والشرق من جانب القوات العراقية والبشمركة الكردية.
وقال سائق شاحنة اعتاد جلب الخضروات والفاكهة من الرقة السورية إلى الموصل إن الطريق إلى تلعفر لم يعد آمنا. واشترط عدم ذكر اسمه نظرا لأن عناصر
تنظيم الدولة يعدمون من يتواصل مع العالم الخارجي.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الاثنين، مقتل مصور يعمل لصالح وكالة "أعماق" للأنباء التابعة لتنظيم الدولة، وذلك خلال العمليات العسكرية في المحور الجنوب الشرقي لمدينة الموصل (شمالا).
وقالت الوزارة في بيان بثه التلفزيون العراقي، إن "قوات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي تمكنت من قتل إرهابي، يعمل مسؤولا للتوثيق الصوري في وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي".
وأوضح البيان أن القوات الأمنية عثرت على ثلاثة كاميرات بحوزة القتيل، كان يوثق بها العمليات العسكرية التي تحصل في قاطع (محور) العمليات العسكرية.
ولم يحدد البيان المنطقة التي قتل فيها مصور "أعماق"، في حين لم يصدر عن "داعش" أي تعليق بهذا الخصوص حتى صباح اليوم الاثنين.
وفي السياق، قال ضابط في الجيش العراقي، اليوم، إن "الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة) أكمل مساء أمس المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية في المحور الغربي لمدينة الموصل".
وقال النقيب جبار حسن، الضابط في الجيش العراقي إن "فصائل الحشد الشعبي انتهت مساء أمس من المرحلة الثالثة للعمليات العسكرية في المحور الغربي للموصل، والتي كانت قد انطلقت في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وذلك بتحرير 17 قرية ومنطقة، إلى جانب مطار تلعفر العسكري".
وأوضح أن "أهم ما تم تحقيقه في هذه المرحلة، هو تحرير مطار تلعفر العسكري، وعزل قضاء تلعفر بصورة تامة عن الحدود العراقية السورية".
وأكد حسن أن "الحشد الشعبي ينتظر قرارا من القيادة العسكرية بشأن التقدم إلى قضاء تلعفر".
وكانت وكالة أعماق، بثت أمس لقطات مصورة لاشتباكات بين مقاتلي التنظيم والقوات العراقية في إحدى المناطق بمحيط الموصل.
وتظهر اللقطات عناصر من التنظيم يحملون بنادق آلية على أهداف غير محددة بضواحي عدن إلى الشرق من الموصل.
وتظهر اللقطات طائرة تطير في الجو مع دوي إطلاق نار في الخلفية.