توقفت الدبلوماسية الإسرائيلية، روت فيرسمان لانداو، عند ما يجري في
مصر هذه الأيام، معبرة عن قلقها الشديد على مصير نظام عبد الفتاح
السيسي، بسبب تبعات الأزمة الاقتصادية.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، وترجمته "
عربي21"؛ قالت لانداو، التي اشتهرت قبل أشهر عدة بنشرها رسالة شكر للسيسي بسبب خدماته لصالح إسرائيل، إن نظام السيسي ومؤسسة الجيش يخسران شرعيتهما بشكل كبير، بفعل خيبة أمل الجمهور المصري من تعاظم مظاهر الأزمة الاقتصادية، وغياب المواد الأساسية من السوق، إلى جانب ارتفاع الأسعار الجنوني.
ونوّهت لانداو التي عملت في سفارة الاحتلال الإسرائيلي في القاهرة، إلى أن الشعب المصري يحمّل الجيش والسيسي المسؤولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، لأنه لا يوجد "فصل بين السلطات في البلاد، إذ إن الجيش يحتكر عمليا كل السلطات".
وأشارت لانداو التي عملت أيضا مستشارة سياسية للرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس، إلى أن الجيش يحاول احتواء غضب الجمهور المصري من خلال "تسليط الأضواء على الإخوان وتنظيم ولاية سيناء، وتحميلهما أسباب المشاكل التي تعلق فيها مصر حاليا".
وأوضحت لانداو أن استقرار نظام السيسي مهم جدا لإسرائيل، على اعتبار أنه يرى في إسرائيل فقط مصدر "دعم استراتيجي وسياسي وأمني"، منوهة إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية شهدت تطورا غير مسبوق.
وأضافت أنه "يمكن القول إنه منذ التوقيع على اتفاقية السلام في 1979، لم يكن التعاون الأمني بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي في يوم من الأيام أفضل مما هو عليه حاليا".
وأوضحت لانداو أن "مصر السيسي لا تلقي بالا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا تعتبر إنهاءه أمرا مستعجلا، فهي تركز على مواجهة الإرهاب الإسلامي، الذي ترى أن القضاء عليه يجيز لها استخدام كل الوسائل".
وأوضحت لانداو أن تدخل قادة الجيش المصري هو الذي حال دون حدوث تحولات سلبية على العلاقة بين مصر وإسرائيل، خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي.
وكانت لانداو قد نشرت رسالة شكر في صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، بعنوان "يا سيسي سر وشعب إسرائيل معك".
وامتدحت لانداو في الرسالة السيسي "بسببب تعامله الحازم" مع حركة حماس، خلال الحرب على القطاع، وإصراره على التعامل فقط مع قيادة السلطة الفلسطينية بوصفها القيادة "الشرعية" للفلسطينيين.
وأكدت لانداو أن أكثر ما أثار إعجابها خلال الخطاب الذي ألقاه السيسي أمام مؤتمر "إعادة إعمار غزة" هو حرصه على تجريد "حماس" من أي مقوم من مقومات الشرعية في القطاع، سواء الواضحة أم الخفية، من خلال تشديده على أهمية السلطة الفلسطينية، ورئيسها زعيما وحيدا للشعب الفلسطيني.
ونوّهت لانداو إلى أن السيسي ضمّن خطابه دعما للموقف الإسرائيلي الرافض لتحركات محمود عباس في الأمم المتحدة، من خلال تشديده على ضرورة حل الصراع عبر توافق ثنائي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.