اعترف المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد
ترامب للمرة الأولى، الجمعة، بأن الرئيس باراك
أوباما ولد في الولايات المتحدة، ليتراجع عن موقفه في جدل ساهم هو في بدئه لكنه أربك حملته للوصول للبيت الأبيض.
وقال ترامب الذي شكك في جنسية أوباما لسنوات في إطار حملته الانتخابية في فندقه الجديد في وسط واشنطن: "الرئيس باراك أوباما ولد في الولايات المتحدة... الآن نريد أن نعود للعمل على جعل أمريكا قوية وعظيمة مرة أخرى".
واتهم ترامب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ببدء الجدل بشأن ما أطلق عليه "بيرثر" أو مكان مولد أوباما وذلك خلال حملتها للانتخابات التمهيدية في مواجهة أوباما في 2008، وهو اتهام وصفته مواقع مستقلة معنية بالتحقق من المعلومات بأنه خاطئ.
وقاد ترامب - وهو رجل أعمال من نيويورك- قبل عدة سنوات حركة "بيرثر" التي استهدفت أوباما الذي ولد في هاواي لأم أمريكية وأب كيني.
ولم تبرز تلك القضية في حملة
الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكنها ظهرت مجددا في الأيام الأخيرة محولة انتباه حملة ترامب بعيدا عن قضايا مثل الهجرة والتجارة والاقتصاد التي استخدمها من قبل لانتقاد كلينتون.
واستعاد ترامب قوة المنافسة في مواجهة كلينتون في استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة بعد أن أعاد تشكيل قيادات حملته في آب/ أغسطس، واتخذ خطوات لتحسين أدائه مع اقتراب الحملة الانتخابية من نهايتها.
لكن حركة "بيرثر" التي تضفي شكوكا على قانونية تولي أوباما الرئاسة تثير حنق الأمريكيين من أصول أفريقية ممن يحاول ترامب حشد أصواتهم.
وعلى الرغم من أنه كان من المتوقع أن يتطرق ترامب إلى القضية في بداية الحدث يوم الجمعة فقد بدأت الفعاليات بنحو نصف ساعة من شهادات ضباط متقاعدين من الجيش في حقه، بينما لم يستغرق تصريحه الذي جاء في النهاية إلا أقل من دقيقة.
وفي وقت سابق، طالبت كلينتون ترامب بأن يعتذر للرئيس على إعادة إثارة الموضوع الذي فجرته حركة "بيرثر".
وقالت كلينتون في خطاب ألقته أمام رابطة النساء السود في واشنطن: "باراك أوباما ولد في أمريكا.. الأمر واضح وبسيط ودونالد ترامب يدين له وللشعب الأمريكي باعتذار". وأضافت أن ترامب يحاول "نزع الشرعية عن أول رئيس أسود".
وقالت كلينتون: "حملته تأسست على تلك الكذبة الشائنة، لا يمكن محوها من التاريخ".
ورفض ترامب يوم الخميس القول إن كان يصدق أن أوباما ولد في هاواي، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست".
وقال للصحيفة: "سأجيب على هذا السؤال في الوقت المناسب لا أريد أن أجيب عليه الآن".
وأصدرت حملة ترامب بيانا في وقت لاحق قال إن المرشح الجمهوري مقتنع بشرعية رئاسة أوباما. ومن متطلبات شغل منصب الرئاسة في الولايات المتحدة أن يكون الرئيس مواطنا أمريكي المولد.
من جانبه، قال أوباما يوم الجمعة إنه مشغول بأمور أكثر أهمية من التعليق على إثارة ترامب لمسألة جنسيته.
وقال أوباما في تصريحات للصحفيين في المكتب البيضاوي حيث كان يعقد اجتماعا بشأن اتفاق للتجارة مع آسيا: "أنا مصدوم من أن أمرا كهذا يثار في وقت لدينا فيه الكثير من الأمور لنفعلها.. حسنا أنا لست مصدوما جدا في الحقيقة... أنا واثق جدا من المكان الذي ولدت فيه. وأعتقد أن أغلب الناس يثقون في ذلك أيضا".
وأضاف قائلا: "آمل أن تعكس الانتخابات الرئاسية الاهتمام بقضايا أكثر جدية".
وبعد بضع سنوات على توليه الرئاسة نشر أوباما، وهو أول أمريكي من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض، نسخة مطولة من شهادة ميلاده للرد على من قالوا إنه لم يولد في الولايات المتحدة.