نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية، تقريرا عن الحوادث التي جدّت مؤخرا في
مصر، تزامنا مع ذكرى الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي، والتي تضاف إلى غيرها من الحوادث الواقعة في "الصحراء المصرية المضطربة".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن القوات المسلحة المصرية أعلنت عن مقتل ستة من جنودها على الأقل، الخميس الماضي، في اشتباكات مع مهربين مسلحين بالقرب من الحدود الليبية.
وأضافت أن مصر شهدت أيضا هجومين آخرين على خلفية الذكرى السنوية الثالثة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق مرسي، مشيرة إلى أن الهجومين وقعا في شمال شبه جزيرة سيناء الخميس الماضي؛ الأول ضد الكاهن المسيحي موسى عزمي، وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنه، والآخر حادثة تفجير عبوة زرعت على الطريق المؤدي إلى مركز الأمن في العريش بمحافظة شمال سيناء، أسفرت عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة من قوات الأمن.
وأشارت إلى أن الجيش المصري أعلن في بيان مقتضب، أن مهربين أطلقوا النار فجأة على دورية من الجنود في الصحراء الغربية بمنطقة حدودية مع ليبيا. وأكد مصدر أمني لصحيفة الأهرام الحكومية، أن إطلاق النار وقع في واحة الفرافرة (حوالي 620 كم جنوب غربي القاهرة).
وقالت الصحيفة إنها "ليست المرة الأولى التي يتم الهجوم فيها على قوات الأمن في هذه المنطقة النائية ببلاد الفراعنة، ففي تموز/ يوليو 2014، قتل 15 جنديا على الأقل إثر هجوم مهربين عند نقطة تفتيش في الوادي الجديد، المحافظة الصحراوية الحدودية مع ليبيا. وقبل شهر من هذه الحادثة؛ شهدت المحافظة نفسها هجوما مماثلا، أودى بحياة ستة جنود آخرين".
وتابعت: "في المنطقة نفسها؛ في أيلول/ سبتمبر الماضي؛ قتل الجيش المصري ثمانية سياح مكسيكيين، وجرح ستة آخرين في غارة جوية؛ لم تتحدث السلطات عنها كثيرا".
ولفتت الصحيفة إلى أن تجارة الأسلحة والمخدرات من ليبيا إلى مصر، تنامت في السنوات الأخيرة في خضم الثورة الليبية، التي أغرقت البلد المجاور في الفتنة والفوضى التي استفاد منها تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن "حكومة القاهرة تصر على أن ليبيا هي مصدر الأسلحة التي تستخدمها الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء، التي أودت بحياة المئات منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013".
وبينت أن "مظاهر
العنف" تعددت في هذا "البلد المقسَّم"، بمناسبة الذكرى الثالثة للمسيرات الجماهيرية التي مهدت الطريق للتدخل العسكري، وبداية القمع الوحشي الذي أودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وسجن أكثر من 40 ألفا آخرين.
وأكدت أنه "في الوقت الذي يتراجع فيه تأييد المصريين لعبد الفتاح
السيسي، وفي فترة حساسة للغاية؛ يحتفل المشير بذكرى الانقلاب، ويؤكد دعمه لتطلعات الشعب"، مشيرة إلى قول السيسي خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة لصعوده للحكم: "في هذا اليوم المجيد؛ أضمن لكم أن نعمل جاهدين على تلبية تطلعات الشعب المصري، ومنحهم المستقبل الذي يستحقونه".
وفي الختام؛ أشارت الصحيفة إلى الاحتجاجات التي عمّت الشارع المصري إثر التفريط في اثنتين من الجزر في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية، مضيفة أن البلاد تعاني من "تدهور الاقتصاد، والفساد، والشعور بعدم الأمان، وانتهاكات حقوق الإنسان منذ اعتلاء المشير السيسي سدة الحكم".