سياسة عربية

صور السيسي المعلقة بالكنائس تثير جدلا بين مسيحيي مصر

هذه المرة الأولى التي تعلق فيها صور لرئيس في كنائس مصر- أرشيفية
هذه المرة الأولى التي تعلق فيها صور لرئيس في كنائس مصر- أرشيفية
ثار جدل في الأوساط المسيحية بمصر حول استمرار وضع صور رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في عدد من الكنائس، في ظل استمرار أزمة "سيدة المنيا" التي تمت تعريتها في محافظة المنيا، بصعيد مصر.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور السيسي المعلقة على جدران إحدى الكنائس، الأمر الذي أثار جدلا وموجة غضب؛ لا سيما أن الصور الموجودة داخل الكنائس والأديرة تقتصر على الكهنة والأساقفة فقط.

وأعادت هذه الواقعة من جديد الحديث عن علاقة السيسي بالمسيحيين، وتصريحات بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، التي أكد فيها وجود علاقة جيدة تربط الكنيسة معه، لا سيما بعد حضوره أكثر من مرة "عيد الميلاد" في الكنيسة، وحثه على الانتهاء من إعادة ترميم جميع الكنائس.

وذكرت صحيفة "النبأ"، الورقية الصادرة هذا الأسبوع، أن واقعة وضع صور السيسي داخل إحدى الكنائس، جعلت البعض يروجون لاتجاهات داخل الكنيسة، ومن جانب الكهنة؛ لنفاقه بهدف تحقيق مصالح شخصية، على حد قولها.

من جهته، فجر أحد النشطاء مفاجأة كبيرة عندما أكد، بحسب "النبأ"، أنه تمت إزالة صورة للبابا الراحل "شنودة" من داخل إحدى الكنائس، ووضع صور السيسي مكانها، ما يعني أن واقعة الصور لم تكن موجودة من جانب الكهنة والقساوسة، لإشعال غضب رجال شنودة، وفق تعبيره.

من جانبها، رأت الكنيسة أن صور السيسي موجودة باستمرار داخل قاعات الكنيسة، مؤكدة أنها تصلي من أجله، وفقا للطقوس الكنسية.

وفي هذا السياق، كشف مؤسس "حركة 9-9" القبطية المعارضة، وحيد شنودة، أن الكنيسة في عهد قيادة البابا تواضروس الثاني، وضعت صورا للسيسي داخل "مطرانيات"، وأديرة وكنائس محافظة بني سويف، مضيفا أن هذا مخالف لتعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة.

وشدد على أنه لا يوجد أي صورة لأي رئيس من قبل تم تعليقها على جدران  الكنيسة.

ووصف رجال الدين المسيحي - بحسب الصحيفة - بأنهم ينافقون السيسي من أجل الحصول على مكاسب شخصية، وأنهم يأكلون على كل الموائد، متسائلا: "هل لو رحل الرئيس السيسي غدا سيتمسك هؤلاء بنفس هذه التصريحات، وبنفس الصورة في نفس المكان في الكاتدرائية، أم أنهم سينشدون، ويغنون للرئيس المقبل؟".

وتابع: "لم نر رجل دين أجنبي يصف أوباما أو ميركل أو حتى بوتين بأنه مرسل من السماء، أو أنه المسيح الثاني المرسل إلى الأرض، بالرغم من أن تلك الدول هي الأولى من حيث التقدم والازدهار، لكن شعوبهم تتعامل معهم كأنهم بشر عاديين، إذ تحاسبهم وتنتقدهم عندما يخفقون، وتصفق لهم عندما يحسنون".

واستدرك وحيد شنودة: "لكننا وجدنا رجال الدين في بلادنا المحبوبة، هم من يؤلهون الزعماء والقادة، ويصفونهم بالأنبياء والمرسلين"، ناعتا رجال الدين في مصر بأنه وظيفتهم أصبحت استغلال الدين في عمل "السبوبة"، والمنافع الخاصة.

وأشار إلى أنه بالرغم من حب البابا كيرلس للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإنه لم يفعل ذلك، ولم يضع صورة له داخل الكنائس، في ذلك التوقيت.

واستطرد: "الكنيسة قامت برفع صور البابا شنودة من داخلها بل وصلت إلى أنها جمعت جميع أغراضه ووزعتها على بعض الكهنة"، بحسب قوله.

المتحدث باسم الكنيسة: ما يحدث تعاليم مقدسة

ومعلقا على المسألة، قال المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، إنه لا يعلم شيئا عن واقعة صور السيسي الموجودة داخل الكنائس، مضيفا أنه سيبحث عن الواقعة، للوصول إلى الحقيقة.

وأضاف "حليم" - وفق صحيفة "النبأ" - أن موقف الكنيسة من السيسي يأتي ضمن تعاليم الكتاب المقدس، مؤكدا وجود وصية بذلك، وأن الكنيسة القبطية تصلي من أجل أي رئيس، وليس الرئيس السيسي فقط، وكل ذلك حسب الطقس الكنسي، بحسب قوله.

وأضاف أن الصلاة هي من أجل الرئيس السيسي؛ ليزيده الله من الحكمة، لنشر العدل والسلام في ربوع الوطن، وفق تعبيره.

وتابع بأن "الكنيسة تصلي من أجل الجيش والمسؤولين"، قائلا: "ما يحدث من الكنيسة ليس نفاقا، ولكن هي تعاليم مقدسة نتبعها، ومن شأنها أن تحترم كل من هم في مسؤولية"، وفق وصفه.

واستطرد: "توجه الكنيسة هو التعامل مع هذه الأمور بحكمة وتدبير من أجل أن يعطي الحكمة للرئيس"، مضيفا أن صور السيسي ليست موجودة داخل "المجمع المقدس"، ويمنع وضعها داخل الكنيسة، وأنه مرحب فقط بوضع صورته، الموجودة بالفعل، داخل بعض القاعات الخاصة بالكنيسة، التي يتم فيها استقبال المسؤولين.

وأردف: "يوجد صور لشيخ الأزهر داخل الكنيسة، هل هذا يعد نفاقا كما يردد البعض؟"، مضيفا أن كل الصور المعلقة تكون خارج الكنيسة تماما في قاعات العزاء والاستقبال فقط، حسبما قال.

وأشار إلى أن المبنى الذي يصلى فيه لا يتم وضع صورة لأي شخص فيه حتى لو كان رئيس الجمهورية، وأنه لا يتم وضع صورة البابا نفسها، منبها إلى أن الصور الموجودة داخل المبنى تكون صورا للكتاب المقدس والأنبياء، بحسب الصحيفة.
التعليقات (3)
فإدي ملاك
السبت، 06-08-2016 03:13 م
ربنا يحميك يا سيسي وتحفظلنلتا علي بعد ربنا واحنا وراك وفيدك
alyy
الثلاثاء، 07-06-2016 04:37 م
ابونا الشيسى
مصري
الثلاثاء، 07-06-2016 12:50 م
" و من يتولهم منكم فإنه منهم " نعم هو منهم

خبر عاجل