سياسة عربية

رفعت السعيد للسيسي: أيامك أسوأ من مبارك.. الزم القرآن

أكد رفعت السعيد القول إن الوضع في مصر السيسي أسوأ من عهد مبارك - أرشيفية
أكد رفعت السعيد القول إن الوضع في مصر السيسي أسوأ من عهد مبارك - أرشيفية
وصف رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع" اليساري المصري رفعت السعيد، حكومة شريف إسماعيل بأنها ليست حكومة تسيير أعمال، بل حكومة توقيف أعمال، على حد قوله.

وأضاف: "نعيش أياما أسوأ من عصر مبارك". وخاطب رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بالقول: "للصبر حدود. وصبر الشعب المصري ينفد قطرة، قطرة"، حسبما قال.

وأردف: "سيادتك قلت للأغنياء: ديني يمنعني من أن آخذ منكم مليما بذلتم عرقا فيه، وأنا أقول لسيادتك إن الله تعالى قال في كتابه: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم".

جاء ذلك في حوار أجرته مع السعيد صحيفة "فيتو"، الورقية الصادرة هذا الأسبوع.

وفي الحوار، أكد السعيد - الذي يُعتبر أحد أبرز "عرابي" انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 - أن مصر في مأزق حقيقي، وأنه لابد أن يدرك رئيس الوزراء ووزراؤه ذلك، لأنهم يرتكبون أخطاء فادحة"، بحسب تعبيره.

وضرب مثلا لذلك فقال: "أرسلت وزارة الداخلية رسالة رسمية سرية إلى رئيس الشركة القابضة للمياه، مفادها أنه بناء على تعليمات الرئيس (يقصد السيسي) جرى استقصاء رأي لموقف الشرائح الفقيرة مما يجري الآن، فاستبان أن الفقراء مستاؤون من رفع أسعار المياه".

وأضاف: "ذهبت نسخة من الخطاب إلى رئيس الوزراء، الذي جاء رد فعله عكس إرادة المواطنين، ورفع مجددا أسعار المياه، قبل موعد الزيادة، التي كان من المقرر تطبيقها في بداية شهر تموز/ يوليو المقبل، ليضع الجميع، وعلى رأسهم الرئيس أمام الأمر الواقع، وأعطى لقارئي العدادات حق "الضبطية القضائية"، وحق قطع المياه".

والأمر هكذا، تابع رفعت السعيد القول: "نحن في وضع أسوأ من عهد مبارك.. فوقتها كان الوزراء ب"يختشوا على دمهم"، وأما الآن فرئيس الوزراء الحالي غير قادر على إيجاد حلول حقيقية، ويخشى كبار المستثمرين، ويسعى لجذب استثمارات خارجية، ويرى أن الحل يكمن في الركوع لهم، وعلى الفقراء الاحتمال كما تحملوا طوال حياتهم".

وتابع السعيد هجومه على الحكومة فقال: "هي ليست حكومة تسيير أعمال، بل توقيف أعمال، ومع احترامي لكل من فيها إلا أن بها بعض الوزراء الذين أتوا بالخطأ، وبقاؤهم خطأ، ويجب أن يرحلوا، أو على الأقل يرحل وزراء المجموعة الاقتصادية، الذين يعملون، ويفكرون بطريقة خاطئة، وينقلون رؤيتهم الخاطئة للرئيس".

واستطرد: "هم يعتقدون أن حل المشكلات الاقتصادية في دول العالم الثالث يأتي بالتشغيل، تلك النظرية المتوحشة التي اخترعها هتلر". وأشار السعيد إلى أن "تشغيل المعطلين بشكل مؤقت، لا يصلح في مصر".

وتوجه برسالة إلى السيسي قائلا: "أقول للرئيس السيسي: الشعب يحبك، ويقدر لك تضحيتك، والمغامرة بحياتك من أجل مصر، (بحسب زعمه)، ولكن مثلما قالت الست أم كلثوم: "للصبر حدود"،  وهذا الصبر ينفد قطرة قطرة، وبرغم علمنا أنك تعمل لبناء مستقبل جميل، فإن هذا المستقبل يتطلب أن يدرك أفقر الفقراء أنك تضعهم في الاعتبار".

وتابع خطابه للسيسي: "سيادتك قلت للأغنياء: "ديني يمنعني من أن آخذ منكم مليما بذلتم عرقا فيه"، وأنا أقول لسيادتك إن الله تعالى قال في كتابه: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"، ولا نقول أن تأخذ أموالهم بالقوة، ولكن لابد أن يستحوا، وإلا فاللجوء إلى قانون الضرائب التصاعدية ليس عيبا ولا حراما، ولا توجد دولة في العالم ليس بها "ضرائب تصاعدية"، بحسب قوله.

والأمر هكذا، شدد رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع" على أنه: "لا أمل في تحقيق أي تقدم حقيقي واستقرار بالمجتمع، إلا بالحفاظ على ما تبقى من القطاع العام، وتحقيق قدر ما من العدل الاجتماعي، فتوزيع الدخل القومي العام يعاني من اختلال خطير، فيجب أن نأخذ من كبار الأغنياء أقل ما يجب أن يدفعوا؛ لنعطي للفقراء أقل مما يستحقون، بما يحقق قدرا من الإحساس لدي المواطنين الفقراء بأن الدولة تضعهم في الاعتبار".

وحذر السعيد من أنه: "ما لم يشعر المواطن الفقير بأن الدولة تعلم أنه فقير، وتضعه في الاعتبار، ستحدث كارثة".

واختتم حواره بالقول: "بالإضافة إلى تقديم العديد من التنازلات لجذب الاستثمار لصالح تحقيق مشروع عام لا يطعم الفقراء، لا يجب التعويل على صبرهم، لأنه لا أحد يعلم خريطة تفكير الشعب المصري، أو متى ينتهي صبره، ويثور"، على حد قوله.

ومن جهتهم، رأى مراقبون في حوار "السعيد" هذا مع صحيفة "فيتو"، تحولا جذريا في مواقفه من السيسي، مرجحين ارتباطه بعدم حصوله على منافع كافية من وراء تأييده له، وأبرزها نجاح مرشح يتيم بالكاد لحزبه في الانتخابات الأخيرة، وعدم تعيينه في البرلمان، على العكس من تعيين الرئيس المخلوع حسني مبارك له في مجلس الشورى عام 2007، دون مراعاة لتعيين السيسي، رئيس حزب "التجمع"، سيد عبدالعال في البرلمان.

الحكومة أخذت 15% من الرواتب

وكان رفعت السعيد أعرب عن استيائه من قرار البنك المركزي بخفض سعر الجنيه أمام الدولار، مؤكدا أن الحكومة بهذا القرار أخذت من جيوب المصريين 15% من رواتبهم.

وقال - لبرنامج "مساء القاهرة"، عبر فضائية "TEN" - إن الحكومة خفضت الجنيه في حين أنها تقدم تخفيضات في أسعار الغاز من أجل دعم "أباطرة" الحديد، متابعا: "واضح إن المستثمرين ماسكين ذلة على الحكومة، ودا بيخلي الحكومة خايفة منهم، وبتنفذ لهم جميع طلباتهم".

من هو رفعت السعيد؟

"رفعت السعيد" من مواليد 11 تشرين الأول/ أكتوبر 1932، وهو سياسي يساري مصري ترأس حزب "التجمع" الوطني التقدمي الوحدوي،  خلفا لخالد محيي الدين، وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وكان نائبا سابقا (بالتعيين) في مجلس الشورى المصري، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

ويُعتبر السعيد من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينيات القرن العشرين حتى نهاية السبعينيات، واعتقل مرات عدة، كما اعتقل سنة 1978 بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات، زوجة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعنوان: "يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن".

وعرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للسادات كانت الأكثر جذرية، بحسب وصفه.

كما أنه يُعتبر من أشد معارضي جماعة الإخوان المسلمين، ويتهمه أنصارها بأنه يعارضهم بحقد وغل وبدون حدود أو إنصاف، ويلقب أفرادها دائما بلفظ "المتأسلمين"، ويحض دوما على كراهيتهم، والانتقام منهم، كما أنه كان أحد أعضاء "جبهة الإنقاذ" التي عارضت الرئيس محمد مرسي، باستخدام كل الأساليب، بما فيها الكذب، والافتراء، والكيد، والتآمر، والعنف، والتحريض على تصفية الإخوان، وحرق مقراتهم، واغتيال قادتهم، والخروج على حكم الرئيس مرسي، كما أيد الانقلاب ومذابحه بحقهم، وحق أنصارهم لاحقا.  

ومن جهته، يعتقد السعيد أن جماعة الإخوان كانت سببا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما يعتبره "قيامها بخلط الدين بالسياسة".

وفي أثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، تعرض السعيد للانتقاد من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، من بينهم عبد الغفار شكر، نظرا لما وصفوه من تحول مسار الحزب على يده من أكبر حزب معارض في مصر، أيام الرئيس الراحل أنور السادات، إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس (المخلوع) حسني مبارك ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع عددا من هؤلاء المعترضين إلى الانشقاق، وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بعيد ثورة 25 يناير 2011.
التعليقات (2)
AlaaAbd ElRaouf
السبت، 19-03-2016 07:07 ص
ملعون اليسار وأهله..هللتم لكل طاغية وعاديتم كل تقى..انتم أصل كل الشرور اوردتم الاوطان موارد الخسران طمعا فى جاه او مال او منفعة او سلطان. قبحكم الله وقطع دابركم.
ناعوره
الجمعة، 18-03-2016 03:15 ص
يارفعت الاسعيد ما تشكوا منه صنع اياديكم كُنتُم ولا زلتم على استعداد لهدم مصر وتدميرها على ان يحكمكم رجل شريف يخشى الله فيكم لأنكم عكس ذالك ..هل احسست بكبر الذنب الذي فعلته بمناصرتك لهذا القزم الذي يحكمك اعتقد العكس وسبب نعيقك انك خرجت (من المولد بدون حُمُّص) وأبشرك ان بقيت على نهجك المتبع فلن تكون سعيداً لا في الدنيا ولا الاخره