نظم "المجلس الثوري
المصري" بمشاركة عدد من القوى والرموز الثورية المصرية وبعض أهالي الضحايا والمعتقلين، مؤتمرا صحفيا بعنوان "من الصمود إلى المقاومة.. الشعب أقوى" ظهر الثلاثاء في مدينة إسطنبول التركية، وذلك بمناسبة قرب الذكرى الخامسة لانطلاق ثورة يناير، داعين المصريين للمقاومة الشعبية ضد سلطة الانقلاب العسكري.
وقالوا: "ها نحن نرى كيف صارت مصر تحت هذا النظام الانقلابي: محاربة الدين، ومكافحة للصالحين، ونشر الفساد والانحلال، وتعذيب الأبرياء، والتحالف مع الأعداء، وتهجير وقتل أهل سيناء، وحصار غزة، والتآمر على إخواننا في ليبيا، ودعم نظام بشار في حربه على إخواننا في سوريا، وارتفاع الأسعار، وزيادة الضرائب، ونشر الخوف والرعب، والتفريط في مياه النيل وهي الجريمة التي لم يسبقه إليها حاكم في تاريخ مصر مهما بلغ إجرامه، وقائمة طويلة من المظالم والمفاسد تستعصي على الحصر".
وأضاف المشاركون، في بيان لهم: "لكل هذا، فلم يعد بديل للشعب المصري سوى المقاومة الشعبية لهذا الانقلاب العسكري، لأن هذا النظام لم يترك أي بديل، ولم يسمح بأي اعتراض، وجند كافة أجهزته الأمنية والإعلامية والقضائية لتكون مثالا للظلم وغصب الحقوق".
وأكدوا أن الشعب المصري يقف اليوم في لحظة تاريخية كبرى، يواجه بها النظام العسكري الفاشي الذي حكم هذه البلاد منذ قرنين من الزمان، فدمَّر مكانتها وجعلها نهبا للاحتلال المباشر وغير المباشر، وإن أحفاد عمر مكرم ومشايخ الأزهر الذين قاوموا الحملة الفرنسية وقاوموا طغيان محمد علي، هم الذين ظلوا يقاومون الاستبداد والاستعمار حتى الآن، ويدفعون في سبيل هذا دماءهم وأرواحهم ليبلغوا منزلة "سيد الشهداء" ولتنتهي هذه الحقبة السوداء الأليمة.
وذكروا أن "إحياء ذكرى ثورة يناير رسالة تدل على حياة هذا الشعب، على صموده وإصراره، فنحن أهل الكرامة والعزة، نطق عنهم الرئيس الشرعي الذي انتخبوه فقال: لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، ولا يعطون الدنية في وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم".
ووجه المشاركون في المؤتمر رسالة إلى الشعب المصري، قائلين: "إنكم الآن تعيدون التاريخ إلى مجراه الصحيح، منذ بدأ الفاتح عمرو بن العاص يؤسس للإسلام في هذا البلد العظيم، فثوروا، واثبتوا، واصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون".
وأشاروا إلى أن الشباب الثائر على الأرض وعدوا بموجة ثورية تجدد أمجاد الماضي، وتكون درسا وعبرة للظالمين، لافتين إلى أن المجلس الثوري المصري أسس غرفة عمليات لمتابعة ما يجري على الساحة الثورية داخليا وخارجيا لحظة بلحظة، مختتمين بالقول: "وإلى نصر قريب إن شاء الله (يرونه بعيدا، ونراه قريبا)".
من جانبه، قال الداعية المعروف وجدي غنيم إنه "لا بد من إعلان هويتنا الإسلامية، مثلما يعلن الجميع عن هويته، فثورتنا في مصر إسلامية وقد بدأت قبل 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وكانت واضحة وضوح الشمس في 28 يناير، حيث اشتعلت الثورة وخرجت من مساجد مصر".
وأضاف أنه "حينما نطبق الشريعة الإسلامية فسيعود علينا الخير كله من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، متابعا بأن "من يريد الاصطفاف، فليأت معنا، ومطلبنا التمسك بعودة الشرعية وأن يعود الحق إلى أهله، ولا بد من القصاص، وعلينا بالصبر والجلد على مقاومة الباطل".
وفي كلمته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية مصطفى البدري، إن تحركات الشعوب العربية في ما يعرف بـ"الربيع العربي"، بالإضافة إلى انتفاضة الشعب العراقي في وجه الاحتلال الأمريكي، وانتفاضة القدس في وجه الاحتلال الإسرائيلي، تظهر أننا أمام ثورة إسلامية عربية متكاملة ضد ما وصفه بـ"الهيمنة والتبعية التي سيطرت على الأمة ومقدراتها عقودا طويلة".
وذكر أن المجتمع الدولي والنظام العالمي حاول "الالتفاف حول هذا الحراك الشعبي الأممي واحتواءه بمكتسبات هشة ضعيفة لمنع انتقاله من مرحلة إلى مرحلة، فضغطوا على "بن علي" في تونس، ومن بعده "مبارك" في مصر، وشاركوا في قتل "القذافي" في ليبيا، ووضعوا بنود اتفاقية الخليج في اليمن، وحاولوا تغيير وجه النظام السوري ببديل يشبهه، ومهدوا أرض العراق لاحتلال إيراني رافضي كامل؛ فكانت المفاجأة أن الأمة راغبة في استقلال كامل وحرية مطلقة، وتريد حقيقة أن تتولى أمر نفسها بنفسها دون وصاية أو تحكم خارجي".
وقال البدري إن "المجتمع الدولي قرر أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه، بل أسوأ منها، عقابا للأمة على جرأتها في طلب التحرر والاستقلال، ولتعلم الأجيال القادمة أن ضريبة الثورة على الاحتلال ووكلائه باهظة، حتى يلغي هذه الفكرة من الأذهان".
واستدرك قائلا بأن "الذي قلب المعادلة أمران: أولهما، هو أن الشباب الذي تذوق طعم الحرية والكرامة والاستعلاء بدينه عصي (بعون الله) على الكسر أو الانحناء، والثاني، هو أن الجماعات التقليدية ما عادت قادرة على القيادة، فانفرط العقد لتصبح الثورة في يد ملاكها الأصليين وهم عموم الأمة".
وشدّد على أنهم أصبحوا في مرحلة لا تقبل التراجع أو الاستسلام، فإما أن ينتصروا ويحيوا كراما أحرارا، وإما أن يفنوا ويخرج أبناؤهم على دراية ووعي بما حدث لهم، فيكملوا على طريقهم نفسه.
واختتم بقوله: "أحسب بإذن الله أن
25 يناير القادم سيكون خطوة في هذا الطريق الطويل الذي بدأناه، وكلنا إصرار وعزم على استكماله، وخاصة بعد التحول من الصمود إلى المقاومة".
ورأى عضو جبهة الضمير محمد شرف، أن دعوات الاصطفاف الثوري الحالية تبدو مشبوهة وخبيثة، بحسب وصفه، لأنها تستبعد الرئيس مرسي والإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن أي محاولة لتجاوز مرسي هي انقلاب جديد مرفوض.