بخلاف ما تروج له وسائل الإعلام العراقية حول قرب حسم معركة الرمادي، قال الأمريكي ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الدولي إن "حسم المعركة سيحتاج الكثير من الوقت".
وارن وفي حديثه أمام الصحفيين مساء أمس، لم ينف بدء القوات العراقية حملتها لاستعادة الرمادي، وهو ما دفع بمحللين للقول إن "أمريكا لا تثق بقدرة الجيش العراقي على الإطلاق".
وبحسب تقديرات
التحالف الدولي، وحكومة حيدر العبادي، فإن "عناصر
تنظيم الدولة المشاركين في صد حملة الجيش لاقتحام
الرمادي يتراوح بين 250 إلى 300 مقاتل فقط"، قالت الحكومة إن 30 عنصرا منهم قتلوا على الأقل.
اللواء هادي رزيج، قائد شرطة محافظة الأنبار، قال لوكالة "الأناضول" إن قواته استعادت أربعة أحياء استراتيجية في الرمادي، وهي الأرامل، والبكر، والضباط ومنطقة الجرايشي شمالي المدينة، بالإضافة إلى شارع 60 وجسر القاسم جنوبي الرمادي.
أكثر المتفائلين من طرف الحكومة، هو صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، حيث قال إن "استعادة السيطرة على الرمادي سيتم خلال الساعات الـ72 القادمة"، وهو ما جعل الرواية الرسمية
العراقية ورواية التحالف الدولي متناقضتين.
وأشار النعمان إلى أن القوات العراقية لم تواجه مقاومة شديدة داخل المدن "باستثناء القناصة والانتحاريين".
ووفقا للنعمان، فإن "القوات العراقية استطاعت بناء جسور هندسية على نهر الفرات، تمكنت من خلالها من العبور إلى داخل الأحياء السكنية في مركز الرمادي، لافتا إلى أن القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي يوفران دعما جويا للقوات العراقية وقصف مواقع تنظيم الدولة".
كما أكد صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة
الأنبار أن "داعش انكسر في مدينة الرمادي، وتلقى هزيمة كبيرة أمام القوات الأمنية والعشائر"، مبينا أن "إعلان تحرير المدينة على الأبواب"، وفق قوله.
بدوره، كشف قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن "كوادره عثرت على عبوات غريبة الصنع خلال العمليات العسكرية الجارية في مدينة الرمادي".
وكانت طائرات الجيش العراقي ألقت منشورات، الأحد الماضي، على مدينة الرمادي، تطلب فيها من السكان مغادرة المدينة خلال 72 ساعة.
إلا أن مصادر حكومية عراقية ذكرت أن تنظيم الدولة يمنع الأهالي من مغادرة المدينة، تحت تهديد السلاح.
اقرأ أيضا:
التحالف يعلن إنجازاته في الحرب على تنظيم الدولة.. ما هي؟
على الجانب الآخر، ساد تفاؤل حذر بين مؤيدي تنظيم الدولة، بعد كشف التنظيم عن جوانب من المعارك الدائرة في الرمادي.
فقد أعلن التنظيم قتله العشرات من الجيش العراقي، و"الصحوات"، عبر هجمات مختلفة، بينها تفجير سيارة مفخخة شمالي الرمادي.
كما قال الإعلامي العراقي حامد حديد، محرر الشؤون العراقية بقناة "الجزيرة" إن "الوضع في الرمادي ليس كما يروج له الإعلام الحكومي".
وتابع قائلا: "قصف شديد على الأحياء الجنوبية، ليس هناك اقتحام ولا تقدم"، وأضاف بقوله: "قتل 8 مدنيين وأصيب 12، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك في قصف جوي على جزيرة الخالدية شمال شرق الرمادي".
كما نشر ناشطون عراقيون صورا من داخل مركز مدينة الرمادي، تدلل على استمرار تواجد تنظيم الدولة فيها، بخلاف ما تروج له وسائل إعلام مؤيدة لحكومة العبادي.
وفي تطور لاحق، ذكر ناشطون أن "القوات العراقية، وبعدما عجزت عن كسب معركة شمالي الرمادي، تحوّلت إلى الناحية الجنوبية، ونصبت كمائن عديدة لمقاتلي تنظيم الدولة".
وأشار ناشطون إلى أنه "إلى حد هذه اللحظة لا يوجد أي هجوم من القوات العراقية يصل إلى مستوى تسميته بـ(عملية موسعة)، وما يجري الآن هجمات متوسطة".
وبالتزامن مع محاولة قوات مكافحة الإرهاب دخول الرمادي من الناحية الغربية، أقدم عناصر تنظيم الدولة على قصف منطقة العدناني غربي الرمادي بقذائف محلية الصنع، في محاولة منهم لصد تقدم القوات العراقية.
يشار إلى أن تنظيم الدولة بسط سيطرته على الرمادي في أيار/ مايو الماضي، ونشر
إصدارا ضخما في تشرين أول/ أكتوبر الماضي يوثق معركة السيطرة على المدينة الاستراتيجية.
اقرأ أيضا:
مشاهد لحجم الدمار الذي حلّ في الرمادي (فيديو)