نشرت صحيفة المانيفستو الإيطالية، تقريرا حول تزايد وتيرة القمع
الإسرائيلي ضد
الفلسطينيين، وقالت إن سلطات الاحتلال استغلت حالة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في الغرب إثر هجمات
باريس، لتنفذ مخططاتها وتقوم بحظر نشاط الحركة الإسلامية في أراضي 48، وتمنح الضوء الأخضر لتسريع
الاستيطان في الضفة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الحكومة الإسرائيليى بنيامين
نتنياهو قرر الإسراع لتحقيق أقصى استفادة من أجواء الخوف وتنامي الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للعرب التي تطغى على أوروبا والغرب، بعد الهجمات الدموية التي نفذها تنظيم الدولة في باريس يوم الجمعة الماضي.
وأضافت أن السلطات الإسرائيلية قررت بشكل سريع إعادة إطلاق الأنشطة الاستيطانية، واعتماد سياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم من يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهي سياسات ليست جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، ولطالما بررتها الحكومة الإسرائيلية بأنها لمواجهة لظاهرة الإرهاب، بحسب زعمها.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو، ووزيري الدفاع موشي يعلون والأمن الداخلي جلعاد أردان، أعلنوا الثلاثاء عن حظر نشاط الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، حيث زعم ناتنياهو أن هذه الحركة تشجع على العنف ضد المدنيين، ولديها ارتباطات مع حركة حماس ولا تؤمن بحق إسرائيل بالوجود، وتريد إقامة خلافة إسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطاب مثّل أيضا ذريعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لوضع مخططات جديدة لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. فقبل يومين كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن صدور قرار بتخصيص أراض جديدة للبناء في مستوطنتين يهوديتين، ما سيتيح بناء 436 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو، و18 وحدة في راموت.
وأشارت الصحيفة إلى أن ادعاءات أردان بأن الحركة الإسلامية تشجع على الإرهاب هي اتهامات لطالما لاحقت هذه الحركة لسنوات، ولكن لم يتم إثباتها في المحاكم المدنية، ولذلك فإن السلطات استغلت الظرف الحالي للاعتماد على صلاحيات استثنائية ممنوحة لوزير الدفاع لإصدار هذا القرار المفاجئ.
وقالت الصحيفة إن أردان الذي يحب دائما أن يصرح بما يدور في ذهنه وما يخطط له، حاول ربط هجمته ضد الحركة الإسلامية بالمجازر التي وقعت في باريس، حيث قال: "إن إسرائيل قررت أن تكون في طليعة الدول التي تواجه الإسلام الراديكالي، الذي قام أتباعه بارتكاب مجازر في نيويورك وباريس ومدريد وإسرائيل". كما ادعى أن الحركة الإسلامية وتنظيم الدولة وحركة حماس يمتلكون نفس الإيديولوجيا "الإرهابية".
واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء يعد حلقة جديدة في صراع متواصل منذ سنوات، حيث كانت إسرائيل دائما تستهدف رئيس الحركة الإسلامية رائد صلاح، الذي عمل لسنوات على حث المسلمين على الدفاع عن المسجد الأقصى أمام مخططات المتطرفين اليهود.
وأضافت الصحيفة في السياق ذاته أن سلطات الاحتلال قامت منذ بضعة أشهر بحظر نشاط تيار "المرابطون والمرابطات"، لأنه يتكون من رجال ونساء يقومون باحتجاجات متواصلة في البلدة القديمة في القدس، ضد اليهود المتطرفين الذين يقومون باقتحام الحرم القدسي.
وذكرت الصحيفة أن حظر نشاط الحركة الإسلامية التي يقودها رائد صلاح، اعتبره الفلسطينيون هجوما ضد الأقلية العربية بأكملها، وبكل أطيافها من الاشتراكيين إلى الإسلاميين. وهم يعتبرون أن هذه الخطوة تنذر بإجراءات جديدة أكثر تعسفا ضد المواطنين العرب والمؤسسات التي تدافع عنهم.
ونقلت الصحيفة عن محمد بركة، وهو قيادي يساري من عرب 48، "أن بنيامين نتنياهو تجاوز الخط الأحمر بمساسه بالحركة الإسلامية، التي ظلت لعقود نشطة جدا على المستوى الاجتماعي وقامت بدعم الفقراء والمهمشين".