قال مدبر
عمليات انتحارية في
تنظيم الدولة يدعى أبا عبدالله إنه لا يشعر بالندم أو تأنيب للضمير حول إرساله 15 انتحاريا نفذوا عمليات داخل العاصمة
العراقية بغداد، وقتلت أكثر من 100 شخص.
وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية أن اسم المسؤول في تنظيم الدولة والمعتقل الآن في سجن أمني في العاصمة بغداد إبراهيم عمار علي الخزعلي، وولد لعائلة شيعية، وظل يتبع المذهب الشيعي حتى التسعينيات من القرن الماضي، ثم تنصل منه وانتمى للمذهب السني.
وأكد أبو عبدالله، في مقابلة أجراها مراسل الصحيفة مارتن شولوف، أنه عمل بمقتضى ما يمليه عليه إيمانه وأفكار التنظيم الذي يريد إقامة دولة إسلامية.
ويقول الكاتب إن العقل المدبر للعمليات الانتحارية "أبا عبدالله" لم يعبر، بحسب المقابلة، عن ندم أو تأنيب للضمير مما قام به. وبحسب الصحافي، فقد أرسل أبو عبدالله 15 انتحاريا قتلوا مئة شخص، كان بينهم أطفال.
ويشير التقرير إلى أن أبا عبدالله ظل المطلوب الأول في بغداد ولأكثر من عام. وعرف في دوائر تنظيم الدولة وبين رؤسائه بـ"المخطط"، والرجل المسؤول عن إرسال الانتحاريين لتنفيذ هجمات في المساجد والجامعات ونقاط التفتيش والأسواق في نواحي العاصمة العراقية بغداد.
والتقى به الصحافي في زنزانته في سجن أمني في طرف بغداد، التي قضى فيها 11 شهرا منذ اعتقاله، ولم يستطع شولوف مقابلته إلا بعد مفاوضات مع المسؤولين الأمنيين استمرت لثلاثة أشهر.
وتذكر الصحيفة أن قوات الأمن العراقية اعتقلت أبا عبدالله في 20 تموز/ يوليو 2104، حيث كان يدير عملياته من ورشة عمل في جنوب بغداد، وكان يستقبل فيها الانتحاريين ويصلي معهم قبل العملية، ويراقبهم وهم يفجرون أنفسهم، ويقول: "كانوا يأتون إلي ورشتي، وكنت أقابلهم على الباب، وأرحب بهم أولا، وأتأكد إن كانوا جاهزين للعملية. وبعدها كنا نجلس للصلاة وقراءة القرآن"،
ويضيف أبو عبدالله أنه لم يتردد أي من الأشخاص الذين جهزهم للعمليات عن تفجير نفسه. ويقول: "نجحوا كلهم، وكنت أساعدهم في تثبيت الحزام الناسف، وكنت أخفيه بطريقة لا تمكن الجنود على نقاط التفتيش من اكتشافه. وكنا نفعل هذا أحيانا في اللحظة الأخيرة".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه وبعيدا عن وجود الحرس في السجن، بدا أبو عبدالله متحديا وغير متردد، وعندما سأله مراسل الصحيفة: "ما هي رسالتك للغرب؟"، أجاب: "الإسلام قادم، ولا يمكن إلغاء ما حققته الدولة الإسلامية في العام الماضي، فقد أصبحت الخلافة حقيقة".
وعن بداياته في تنظيم الدولة قال أبو عبدالله للصحيفة إنه كان ناشطا في تنظيم القاعدة حتى عام 2007، حيث أنه أصيب برصاصة في رأسه أثناء مناوشة مع الجيش العراقي. ومع ذلك لم تمنعه الإصابة عن مواصلة الطريق، ويضيف: "بعد عام 2011 أصبحت مشغولا، وكنت راغبا بالعيش في ظل دولة إسلامية تحكمها الشريعة، ودعمت كل شيء أراده تنظيم الدولة، فأهدافهم هي أهدافي ولا فرق بيننا".
وبحسب شولوف، فقد كان أبو عبدالله يعمل قبل اعتقاله "واليا" على بغداد، وتولى المنصب بعد اعتقال المسؤول السابق عنه "أبي شاكر"، المعتقل مثله في السجن الأمني. وكشف التحقيق مع الرجلين عن الشبكة التي أقامها تنظيم الدولة في بغداد، وكانت مسؤولة عن
العنف الذي شهدته في الفترة ما بين 2011 - 2013. وقد استطاع ناشطو التنظيم منذ ذلك العام إعادة تنظيم أنفسهم، حيث لاحظ الكاتب التحصينات التي أقامتها قوات الأمن حول قاعدتهم في موقع السجن ذاته.
ويعرض التقرير وجهة نظر أبي عبدالله، الذي يرى أن العمليات التي نظمها كانت ضد أهداف شرعية، ويقول: "معظم الأشخاص الذين قتلوا كانوا أهدافا شرعية، وبالنسبة للأشخاص الذي وجدوا أنفسهم وسط العملية فسيتقبلهم الله".
ويتابع أبو عبدالله للصحيفة: "لم أندم سوى مرة واحدة، فقد قام استشهادي أرسلته إلى سوق الكاظمية بتفجير نفسه إلى جانب نساء وأطفال وهو ما أقلقني. ولكنني في اليوم الثاني شعرت بالهدوء، فقد كان علي أن أكون صادقا مع عقيدتي، وأمضي في حياتي".
وينقل الكاتب عن أبي عبدالله قوله إن دوره في العمليات انتهى بإلقاء القبض عليه، وإنه سيستخدم ما تبقى له من وقت حتى حين إعدامه للحديث عن معتقداته وأفكاره.
ويلفت التقرير إلى أنه عندما سأله الكاتب عما إذا كان يشعر بالندم، بدا مراوغا في الإجابة، وقال: "فعلت كل ما فعلت بحسب ما أعتقد، ولا أريد الحديث عن ندم ولا عن عائلتي".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في ورشة العمل التي كان يدير أبو عبدالله عملياته منها، قال أحد جيرانه إنه لأكثر من عام لم يشك في تحركات الرجل الهادئ والمحترم، الذي كان يلقي التحية عليه أكثر من مرة في الأسبوع. ومع ذلك فإنه يقول: "لا شيء يفاجئني في هذه المدينة، وحتى آخر حياتي لن أشعر بالصدمة؛ لأن هذا ما يحدث لك عندما تعيش في هذه المدينة".