تبارى عدد من الكتاب
المصريين في إبداء مشاعر التعاطف الشديد مع رئيس
الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، عقب وفاة والدته، وتشييع جنازتها الاثنين، إلا أن رئيس تحرير جريدة "البوابة" الموالية للانقلاب، الكاتب الصحفي محمد الباز، رأى فيها "الملهمة"، مشيرا إلى "دعوة أم الرئيس التي قبلها الله"، وذلك في مقاله بالجريدة، تحت هذا العنوان، الأربعاء.
وكاشفا عن هذه الدعوة قال الباز: "إن السيسي بعد أن ألقى بيانه القصير الذي غير به وجه الوطن (يقصد الثالث من تموز/ يوليو 2013)، خرج من مقر وزارة الدفاع حيث ألقى البيان إلى والدته، وكان يعرف أنها ليست في الحالة الصحية التي تجعلها ملمة بتفاصيل ما يجري على الأرض، لكنه ذهب إلى هناك ربما بحثا عن الدعوة الأثيرة لديه".
وأضاف أن "تلك الدعوة التي ظلت ترددها على مسامعه طويلا، هي: "ربنا يحميك من كل شر"، فقد كان في حاجة إليها، لأنه كان واثقا أن عصر الشرور سيبدأ في حصاره"، على حد وصفه.
وأضاف الباز أن "والدة الرئيس كانت تعاني صحيا، وكان للسيسي طقوس محددة يمارسها تقريبا بشكل يومي، ولا يمنعه عنها شيء، فهو يذهب إلى فراشها، ويطمئن على أنها أخذت دواءها، ثم يمسك بالمصحف ليقرأ بعض الآيات، وعندما يتأكد أنها نامت تماما يتحرك بهدوء عائدا إلى فراشه."
وأشار إلى أنها "في سنواتها الأخيرة كان السيسي يعتبر والدته ملهمته، وقد تكون هذه هي الصفة الأهم في علاقتهما معا، وكان دالا جدا ما فعله بعد أن ألقى بيان 3 يوليو الذى عزل به محمد مرسي عن حكم مصر، ودخل بنا عهدا جديدا".
واستطرد الباز: "بموت السيدة سعاد سيفقد السيسي سندا كبيرا، فرغم مرضها في السنوات الأخيرة، وعدم تواصلها معه في شؤونه، فإنه كان يقف على أرض صلبة بدافع القيم الكثيرة التي زرعتها فيه، لخص يوما ما قدمته له هذه السيدة، عندما قال: لقد ربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر".
وقال مراقبون إن ما كتبه الباز يدخل في عداد التعمية و"الغلوشة" التي تثيرها تساؤلات المصريين في الشارع حاليا حول أصل والدة السيسي، وجنسيتها، وحقيقة وفاتها؟
وأضافوا أن الباز معروف بتزلفه ونفاقه للسيسي، كما أنه أحد أذرعه الإعلامية، مذكرين بما كتبه من قبل، واصفا السيسي ومرسي، بأنهما "الداهية والهلفوت".
وكتب عن زوجة الرئيس مرسي، قائلا: "في حفل تنصيب محمد مرسي ظهرت زوجته السيدة أم أحمد، وإلى جوارها بعض أبنائه في لقطة عابرة، كنا فقط نعرف أخبارها التي كانت معظمها مخجلة، فهي تفشل في تعلم البروتوكول، وهي تخطط للإقامة في قصر السلام، وتفرض ذوقها عليه"!
وأضاف: "من اللحظة الأولى حاول الإخوان المسلمون الترويج لزوجة محمد مرسي على أنها تمثل المرأة المصرية بزيها وتدينها، وكتبت وقتها بشكل واضح أن أم أحمد لا تمثل المرأة المصرية من قريب أو بعيد، هي تمثل المرأة الإخوانية فقط، أما المرأة المصرية فلا يجب أن يتحدث عنها الإخوان المسلمون، لأنهم لا يعرفونها من الأساس".
وفي مقاله الجديد كتب الباز عن أم السيسي قائلا: "كانت السيدة سعاد طوال سنوات عمرها، سيدة مصرية خالصة، عكفت على تربية أولادها (3 أبناء و5 بنات)، سلكت معهم طريقا جعلتهم أسوياء، قربت بينهم، لم يمسكها أحدهم مرة، وهي تسيء إلى أي منهم"، على حد وصفه.
وأضاف: "لم يكن عمر السيدة سعاد إبراهيم محمد قد تجاوز العشرين من عمرها عندما أنجبت ابنها عبدالفتاح السيسي، كأي أم مصرية كانت تحلم بأن يكون ولدها طبيبا أو مهندسا، لكنها لم تتوقع أبدا أن يكون في يوم من الأيام قائدا شعبيا يمتلك كل هذا الوهج والحضور".
وتابع: "كانت معلمته التي لم ترهقه أبدا، ظل يتعلم منها، حتى في مرضها وصبرها، ودون أن يتحدث، كان يرى في عينيها أملا وتفاؤلا بأن الله لا يجري على عباده شرا أبدا".
وكتب الباز مقالا بعنوان "السيسي يقابل الله مرتين"، قال فيه إن "السيسي تلقى من الله ما عرف من خلاله أنه يقترب"!