رأى معهد واشنطن أنه بإمكان القوات الموالية لهادي والقوات
اليمنية المتحالفة المسمّاة "
المقاومة الجنوبية"، تحقيق تقدّم سريع نحو صنعاء وباقي المدن اليمنية، استنادا إلى خطة "عملية
السهم الذهبي" التي تم من خلالها استعادة مدينة عدن من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
فقد لفت المعهد السياسي إلى أنه بعد أربعة أشهر من فرار حكومة الرئيس عبد ربه منصور
هادي، من عدن ثاني أكبر المدن اليمنية التي اجتاحها
الحوثيون ووحدات الجيش السابقة الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تمكنت القوات الموالية لهادي و"المقاومة الجنوبية" من السيطرة على عدن، عبر ما أطلق عليه "عملية السهم الذهبي".
وقد ساعد في ذلك، وفقا لما ذكر المعهد، نشرُ قوات برية من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ما شكّل عاملا رجّح كفة الميزان لصالح المقاومة، في حين، وبناء على ذلك، تستعدّ الآن قوات هادي والوحدات المدرّعة الإماراتية لتوسيع هجماتها المضادة لتطال المدن التي تفصل جنوب اليمن عن العاصمة صنعاء.
وتابع المعهد بأنه في 20 آذار/ مارس، سقطت عدن بيد الحوثيين في أعقاب سلسلة من التقدّمات البرية طويلة المدى التي أحرزوها بمساندة المروحيات، باستثناء مساحات صغيرة في المدينة، وبشكل رئيسي في شبه جزيرتي كريتر وعدن الصغرى.
وفي معرض ذكر صمود هاتين البقعتين، قال المعهد إن هاتين البقعتين اللتين لا يتخطّى عرض الواحدة منهما عشرة أميال، صمدتا مدة ثلاثة أشهر ونصف بمساعدة وفّرتها نيران السفن السعودية والمصرية، والغارات الجوية السعودية، وإعادة التموين بواسطة المنصّات التي أسقطتها الطائرات والسفن. بالإضافة إلى ذلك، أنزلت إحدى السفن مجموعة مكوّنة من نحو خمسين عنصرا من القوات الخاصة في كريتر في أوائل أيار/ مايو.
وصدّت هاتان البقعتان كذلك الهجمات الكبرى التي شنّها الحوثيون في 8 و24 حزيران/ يونيو، وخلال هذه الفترة، تمّ إدخال قوّة أكبر إلى البقعة الصغيرة في عدن الصغرى، قوامها 1500 يمني دعمتهم السعودية ودرّبتهم الإمارات. وقد تمّ توفير 170 "مركبة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن" مع أنظمة هاون وأخرى مضادة للدبابات لهذه القوّات عبر مرفأ مؤقت جديد تمّ بناؤه لهذا الغرض بالقرب من المصفاة.
وطبقا لما ذكر المعهد، ففي 14 تموز/ يوليو، تدفّقت 75 مركبة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن، وتضمّ نحو 600 جندي من الحدود الخارجية الغربية لعدن الصغرى، واستولت على مرسى جديد في رأس عمران، ثم توجهت نحو الشمال الشرقي لتستولي على أنظمة الطرقات شمال مدينة عدن. كذلك تمّ نقل 95 "مركبة إضافية مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن" مع 300 جندي عبر ميناء عدن إلى بقعة كريتر لتحرير "مطار عدن الدولي" والمدينة.
كما رافقت الجنودَ المتوغّلين قوات خاصة إماراتية وسعودية وثماني مركبات قتالية إماراتية من طراز "إنيغما"، مع أنظمة صواريخ رباعية التركيب يمكن التحكّم بها عن بعد.
وفي نهاية ذلك اليوم، استعادت "المقاومة الجنوبية" المطار بدعم من قافلة سريعة من "المركبات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن "، التي شغّلها اليمنيون المدرّبون وعدد صغير من القوات الخاصة الإماراتية. وقد وردت أنباء عن مقتل ضابط واحد في القوات الخاصة الإماراتية يُدعى الملازم عبد العزيز سرحان صالح الكعبي خلال الهجوم. وفي غضون ذلك، شنت القوات الجوية الداعمة 136 غارة في عدن خلال الساعات الـ 36 الأولى من بدء العملية.
وواصل المعهد بأنه في الوقت الذي عزّزت فيه قوات هادي و"المقاومة الجنوبية" سيطرتها على شمال عدن، حوّلت القوات السعودية والإماراتية سريعا المطار إلى قاعدة عمليات أمامية كبرى وإلى منطقة للانطلاق.
علاوة على ذلك، أنشأ 50 جنديا من "الكتيبة السادسة المحمولة جوا" والتابعة لـ"القوات البرية الملكية السعودية"، محيطا آمنا.
وفي 18 تموز/ يوليو، حملت طائرة سعودية من طراز "سي-130" وزير الداخلية اليمني ورئيس الأمن القومي مجددا إلى عدن، ليُعاد ترسيخ وجود الحكومة، الذي كان غائبا منذ آذار/ مارس.
أمّا الطائرات الإماراتية والقطرية من طراز "سي-17" و "سي-130"، فقد أمّنت شحنات متكرّرة إلى المطار تضمّنت أنظمة مراقبة الحركة الجوية، للسماح باستئناف الرحلات الجوية المدنية والإنسانية. وفي الأوّل من آب/ أغسطس، حطّ نائب الرئيس اليمني خالد محفوظ بحاح في المطار.
كذلك، عزّزت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تدفّق العتاد العسكري إلى موانئ عدن، باستخدامها سفن إنزال الدبابات والسفن الحربية البرمائية، بما فيها سفينة "سويفت" اللوجستية - سفينة حربية فائقة السرعة من طراز "2 (إتش أس في-2)" كانت في السابق تابعة للبحرية الأمريكية.
وأشار المعهد إلى أنه وبحلول الثالث من آب/ أغسطس، كان فريق عمل تابع لأحد الألوية المدرّعة/ الميكانيكية الإماراتية قد نزل في عدن، بمؤازرة وحدة بحجم كتيبة تضمّ دبابات القتال الرئيسية من طراز "لوكليرك" ومركبات مدرّعة لإصلاح الأعطال، وعشرات مركبات المشاة القتالية من طراز "بي أم بي-3 أم"، فضلا عن مدافع الهاوتزر ذاتية الحركة من طراز "دينيل جي 6" وعيار 155 ملم، وحاملات قذائف الهاون من طراز "آر جي-31 أغراب" وعيار 120 ملم، وشاحنات "تاترا" من طراز "تي 816". وبات الآن نحو 2800 جندي إماراتي وسعودي بالإجمال متمركزين في عدن، بمن فيهم القوات الخاصة وما يقارب من لواء كامل من جنود الجيش الإماراتي النظامي والعاملين في الخدمات اللوجستية.
وأوضح المعهد أنه بدءا من 23 تموز/ يوليو، تقدمت قوات هادي و"المقاومة الجنوبية" شمال عدن لتنضم إليها قوات مناهضة للحوثي في محافظة لحج وقاعدة العند الجوية، اللتين تقعان على الطريق المؤدي إلى تعز، وهي مدينة لا تزال تسيطر فيها "المقاومة الجنوبية" على أراض شاسعة.
وبدعم من الدبابات ومدافع الهاوتزر الإماراتية من طراز "جي 6"، استعادت القوات اليمنية، المؤلفة من 1500 مقاتل والمدرّبة والمجهّزة من قبل الإمارات، قاعدة "العند" في الرابع من آب/ أغسطس، ومن ثمّ قاعدة "لبوزة" العسكرية الواقعة 30 كيلومترا إلى الشمال في السادس من آب/ أغسطس.
إلى ذلك، نوه المعهد في قراءته إلى أن قوات هادي و"المقاومة الجنوبية" أصبحت اليوم على بعد 100 كيلومتر جنوب تعز، بينما لا تزال العاصمة صنعاء تبعد عنها 200 كيلومتر إلى الشمال. كذلك، انتشرت هذه القوات شرق عدن وسيطرت على زنجبار، عاصمة محافظة أبين، عبر عملية أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود إماراتيين إضافيين لقوا مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة مزروعة على الطريق.
وخلص المعهد في تقريره إلى أنه من الواضح أنّ حكومة هادي ستعمد إلى اتخاذ خطوة مماثلة. ففي 24 تموز/ يوليو، كشف العميد عبد الله الصبيحي، أحد قادة القوات التي شاركت في عملية "السهم الذهبي" في عدن، عن نيته دفع القوات شمالا لتنضمّ إلى مقاتلي "المقاومة الجنوبية" في الطريق المؤدي إلى صنعاء في محافظتي تعز وإب، وفي أبين أيضا إلى الشرق.