أثار نبأ وفاة القيادي بالجماعة الإسلامية
عصام دربالة العديد من التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الأحزاب والمؤسسات الحقوقية خاصة أن وفاة دربالة تعد الحالة الـ 11 خلال أسبوعين التي تحدث داخل أماكن الاحتجاز
المصرية، والتي في مجملها حدثت نتيجة للإهمال الطبي أو لمنع الأدوية عن البعض في ظل موجة حرارة شديدة تضرب مصر، وتردي أحوال أماكن الاحتجاز طبقا لما ذكرته المؤسسات الحقوقية وأهالي
المعتقلين .
هيئات تدين مقتل دربالة والوسط ينعي
وعقب انتشار نبأ مقتل دربالة في المعتقل أصدرت عدد من المؤسسات الحقوقية والأحزاب بيانات إدانة، حيث أدانت مؤسسة إنسانية "مقتل عصام دربالة، داخل سجن العقرب (سيئ السمعة) نتيجة
الإهمال الطبي".
وأردفت إنسانية في بيانها الذي تتوفر صحيفة "
عربي21" على نسخة منه أن "قوات الشرطة اعتقلت دربالة من محافظة قنا (جنوب القاهرة) منتصف أيار/ مايو الماضي، رغم تدهور وضعه الصحي، وأودعوه زنزانه انفرادية في سجن العقرب، وسط إهمال طبي وتعنت في عرضه على الطبيب، أو إدخال أدوية له، ومنع الزيارات عنه".
وطالبت إنسانية في ختام بيانها "بمحاسبة إدارة السجن لتورطها في قتله، بعدما أهملته طبيا، ومنعت دخول الأدوية إليه، أو عرضه على طبيب، واحتجازه في زنزانه غير آدمية رغم تدهور وضعه الصحي".
وشددت المؤسسة على أن" قتل "دربالة" يعتبر جريمة ضد الإنسانية، لاسيما مع الانتهاكات الكثيرة التي يتعرض لها المعتقلون في سجن العقرب، ورفض إدخال الأدوية والمأكولات، وحملات التجويع التي تتم بحق المعتقلين به، ومنع الزيارات عنهم لشهور طويله متتالية".
كذلك نعى حزب الوسط وفاة دربالة مؤكدا على أن "اعتقال المعارضين المشهود لهم بدماثة الخلق، وسلامة المنهج كالدكتور دربالة، فضلا عن موتهم البطئ نتيجة الإهمال الطبي الجسيم، والمعاملة غير الإنسانية التي يتعرضون لها؛ إنما يدل على إصرار النظام على جر البلاد نحو نقطة غاية في الخطورة تهدد أمن المجتمع وسلامته، ويزيد من تعقيد المشهد المتأزم منذ أكثر من عامين".
ودعى الحزب "كل القوى الوطنية، أيا كان موقفها السياسي، أن تنتصر لحقوق الإنسان والمعاملة الإنسانية لكافة المحتجزين في السجون والمعتقلات".
وأكد على أهمية التمسك بالسلمية وعدم الانجرار لأي عنف "فالحفاظ على السلمية هو الضامن الرئيسي للشعوب لنيل حريتهم وانتصار ثورتهم بإذن الله".طبقا للبيان.
الرواية الرسمية: توفي أثناء نقله للمستشفى
من جهة أخرى أصدرت السلطات الرسمية تصريحات مخالفة لما نشرته
الجماعة الإسلامية حيث صرح مصدر أمني أن عصام دربالة توفي أثناء نقله للمستشفى.
وأضاف المصدر الأمني طبقا لـ CNN "بتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه كان يعاني من ارتفاع بدرجة الحرارة وانخفاض بضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم، على الفور تم عمل الإسعافات الأولية اللازمة، وأثناء نقله للمستشفى لتلقى العلاج حدث نزيف من الأنف وهبوط بالدورة الدموية والتنفسية أدت إلى وفاة"، ولفت المصدر إلى أن "المتوفى له تاريخ مرضي سابق جلطات سابقه، ومرض السكر؛ حيث أن التقرير الطبي المبدئي لوفاة عصام دربالة يرجع إلى ارتفاع السكر بالدم، والضغط، وأن أطباء السجن وقعوا الكشف الطبي عليه قبل نقله للمستشفى".
من جانبه، قال مصدر أمني من داخل مصلحة السجون للأناضول (رفض ذكر اسمه) إن وفاة عصام دربالة "كانت طبيعية وليس ثمة شبهة جنائية".
النشطاء : هناك قتل ممنهج للمعتقلين
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي شارك العديد من العلماء والحقوقيون والسياسيين عبر هاشتاج "عصام دربالة"، والذي احتل المركز الثالث في قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر.
وفي السياق ذاته قال الشيخ يوسف القرضاوي: "القتل الممنهج لقيادات الحركة الإسلامية داخل السجون وخارجها بدم بارد لا معنى له إلا فتح الباب على مصراعيه للتيارات المتشددة والفكر المتطرف .. رحم الله شهداء مصر الذين قضوا في سجون الظالمين، والذين قُتلوا خارجه، وجعل دماءهم لعنة على من سفك الدم المحرم وأزهق النفس المعصومة".
وغرد الشيخ محمد الصغير: "توفي أخي الأكبر د. عصام دربالة بعد أن منع عنه العسكر علاج السكر مات ثابتا محتسبا فعظم الله فيه أجرنا، وتقبله في الشهداء.. قتل دربالة بسجن العقرب بمنع علاج السكر والشيخ عزت السلاموني ترك يصارع الموت أمام المعتقلين".
وقال الحقوقي نجاد البرعي: "يجب على النيابة والمحاكم مراجعة موقف كل من تعدي الستين من المحتجزين، والإفراج عنهم من الحبس الاحتياطي، وإعادة النظر في تدابير الرعاية الطبية.. سواء أكان عاصم دربالة إرهابيا أو سياسيا معارضا؛ مات لأنه مريض تم حبسه أم أنه مرض في السجن فمات فإنه لابد من فتح تحقيق حول وفيات السجون".
وعلق عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي "إنا لله و إنا إليه راجعون، وفاة الشيخ عصام درباله أهم شيوخ السلمية في سجون عبد الفتاح السيسي".
وغرد المؤرخ محمد الجوادي "بوفاة الدكتور عصام دربالة تبدأ مرحلة جديدة، علامات على الطريق، ومعالم في الطريق اللهم أنصر دينك وعبادك والمجاهدين في سبيلك".
من هو دربالة؟
وعقب وفاته أطلق النشطاء التابعين للجماعة الإسلامية عدة معلومات حول الشهيد عصام دربالة حيث يعد دربالة ثاني قيادات الجماعة الإسلامية الذين لقوا حتفهم داخل السجون المصرية خلال أقل من عشرة أيام، بعد وفاة الشيخ عزت السلاموني داخل سجن ليمان طره، في الأول من آب/ أغسطس الجاري.
ودربالة من المؤسسين للجماعة الإسلامية، وشارك بقوة في تفعيل مبادرة وقف العنف في تسعينيات القرن الماضي، ويرأس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الآن، وهو شقيق المستشار ناجي دربالة، نائب رئيس محمكمة النقض.
وسعى دربالة مع أعضاء الجماعة، لإنشاء أول حزب سياسي للجماعة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير، رافضا تولي منصب قيادي داخل الحزب السياسي الجديد، الذي أسسته الجماعة الإسلامية وأطلقت عليه حزب "البناء والتنمية"، وتولى بدلا منه نصر عبد السلام رئاسته، فيما ظل مترأسا مجلس شورى الجماعة حتى الآن، رغم انتهاء ولاية هذا المجلس منذ عامين.
وعادة، ترفض الأجهزة الأمنية بمصر، اتهامات معارضين للسلطات المصرية بالإهمال الطبي، وتقول إنها توفر كامل الرعاية الكاملة لهم داخل أقسام الشرطة والسجون.