كتاب عربي 21

"أبو الغار".. وداع بارد يليق بصدمتنا فيك

تامر أبو عرب
1300x600
1300x600
"الأب الروحي لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات"، هكذا كنت أُعرف الدكتور محمد أبو الغار عندما أستعين برأيه في موضوع صحفي قبل ثورة 25 يناير.

كان أول اسم يتبادر إلى ذهني وغيري من الصحفيين بعد أي حدث يتعلق بالجامعات، أُحدثه فينطلق لسانه بكلام ملهم عن استقلال الجامعات وسفه السلطة وحتمية التغيير، أُغلق الهاتف معه وأنا أكثر إيمانا بالتغيير وقيم الحرية واحترام حقوق الإنسان وأتمنى لو تغيرت الظروف في مصر ليحصل هذا الرجل على المكانة التي يستحقها.

قامت الثورة وتغيرت الظروف وأصبح أبو الغار رئيسا لحزب سياسي، توقعت أن يصبح رقما مهما في المعادلة، وأن يكون سدا منيعا أمام أي محاولة للانقضاض على الثورة والارتداد إلى ما قبل 25 يناير، لكنه لم يفعل، ولم يكتف بأنه لم يفعل، بل تحول إلى أحد منّظري الاستبداد وكهنة السلطة، يبرر كل إجراء قمعي تتخذه، ويتقرب إليها بمعاداة شباب كانوا يضعونه يوما على رأس أي حكومة إنقاذ.

"لا أدرى ما إذا كان اكتفائي بمعارضة مبارك والاشتراك في ثورة 25 يناير يكفى سياسيا فى حياتي أم لا، فهل كان يجب أن أتوقف بعد الثورة أم ما فعلته كان صوابا". 

هذا ما قاله الدكتور أبو الغار في حواره مع المصري اليوم الأربعاء (8 تموز/يوليو 2015)، هو لا يدري إن كان قراره بالاستمرار في ممارسة السياسة بعد رحيل مبارك كان قرارا صحيحا أم لا، لذلك سنساعده للوصول إلى إجابة لهذا السؤال.

نعم يا دكتور، كان يجب أن تستمر في ممارسة السياسة بعد رحيل مبارك، أن تدافع عن قناعاتك بأن الاستبداد لا يقيم دولة، وأن الظلم يبقى ظلما حتى لو كان مؤقتا، وأن الجامعات يجب أن تبقى مستقلة عن الدولة، وأن الرئيس هو المسؤول الأول عن أي إخفاق، وأن الديمقراطية هي الطريقة الأصح لحكم مصر، وأن الأحزاب السياسية ليس من مهامها التطبيل للحاكم، وقتها كان استمرارك في السياسة مفيدا ومطلوبا.

لكن عندما تتراجع عن قناعاتك السابقة فتتجاهل حبس الآلاف بالباطل، وتؤيد الاستبداد فتسميه "دعم الدولة"، وتؤيد قانون الإرهاب الذي يعصف بحقوق الناس والإعلام، وتغض الطرف عن ديكتاتورية النظام الحالي باعتبارها أفضل من ديكتاتورية الإخوان، يكون خيار اعتزال السياسة والتركيز في عملك طبيبا، والاعتماد على تاريخك السابق أفضل لك وللثورة وللبلد.

***

هناك عدة وقائع تحول بعدها اختلافي مع أبو الغار في وجهات النظر إلى تشكك في كون الرجل داعية تغيير فعلا يرفع مطالب يراها عادلة ويستعد لدفع ثمن مواقفه.

في 2 آذار/مارس الماضي كتب أبو الغار مقالا ناريا في المصري اليوم، بعنوان البرلمان الوهمي أورد فيه حقائق صادمة تؤكد رغبة الدولة في إقامة نظام حكم أشد سوءا من نظام مبارك.. قال:"وأخيرا خلال غياب البرلمان أصدر الرئيس أعدادا هائلة من القوانين بعضها غير دستورى وبعضها قد يؤسس لدولة بوليسية، فى النظم الديمقراطية يكون لمجلس الشعب دور تشريعي ورقابي قوي على السلطة التنفيذية، والدول الديكتاتورية ترغب في مجلس شعب صوري لا يراقب ولا يشرع، وإنما هو فقط لاستكمال ديكور مظهري، وهذا ما يبدو أن مصر تريده. وبغض النظر عن حكم الدستورية، فإن الملخص المفيد هو أن الرئيس والدولة لا يريدان برلمانا يؤدى وظيفته الحقيقية، وإذا اضطرا إلى ذلك فليكن برلمانا وهميا لا قيمة له".

وقتها شعر كثيرون أن بضاعة الثورة ردت إليها، وأن من غرر بهم في الطريق إلى استعادة وعيهم وخوض المعركة الصحيحة، لكن بيانا أصدرته الرئاسة للرد على المقال قلب الأمور رأسا على عقب، ورغم أن البيان لم يرد بشكل قاطع على ما طرحه أبو الغار في المقال واحتوى على عبارات عامة من نوعية أنها "ما زالت وستظل تقف على مسافة واحدة من الجميع"، لكن الدكتور محمد استقبل البيان بلهفة شديدة وكأنه اكتفى بأن الرئاسة ترى ما يكتبه وتهتم بالرد عليه. بعدها بثلاثة أيام وتحديدا في 5 آذار/مارس كتب أبو الغار مقالا لم ينقصه سوى اعترافه بأنه تلقى أموالا من الإخوان لكتابة المقال السابق، قال في سياقه: "أما بالنسبة لمساندة قائمة «حب مصر»، فأنا متأكد- بما لا يدع مجالا للشك- من حيادك التام"، وهو من أكد قبل ثلاثة أيام أن الرئيس والدولة لا يريدان برلمانا يؤدى وظيفته الحقيقية، و"لقد تسلمتم الرئاسة في ظروف غاية الصعوبة، ولا تزال الأمور معقدة، فالإرهاب في سيناء مازال يعمل"، ولم يشرح علاقة الإرهاب في سيناء بكون الدولة تريد برلمانا تابعا، ثم امتلأ المقال بعبارة "سيدي الرئيس" في العنوان وفي المتن وهو الذي لم يقلها ولو لمرة واحدة في المقال السابق.

أعطى أبو الغار مثالا حيا لمن يعارض من أجل قناعاته، ومن يكتب لتراه السلطة

***

ربما يفوق استيائي وأنا أكتب هذا الكلام استياء الدكتور محمد أبو الغار وهو يقرأه، فقد كنت أتمنى أن أكتب عن دوره في توجيه دفة الثورة للمكان الصحيح والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان واستقلال الجامعات، لكنه هو من اضطرني لكتابة كلام قاس يليق بصدمتنا فيه.

أكتب هذا الكلام بعدما أعلن أبو الغار أنه لن يخوض انتخابات الحزب الديمقراطي الاجتماعي المقبلة، فقبل أن يترك مكانه في الحزب وبعد أن ترك مكانته في قلوبنا، كان يجب أن نحكي لمن سيأتي بعده قصة رجل كنا نحبه.
التعليقات (6)
أسمراني
السبت، 11-07-2015 04:45 م
ستبقى الأجيال تذكر خاتمة ابو الغار السياسة السيئة ,وتلعنه وتلعن كل من كان على شاكلته ممن يخالف فعله قوله وتتناقظ أفعاله مع مبادئه , والجميل انه ورقت التوت سقطت عنه منذ 3/7 وسيلعنه التاريخ كلما ذكر الشرفاء وأهل النضال
Ayman Fouad
الجمعة، 10-07-2015 12:31 م
مش كل من ركب ا?حصان خيال .. ولا كل من هتف هتافين ثائر .. الرجوله حمل تقيل فوى يا صاحبى .
فتحي الصغير
الجمعة، 10-07-2015 01:29 ص
سيظل إد محمد ابو الغار علامة ناصعة في تاريخ الجامعات المصرية علما ولن اقول سياسيا لان للسياسة أخلاق لا تتفق مع ابو الغار ولكنه كان مواطنا إيجابيا نعم اجتهد بقد مسامح به سنه ويكفيه انه لم يكن ينشد منصبا ولا مالا ولذا اعتقد انه لم يخفق وله أجران لقد عاش حياته عالما وهاو سياسيا ولعل ثورة يناير حرفته سياسيا ووضعته في مواقف صعبة لم يكن مهئ لها خبرة سياسية وسنا وقد كان صادقا عندما اكتفي بما اعطي وله الشكر الجزيل لا اشك لحظة انه وطني حتي النخاع ومن اكثر من اخلص في حب مصر اما مسالة ذكر تعبير سيدي ألرئيس في مقاله لانه عالم عندما يكتب تكون تعبيراته محترمة وليس هناك عيب في احترام المنصب ولكن للأسف تصنيفك له لم يكن موفقا من البداية وما بني علي خطا معروف نتيجته مقال المني بشدة ولا اجد مااختم به سوي الا أيها الخجل اين حمرتك ومن لم يشكر الناس المخلصين لا يشكر الله وربنا يسامحك ورمضان كريم علي كل المصريين وربنا يحمي مصر من المحرضين وآلمهللين
خالد عز الدين
الجمعة، 10-07-2015 12:53 ص
ردى على المقال السفيه ( وداع بارد يليق بصدمتنا فيك ) !!!!! *البارد والسفيه هو من يقرأ الطالع والفنجان ويتصور أن يكون وداع أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى الذين قاموا ببناء الحزب مع الدكتور أبو الغار باردا! *البارد والسفيه هو من لا يقرأ مواقف الدكتور أبو الغار القراءة الصحيحة الموضوعية وأن لكل مقام مقال *البارد والسفيه هو من يشهد بإن الدكتور أبو الغار كان يرد عليه بالهاتف وبإنه كان ملهما له ثم يقوم بتغيير موقفه *البارد والسفيه هم من أبلغوك بإن وداعنا للدكتور أبو الغار سيكون باردا ويريدون تشويه صورته قبل رحيله *البارد والسفيه هو من لا يعلم أن أهداف حركة 9 مارس حققت الهدف الرئيسى منها وهو عدم تدخل الأمن الوطنى بتعيينات الأساتذة وحركة الترقيات بالجامعة *البارد والسفيه هو من لا يعلم أن هدف حركة 9 مارس ليس منع وقوف عسكرى أو ظابط بدبورة من الداخلية لحفظ أمن الجامعة *البارد والسفيه هو من ينكر دور أبو الغار بالثورة المصرية وأنه كان صادقا ومعبرا عنها وعن أهدافها *البارد والسفيه هو من يبخس الدكتور أبو الغار حقه وهو الذى كان يسير بالمسيرات من أولها لأخرها دونا عن الأخرين الذين كانوا يلتقطون الصور بالمسيرات للحظات ثم تجدهم بعدها بالقنوات الفضائية للقبض بالدولار *البارد والسفيه هو من يتصور أن السلطة الحالية قمعية مثلما كانت قبل 25يناير إلا فيما ندر من ممارسات فردية أو عدم كفاءة *البارد والسفيه هو من يغازل مشاعر الشباب بالإثارة وبالصوت العالى ويدفعهم لكسر القوانين ولا يقدم لهم حلول أو بدائل وإنما يقدم لهم إحباط وعدم أمل بالمستقبل! *البارد والسفيه هو الصحفى الذى لا يعلم الفرق بين الحزب وغيرها من جماعات الضغط ودورهم! *البارد والسفيه هو من يوصم حزبنا بالتطبيل وهو أبعد ما يكون عن ذلك وهى محاولة دنيئة ولن تكون الأخيرة لوصف موضوعيتنا ورؤيتنا بالتطبيل ولم يراجع ويقرأ مواقفنا وبياناتنا منذ إشهار الحزب! *البارد والسفيه هو من يظن أن مجموعة من المتطرفين يمكن أن يدسوا السم بالعسل لهدم حزبنا الديمقراطى أو الإستيلاء والإستحواز عليه وعمل فرقة بيننا وبين زعيمنا الروحى الدكتور أبو الغار! *البارد والسفيه هو من لا يرى أن الشباب المحبوس بشان قانون التظاهر كان وراؤه سياسيين إنتهازيين دفعوهم لكسر قانون التظاهر (الذى نرفض به بعض المواد) دون مشاركتهم إلا بأحاديثهم الحنجورية بالقنوات الفضائية فهل تتصور أن يقبل الدكتور أبو الغار بإن يكون السبب فى ضرر هؤلاء الشباب ؟ *البارد والسفيه هو من لا يرى أن بكل أحاديث الدكتور أبو الغار بها دعوة للإفراج عن الشباب! *البارد والسفيه هو من يصدقك ولا يرى بمقالك أنك أجبن بكثير من إتهام الرئيس السيسى بالديكتاتورية وإستبدالها بديكتاتورية النظام! *البارد والسفيه هو من لا يقدر رد رئيس الجمهورية على رئيس حزب أمام الشعب والعالم خاصة أنه نظام ديكتاتورى على حد قولك! *البارد والسفيه هو من لا يرى فى رد الرئيس السيسى على مقال الدكتور أبو الغار تقدير لقيمة وقامة الدكتور أبو الغار وأن هذا الرد فى حد ذاته إنجاز بدلا من رد أمن الدولة أو سيبوهم يتسلوا كما كان يحدث بالسابق! *البارد والسفيه هو من يظن أن عقارب الساعة سترجع الى الوراء ولا يعلم أن الإصلاح تدريجى وليس بالهدم وأنه قادم لا محالة! *البارد والسفيه هو من لا يرى أن الرئيس فعلا لم يساند قائمة فى حب مصر بدليل ترك الجنزورى للقائمة! *البارد والسفيه هو من لا يقدر مقام الرئاسة وبإن لفظ سيدى الرئيس توقير للرئيس لأدبه فى الرد عليه وليست خوفا أو تطبيلا كما تدعون وتضحكون على بعض الشباب! *البارد والسفيه هو من يجامل رئيس الحزب ويصفق له ثم يحاول تشويهه عند خروجه! *البارد والسفيه هو من يعلم أن رأيه هو الوحيد الصواب ورأى الأخرين خطأ وأنهم طالما مخالفين أصبحوا مطبلاتية أو خونة للثورة! *البارد والسفيه هو من لا يعلم أن الدكتور أبو الغار يعطى من ماله ووقته وصحته ولا يطلب شيئا! وسأقولها لك كلمة أخيرة أيها البارد السفيه أن رحلة كفاح الدكتور محمد أبو الغار ستكتب فى كتب التاريخ بأحرف من نور وأن عطاؤه للحزب ولمصر لم ولن يتوقف. والحمد لله لن يوصمنى أحد بالنفاق له أو التطبيل له لإنه سيترك الحزب ولكننى سأطالب كل أعضاء الحزب بإن يكون الدكتور محمد أبو الغار هو زعيم الديمقراطيين وزعيم الحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى وأخيرا هل تعلم حقيقة وبكل صدق من البارد السفيه !؟ أنا البارد السفيه للأسف لإن الدكتور أبو الغار لا يحتاج لأحد ليدافع عنه وثانيا لإنى أضعت وقتى بالرد عليك ! أمثالك لو طلبت مؤسسة الرئاسة مقابلتك ستأخذ مرتبك وتشترى بدلة جديدة وحتجهز مقالة بإسم الرئيس الملهم .......... هو الصحفى تامر أبو العزب قريب لأبو العربى؟