"لا أمان في كرسي الرئاسة المصري"، هذا ما تثبته الوقائع التاريخية لنهاية العديد من الذين تقلدوا حكم مصر عبر انقلاب ومؤامرات.
تلك التدبيرات الخفية والمؤامرات،
لم تنشأ في العهد الحديث، كما يوضح تقرير في صحيفة "المصري اليوم"، بل إن لها ظواهر في تاريخ الفراعنة، مثل الملك رمسيس الثالث الذي حكم لحوالي ثلاثين عاما.
رمسيس الثالث انتهت حياته بمؤامرة شارك فيها بعض زوجاته ومجموعة من الخدم والحرس في واحدة من أقدم الجرائم السياسية في التاريخ.
ووثقت بردية فرعونية تحمل اسم "مؤامرة الحريم" تفاصيل المؤامرة التي تعرض لها رمسيس الثالث، بتخطيط من الملكة تيا، إحدى زوجاته، بالتعاون مع مجموعة من رجال القصر، بهدف إزاحة الملك وولي عهده رمسيس الرابع، وتنصيب ابنها بنتاؤر بدلا منه.
وتم تنفيذ عملية
الاغتيال خلال احتفالات مدينه هابو، ولم تنجح في قتل الملك على الفور، ليتم اكتشاف المؤامرة واعتقال مدبريها، لكن رمسيس الثاني فارق الحياة متأثرا بإصابته قبل انتهاء محاكمة قاتليه.
عز الدين أيبك
تقول الرواية، إن عز الدين أيبك تقلد الحكم بعد تنازل سلطانة مصر وأرملة السلطان الصالح أيوب، شجرة الدر، عن عرش مصر لصالحه عام 1250 ليصبح أول سلطان مملوكي لمصر، لكنه فقد عرشه بعد سبع سنوات بتدبير منها، بعد أن تصاعدت الخلافات بينهما بسبب رغبته في الانفراد بالحكم وتحجيم نفوذها.
وقُتل أيبك علي أيدي عدد من الخدم أثناء استحمامه في قلعة الجبل، مقر الحكم آنذاك، وأعلنت شجرة الدر في الصباح التالي أنه توفي فجأة أثناء الليل، لكن قيادات المماليك لم يصدقوا هذه الرواية، واعترف الخدم تحت وطأة التعذيب بالمؤامرة.
شجرة الدر
ولم تكن شجرة الدر التي شاركت في تدبير قتل أيبك، بعيدة عن مدبرين آخرين لنهايتها.
80 يوما هي الفترة التي انفردت خلالها شجر الدر بعرش مصر، ما بين وفاة زوجها السلطان نجم الدين أيوب، آخر السلاطين الأيوبيين، وتنازلها عن الحكم لصالح عز الدين أيبك، الأمير المملوكي الذي أصبح أول سلاطين المماليك، قبل أن يتراجع نفوذها في الدولة، ما دفعها في النهاية إلى تدبير مؤامرة للتخلص من أيبك، لتفرض سلطتها على الحكم من جديد، لكن افتضاح الأمر حال دون ذلك.
ورغم تضارب الروايات التاريخية حول الأيام الأخيرة في حياة شجرة الدر؛ فإن هناك اتفاقا على الطريقة التي قتلت بها، ضربا بالقباقيب، على يد خدم زوجة عز الدين أيبك الأولى أم المنصور، قبل أن تلقي جثتها خارج أسوار قلعة الجبل، ليعثر عليها بعد وفاتها بعدة أيام في نهاية درامية لواحدة من أشهر النساء في تاريخ مصر.
السلطان قطز
اكتملت سلسله الاغتيالات المملوكية باجتماع بعض من أمراء المماليك على التخلص من السلطان قطز الذي تولى الحكم بعد مقتل أيبك وشجرة الدر، وقاد جيش المسلمين ضد المغول في معركة عين جالوت.
وقاد الأمير المملوكي بيبرس البندقداري، الذى تولى الحكم بعد قطز وأطلق على نفسه لقب الظاهر، مؤامرة قتله، بجانب الأميرين بدر الدين بكتوت وبهادر المعزي.
الخديوى عباس حلمي الثاني
أما في أسرة محمد علي مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 و1848، فلم
يختلف الوضع كثيرا، وشهدت فترة حكمه عدة جرائم سياسية أبرزها محاولة اغتيال الخديوي عباس حلمي الثاني في العاصمة العثمانية "إسطنبول" على يد شاب مصري يدعي محمود مظهر في عام 1914.
ونجا الخديوي من الرصاصات التي أطلقها عليه "مظهر"، أثناء خروجة من مقر الباب العالي، لكنه لم يستمر في حكم مصر بعدها أكثر من ستة أشهر، إذ إنه تم عزله بعد إعلان الحماية البريطانية على مصر في 19 كانون الأول/ ديسمبر 1914.
السلطان حسين كامل
كتبت له النجاة من محاولتي اغتيال خلال فترة حكمه القصيرة لمصر، والتي لم تتعد الثلاث سنوات، بعد خلع ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني.
وتكررت محاولات اغتيال حسين كامل احتجاجا على وصوله للحكم بدعم قوات الاحتلال الإنجليزي خلفا للخديوي عباس حلمي الثاني الذي تم عزله عقابا على تأييده للباب العالي في مواجة بريطانيا.
وبينما أطلق منفذ محاولة الاغتيال الأولى الرصاص على السلطان حسين كامل، فقد استخدم منفذ محاولة الاغتيال الثانية قنبلة، لكنه لم يفلح في قتله أو حتى في إصابته.
جمال عبد الناصر
تعد حادثة المنشية هي محاولة الاغتيال الأشهر التي تعرض لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ونقلت الإذاعة المصرية تفاصيلها مباشرة خلال بثها خطابه في الميدان السكندري الشهير، خلال الاحتفال بذكرى جلاء الإنجليز عن الأراضي المصرية.
وقطعت رصاصات مجهولة المصدر خطاب ناصر، لكنها فشلت في إصابته، ليعود إلى مكبر الصوت بعد ثوان ويخاطب الجماهير المذعورة بعبارته الشهيرة: "فليبق كل في مكانه.. أيها الرجال دمي فداء لكم.. هذا جمال عبد الناصر يتكلم إليكم بحمد الله".
أنور السادات
في 6 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1981، تم اغتيال السادات في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر.
وقام بالاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات، ما أسفر عن إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه ما أدى إلى وفاته.
وجاء اغتيال السادات بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير أحمد بدوي وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدا، ما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة.